الحماس والمواهب الشابة أسلحة العراق في التحدي الآسيوي


7 يناير 2015
DPA ©





فاجأ المنتخب العراقي لكرة القدم العالم كله عام 2007 بعدما تغلب على المشاكل الداخلية في بلاده وانتزع لقب كأس آسيا 2007 ، وذلك للمرة الأولى في تاريخه.

ولم يكن اللقب هو الأول أو الوحيد في تاريخ المنتخب العراقي ولكنه كان الأغلى والأهم حيث سبقه فوز الفريق بلقب كأس الخليج ثلاث مرات وكأس اتحاد دول غرب آسيا بالإضافة للميدالية الذهبية في دورة الألعاب الآسيوية وخمسة ألقاب في بطولات كأس آسيا للشباب.

ولكن فوز العراقيين باللقب الآسيوي قبل ثماني سنوات ، في ظل ظروف قاسية ووحشية مرت بها بلادهم منذ الغزو الأمريكي في 2003 لفت الأنظار بشدة إلى أسود الرافدين بعدما خطفوا اللقب من أنياب فرق عنيدة وقوية مثل اليابان وكوريا الجنوبية والسعودية وغيرها.

ولكن الحظ عاند الفريق في النسخة الماضية عام 2011 بقطر حيث عبر الدور الأول لكنه اصطدم في دور الثمانية للبطولة بالمنتخب الأسترالي العنيد وسقط بهدف قبل ثلاث دقائق من انتهاء الشوط الإضافي الثاني الذي لجأ إليه الفريقان بعد استمرار التعادل على مدار 118 دقيقة.

ورغم هذا ، يمتلك المنتخب العراقي مقومات العودة بقوة إلى المنافسة على اللقب القاري في النسخة الجديدة التي تستضيفها أستراليا من 9 إلى 31 كانون ثان/يناير الحالي والتي تشهد المشاركة الثامنة لأسود الرافدين في النهائيات.

وكان المنتخب العراقي مع نظيره الكويتي أول المنتخبات العربية ظهورا في نهائيات كأس آسيا حيث شارك في بطولة عام 1972 والتي خرج فيها من الدور الأول.

كما خرج الفريق من دور الثمانية في بطولات 1996 و2000 و2004 ، في حين احتل المركز الرابع في ثاني مشاركة له بالبطولة وذلك عام 1976 .

ولا يختلف اثنان على أن الكرة العراقية شهدت على مدار تاريخها الكبير ظهور العديد من النجوم والمواهب التي تركت بصمتها، ولكن كأس آسيا 2007 نجحت في بلورة وإظهار نجوم الفريق بشكل لم يسبق له مثيل.

ورغم الكبوة التي مر بها المنتخب العراقي في السنوات الماضية بعد فوزه بكأس آسيا 2007 ، لا يمكن التغاضي عن ترشيحه بقوة للمنافسة على اللقب في النسخة الجديدة هذا الشهر.

ولم يكن المنتخب العراقي مرشحا للمنافسة على اللقب في عام 2007 ولكنه انتزع الكأس بجدارة ، ولذلك فإنه يظل ضمن المرشحين للفوز بالكأس أيضا هذه المرة بعدما اكتسب لاعبوه خبرة كبيرة سواء على مستوى المشاركة مع الفريق أو في أنديتهم.

وتأهل أسود الرافدين إلى النسخة السادسة عشر من البطولة الآسيوية بصعوبة بالغة حيث احتل الفريق المركز الثاني في المجموعة الثالثة بالتصفيات خلف نظيره السعودي.

وانتظر المنتخب العراقي حتى الجولة الأخيرة من التصفيات ليحجز بطاقته إلى النهائيات من خلال الفوز 3/1 على نظيره الصيني.

ولكن مسيرته الصعبة في التصفيات وخروجه صفر اليدين من الدور الأول لبطولة كأس الخليج الثانية والعشرين (خليجي 22) التي استضافتها الرياض في تشرين ثان/نوفمبر الماضي قد تكون من الأسباب والدوافع التي تحفز الفريق على التألق في أستراليا والمنافسة بقوة على اللقب رغم صعوبة المواجهات التي ينتظرها الفريق.

