هل أصابك ذلك الشعور بالتعب بعد فترة من الضحك عندما تشاهد فيلماً كوميدياً أو تتبادل الدعابات مع أصدقائك؟، هل شاهدت احمرار عينيك حينها وزيادة الدموع فيها، وهل تسارعت أنفاسك كثيراً حتى أصبحت بالكاد تتنفس؟! ستشعر حينها وكأنك قد قمت بتمرين رياضي كامل مع أنك لم تبرح مكانك.
تكمن خلف هذه الحيوية والنشاط الذي خلفه الضحك فوائد لم تكن تتوقعها، هذا الشعور بالاسترخاء بعد الضحك لم يكن عبثاً، فلم يكن إلا نتيجة لعمليات مفيدة كثيرة تحدث في جسمك، والتي ستمنحك آثارها الجيدة إن عاجلاً أو آجلاً.
نعلم جميعاً فوائد الضحك في تحسين المزاج السيء، لكن هل توقعنا أن هذا المزاج الجيد للضحك يترافق مع فوائد صحية؟!
إليك بعض هذه الفوائد..
1- دعم جهاز المناعة
ينقص الضحك من إفراز هرمونات التوتر كالكورتيزول والأدرينالين التي تضعف جهاز المناعة في حال زيادة نسبها، وتفتح الباب للعديد من الأمراض والأوبئة لتغزوا الجسم، كما يحسن الضحك من سير الدورة الدموية، ويزيد من مدخول الأوكسجين فتلاحظ تسارع أنفاسك أثناء الضحك، فضلاً عن التخلص من المشاعر السيئة، مما يساهم في تقوية جهازك المناعي بشكل كبير.
وعلى سبيل المثال لوحظت زيادة نسبة الغلوبيولين المناعي في اللعاب، وهو جسم مضاد يحارب الأمراض والأوبئة التنفسية منها خاصة.
كما استجابت الخلايا المناعية البائية والتائية بشكل إيجابي لتأثير الضحك، وارتفعت مستويات بروتين (interferon-gamma) الذي يلعب دوراً في المسؤولية المناعية للجسم، ويحارب الأورام، مما يبين أن للضحك دوراً في محاربة السرطان!
2- تقليل التوتر واسترخاء الجسم
لا بد أنك مررت يوماً ما بموقف صعب أثار التوتر فيك، كاجتماع رسمي لأول عمل، أو فحص مصيري في جامعتك، أو غير ذلك…
ثم يأتي موقف مضحك من أحد الاصدقاء، مما يغير شعورك كلياً، فتنتقل من حالة التوتر والتفكير السلبي، إلى الراحة والمزاج الطبيعي المعتدل، إن ذلك بسبب النقص الكبير في معدل هرمونات التوتر في جسمك، مما يزيل عنك ذلك الشعور المزعج والنفس المتقطع المتوتر، جاعلاً منك شخصاً هادئاً مسترخياً، حيث تبقى عضلات الجسم مسترخية لمدة 45 دقيقة بعد فترة من الضحك.
3- تحسين الضغط والتدفق الدموي
عندما يتعلق الأمر بصحة العضلة القلبية، يمكن أن نعتبر الجدية وعدم الضحك توازي في خطورتها النوبة القلبية، فللضحك أثر ملموس في إنعاش الدورة الدموية، تخفيض أو موازنة ضغط الدم، وزيادة مدخول الأوكسجين إلى الدم، مما يجعله حليفاً قويا في محاربة أمراض القلب، كما يزيد الضحك من مساحة البطانة الوعائية الدموية، مما يسمح بتدفق الدم بشكل أفضل، وهذا يساهم في منع تصلب الشرايين.
هذا لا يعني أن تصبح مشافي القلب أندية كوميدية بدلاً من تطبيب المرضى لكن لا يخفى أثر الضحك المذهل في تحسين صحة القلب والجملة الوعائية الدموية.
4- تنشيط الجسم كما في التمارين الرياضية
حسب ما يقول الباحثون: الضحك مئة مرة يعادل التمرين على آلة التجديف لمدة عشر دقائق، أو ركوب الدراجة الرياضية الثابتة لمدة ربع ساعة، وأفضل ما في هذا “التمرين” أنك لا تعاني من إزعاج المفرزات العرقية، كما أنه يزيد من طاقتك الداخلية بزيادة معدل التنفس كما ذكرنا، إذاً لا غرابة في أن يشعر احدنا بالإنهاك بعد ضحكة طويلة هنيئة، فهي تمرين رياضي، ولكن من نوع آخر.
5- تنظيم سكر العنب في الدم
في دراسة تمّ إجراؤها، أكل مرضى السكري من الدرجة الثانية وجبة مع بعض الناس غير المصابين بالسكري، ثم حضروا جميعاً محاضرة مملة، فكان منسوب سكر العنب مرتفعاً كالعادة عند مرضى السكري.
وفي اليوم التالي أكل نفس الأشخاص الوجبة نفسها ثم حضروا عرضاً كوميدياً، فلم تسجل أي حالة ارتفاع في منسوب سكر العنب في الدم لدى مرضى السكري، ولم يستطع الباحثون تحديد السبب في ذلك، وافترضوا أن الضحك يؤثر على الغدد الصم العصبية التي تكبح جماح سكر العنب وتمنعه من الارتفاع.
6- تعزيز المهارات الاجتماعية
يمكنك أن تلاحظ أنك عندما تضحك يضحك كل الناس معك، لكنك عندما تبكي تنفرد وحيداً بذلك، فلا أحد يريد أن يضيف مزيداً من السلبية إلى حياته.
في الحقيقة، مزحة لطيفة واحدة مع شخص لم تتعرف إليه من قبل، قد تجعله صديقك للأبد، هكذا هم الناس، يعشقون الإيجابية ويبحثون عنها، فلا يمكن أن ينجذب الناس إليك إلا بأفكارك الإيجابية، وهل هناك ما هو أكثر إيجابية من الضحك؟!
7- تحسين المهارات المعرفية
لا عجب أن يتمتع الاشخاص المرحون بمرونة معرفية تختلف عن غيرهم، فهم حسب منظورهم في الحياة يتمتعون بقدرة على تحويل المواقف الجادة الحزينة إلى مواقف مضحكة سارّة تبقى في الذاكرة، وهذا ما يجعلهم مختلفين عن غيرهم فكرياً، فتلاحظ زيادة الإبداع عند الأشخاص المرحين، قدرة أكبر على حل المشاكل، ذاكرة أفضل، ومهارة أكبر على التعامل مع المواقف الحساسة الموتّرة.
المصادر: 1،2
إذاً هون عليك، لا تأخذ الحياة بهذه الجدية، فلا شيء أفضل لصحتك من قهقهة طويلة تطلقها وتطلق معها آلامك وتنسى مشاكلك، لا تبقى وحيداً، شارك في النشاطات الاجتماعية المرحة.
وخصص وقتاً للجلوس مع أصدقائك تتبادلون فيه المزاح والدعابات، وتشاهدون العروض الكوميدية، ولا تسمح لمحطات الاخبار التي تنشر أخبار هذا العالم الكئيب أن تمحو البسمة من وجهك، وتذكر أنه لا فائدة تجنيها من جديتك الزائدة، فعندها ستكون أشبه بشخص ميت يمشي على الارض فاقداً لحيويتك ونشاطك، ولا تنسى أن المخاطر الصحية ستكون لك بالمرصاد حينه .
المصدر
http://www.arageek.com/2014/10/21/un...-laughing.html