شهدت مدينة قم الايرانية اواخر تشرين الثاني الماضي، انطلاق المؤتمر العالمي لمناقشة دور العلماء في مواجهة خطر التيارات المتطرفة والتكفيرية بمشاركة أكثر من الف عالمِ دين ومفكر من مختلف المذاهب ومن أكثر من 80 بلداً، وذلك لتوحيد الجهود لمواجهة محاولات تشويه الإسلام من قبل تنظيم {داعش} وعصاباته الارهابية.
وعد المشاركون في المؤتمر أصحاب الفكر التكفيري من تنظيمات “داعش” و”القاعدة” وغيرها، بانهم “يجهلون الواقع والفقه ولا يعرفون حقيقة الإسلام ولا يفقهون الشريعة الحقة ويحملون عقلية متطرفة تسفك الدماء وتتبنى رأي أعداء الإسلام في الإسلام لتُظهِر المسلمينَ بما لا يأمرهم به دينهم”.
وشدد المشاركون في المؤتمر العالمي، على ان “التطرف الذي تقوده الجماعات التكفيرية، والذي تجاوز كل الأعراف، ومنها عصابات تنظيم داعش، ترتكب جرائم بربرية نكراء في محاولة منها لتصدير إسلامها المغشوش بالذبح وقطع رأس كل من يخالفها الرأي”.وناقش المشاركون الأسس الفكرية للتيارات التكفيرية والعواقب السياسية لممارساتها وسبل خروج العالم الإسلامي من أزمة التكفير ضمن أربع لجان تخصصية تمّ تشكيلها في المؤتمر.
على الصعيد نفسه قال مستشار السيد علي خامنئي، في شؤون العالم الاسلامي آية الله محمد علي تسخيري، ان “بعض الاشخاص المنسوبين الى الدين، كانوا من العوامل التي أسهمت في ايجاد ظاهرة التكفيريين”.وأكد مستشار قائد الثورة الإسلامية لشؤون العالم الإسلامي محمد علي تسخيري في كلمة له أمام المؤتمر، ان ظاهرة التكفير من قبل بعض العناصر المحسوبة على المسلمين نمت بمساعدة “عناصر خارجية” معتبرا أن بث الفرقة والاختلاف بين الشعوب الإسلامية هو أحد أهم الأهداف التي تسعى إليها الجماعات التكفيرية.من جانبه شدد محمد شريف الصواف رئيس وفد علماء الدين السوريين الى المؤتمر على أن “التكفيريين يرتكبون جرائم كثيرة باسم الاسلام ولذلك يجب اجتثاث جذور الفكر التكفيري الذي يستندون إليه”.
بدوره قال عضو مجلس مدارس أهل السنة في إيران عبد الصمد ساداتي، إن ما نشهده من ظهور لجماعات متطرفة تسير في طريق التكفير ليس سوى دسيسة يقف وراءها أعداء الإسلام ولهذا ينبغي لعلماء الدين توعية ابناء المجتمع الاسلامي حيال ما يحيكه الاعداء.
بدوره أوضح عالم الدين الأذربيجاني شاهين حسن لي، أن ظاهرة التكفير لا تتعلق بدين أو مذهب، مؤكدا أن أهم العوامل التي تستطيع أن تستأصل جذور هذا الظاهرة هي “الوحدة بين المسلمين”.
وشجب المشاركون في المؤتمر المجازر التي ترتكبها الجماعات التكفيرية في دول المنطقة، لاسيما في العراق وسوريا ، معربين عن قلقهم إزاء امكانية اتساع دائرة الارهاب والقتل في حالة عدم التصدي له، وبالتالي تناسي واهمال قضايا العالم الاسلامي المصيرية بما فيها القضية الفلسطينية .ولفت البيان الى أن الجهل وعدم الاحاطة بتعاليم الاسلام ، اضافة الى مؤامرات الاعداء في إثارة التفرقة بين المسلمين وتكفيرهم ، يعد من جملة الاسباب التي تدفع بالبعض الى الافكار المنحرفة والالتحاق بالتيارات التكفيرية ، مما يحتم على علماء الاسلام الاضطلاع بمسؤولياتهم في توعية الشباب المسلم المغرر بهم ، بمخاطر التيارات التكفيرية والمتطرفة ، والعمل على تجفيف الجذور الفكرية للارهاب التكفيري .
وبالاستلهام من فحوى الآية الشريفة “ واعتصموا بحبل الله جميعاً و لاتفرقوا “ ، أكد المشاركون في المؤتمر على أن الوحدة الاسلامية تعد رمز نجاح الامة في تحقيق تطلعات الاسلام واهدافه ، مما يحتم على المسلمين كافة التصدي لمحاولات الاعداء في بث التفرقة وتشديد الخصومات فيما بينهم ، وعدم السماح للاعداء باستخدام التيارات المتطرفة والتكفيرية لتشويه صورة الاسلام وتصويره وكأنه يؤمن بالعنف وبالاساليب المنافية للانسانية ، خدمة لتحقيق اهدافهم المشؤومة .