والحقيقة أن الصورة لم تكن قاتمة بشكل كبير بالنسبة لكرة القدم العراقية في السنوات الأخيرة حيث حققت الكرة العراقية أكثر من إنجاز رغم الظروف الصعبة التي يعيشها هذا البلد نتيجة التوتر الأمني والسياسي.

وتوج المنتخب العراقي بلقب النسخة الأولى لبطولة كأس آسيا للشباب (تحت 22 عاما) في مطلع عام 2014 كما حل المنتخب العراقي ثانيا في بطولة كأس آسيا للشباب (تحت 19 عاما) في 2012 قبل أن يفوز الفريق نفسه في العام التالي بالمركز الثالث في بطولة كأس العالم للشباب (تحت 20 عاما) التي أقيمت بتركيا.

وينتظر أن تكون هذه الإنجازات حافزا إضافيا للمنتخب الأول على التألق في كأس آسيا علما بأنه سيخوض البطولة بقيادة وطنية على رأسها المدرب الكبير راضي شنيشل الذي يخوض مهمة صعبة بعد أسابيع قليلة من تعيينه خلفا لمواطنه حكيم شاكر الذي سقط بالفريق في خليجي 22 وكان من الطبيعي رحيله وعدم استمراره في المنصب حتى كأس آسيا.

كما يدعم موقف الفريق في النسخة الجديدة من البطولة الآسيوية ظهور مواهب شابة أضيفت إلى عدد من اللاعبين القدامى بالفريق أمثال يونس محمود وعلاء عبد الزهرة.

ومن الوجوه الشابة التي تدعم الفريق ، يبرز علي عدنان الفائز بلقب أفضل لاعب شاب في آسيا لعام 2013 والذي يلعب لفريق ريزيسبور التركي وزميله أكرم كلف نجم فريق الشرطة العراقي والفائز بلقب أفضل لاعب في بطولة كأس آسيا للشباب (تحت 22 عاما) عام 2013 .

والأكثر من هذا أن قائمة الفريق في كأس آسيا 2015 تضم العديد من اللاعبين الذين شاركوا مع المنتخب العراقي في كأس آسيا للشباب (تحت 19 عاما) في 2012 مما يعني أن شنيشل سيخوض البطولة بقائمة تمثل مزيجا من الخبرة والشباب بما يضمن للفريق الظهور بشكل جيد في البطولة.

وأوقعت القرعة المنتخب العراقي في مواجهة بداية صعبة للغاية بالبطولة الآسيوية هذا الشهر حيث جاء في المجموعة الرابعة التي تضم معه منتخبات اليابان حامل اللقب والفائز باللقب أربع مرات سابقة إضافة لمنتخبي الأردن العنيد وفلسطين.

ولذلك ، يحتاج المنتخب العراقي إلى حشد جميع إمكانياته كما يحتاج إلى محالفة الحظ له من أجل الدفاع عن لقبه في البطولة لاسيما وأنه سيبدأ مسيرته في البطولة بلقاء جاره الأردني في مواجهة تبدو متكافئة إلى حد كبير ثم يصطدم بالمنتخب الياباني حامل اللقب والمرشح الأبرز لإحراز اللقب في النسخة الجديدة قبل أن يواجه نظيره الفلسطيني الطموح في المباراة الأخيرة بالدور الأول للبطولة.

ويمتلك المنتخب العراقي العديد من مقومات الفوز باللقب حيث تضم صفوف الفريق مجموعة من اللاعبين المحترفين في أندية خليجية وأوروبية واكتسب بعض اللاعبين خبرة كبيرة من المشاركات الآسيوية السابقة على مستوى الأندية والمنتخبات وفي مقدمتهم يونس محمود وعلاء عبد الزهرة.

ورغم وقوع الفريق في مجموعة صعبة بالدور الأول للبطولة ، تضع الجماهير أملا كبيرا على إصرار وخبرة اللاعبين في بلوغ المربع الذهبي للبطولة على أقل تقدير حيث سيكون ذلك هو التعويض المناسب لها عن الخروج المبكر من خليجي 22 قبل عدة أسابيع.