بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته


من القضايا الأخرى الخاصّة بيوم القيامة، هي أنّ ابن آدم وبداعي نسيانه، تراه لا يتذكّر كثيراً من أعماله الصالحة أو الطالحة، ولذلك فهو لا يتفهّم في بادئ الأمر العديد من موارد اتّهامه، ولكن للمحكمة الأخرويّة قاضٍ لا يضلّ ولا ينسى ولا يحيد عن الحقّ مقدار أنملة، إنّه سوف تحضر أمام الملك الحقّ ملفّات الصالحات والسيّئات التي نسيها الإنسان.
ولعلّ المرء قد غفل عن بعض الممارسات الدنيويّة ومُسحت من أمام عينيه، ولكنّها متكدّسة في ضميره، وبمجرّد إحضاره ووجوده في ساحة المحاكمة وانفصاله عن الجاذبيات المادّية والدنيويّة، سيلاحظ تلكم الأعمال والممارسات ماثلة في وجوده بحيث لن تكلّف المحكمة نفسها للضغط عليه من أجل كسب اعترافه بما اقترفت يداه، وإنّما سيكون مجرّد وقوفه في تلك الساحة إقراراً واعترافاً مطلقاً، حتى أنّك لا تسمع إذ ذاك إلا همساً.
إذا تمكّن الإنسان من تكريس هذه الحقائق في نفسه وتسجيلها في ضميره بصورة حيوية بحيث يفعّلها متى يريد وكيف يريد، فإنّه حينذاك سيكون هدفه الأكبر في الحياة إنجاز أعمال الخير وتسجيل الصالحات في ملفّ أعماله، وإذا نحّى المرء حجب الغفلة جانباً، واستثمر ذكاءه، ولم يتصوّر المستقبل (الموت والآخرة) حقيقة بعيدة بل رآه قريباً، فإنّه سيتأكّد من شديد حاجته للأعمال والنوايا الصالحة. « ومن يزرع خيراً يوشك أن يحصد خيراً ».