من المشرفين القدامى
الخطاط
تاريخ التسجيل: September-2011
الدولة: العراق
الجنس: ذكر
المشاركات: 1,303 المواضيع: 194
صوتيات:
2
سوالف عراقية:
0
التقييم: 194
المهنة: مدرس علوم نفسيه
أكلتي المفضلة: كل نعم الله
موبايلي: نوكيا
آخر نشاط: 11/July/2016
الاتصال:
نيبور (نفر)مدينة التاريخ والاساطير والاسرار(تحقيق وصور من رحلتي لهذه المدينة المذهلة)
تضم محافظة القادسية مواقع أثرية تاريخية وتحتل مدينة نيبور العاصمة الدينية للعراقيين قبل خمسة آلاف عام الصدارة في تلك المواقع فهذه المدينة تعلمت فيها البشرية القراءة والكتابة لأول مرة واستخدام العجلات والأختام[/B]
ونفر أو نيبور في المصادر الغربية وكذا هو الاسم الاصلي لها عند السومريين.
هي العاصمة الدينية للسومرين والبابليين ، تقع على بعد ثلاثين كيلو متراً جنوب مركز مدينة الديوانية مركز محافظة القادسية ، وعلى مسافة 7 كم شمال شرق مدينة عفك أحد اقضية محافظة القادسية التي تقع على مسافة 175 كم جنوب بغداد. وتقع على الضفة اليمنى من مجرى الفرات الأقدم. والضفة الشرقية من شط النيل المندرس.
وتأتي قدسيتها من كونها العاصمة الدينية ومقر الاله انليل أو (أين ليل)وزوجته نينليل (نين ليل). وقد ورد ذكره في ملحمة كلكامش من انه هو الذي احدث الطوفان. وهي مقر الاله (آنو) الذي ورد ذكره في شريعة حمورابي.
فقد اكتسبت نفر منذ الألف الثالث ق.م مكانة كبيرة حتى أن من شروط الحصول على الملوكية في العهد السومري أن تكون نفر من جملة ممتلكات الملك لان اله هذه المدينة هو الذي يمنح لقب الملوكية .لقد كانت طيلة تاريخها تابعة للملوك الأقوياء اللذين تولوا الحكم في أوروك وأور وبابل ونينوى وكان الملوك يتنافسون في تقديم القرابين والهدايا ارضاءاً لاله هذه المدينة.وقد خضعت نفر لحكم كل من للسومريين والاكديين والبابليين والاشوريين لفترات متناوبة، واحتلها الفرس لفترة من الزمن. الارجح ان الحياة في مدينة نفر قد استمرت منتعشة حتى العصر العباسي، وذلك نتيجة لما عرفناه من اقتران القاب بعض العلماء المسلمين في تلك الفترة باسم المدينة مثل عبد الجبار النفري وغيره.
بدأت أول عمليات التنقيب في مدينة نفر المقدسة في عام 1889م حينما قدمت بعثة آثارية من جامعة بنسلفينا الاميركية. وقد نجم عن هذه التنقيبات التعرف على المدينة وتاريخها، وما قدمته للحضارة من حيث وجود ما يدل على أول مكتبة في التاريخ واول صيدلية واول من لعب كرة القدم، حيث عثر على لوحة تظهر رجلا واما قدمه ماشيبه كرة القدم يداعبها. كما تم من خلال التنقيبات التعرف على اقسامها وتخطيطها وبناياتها وما فيها من معابد. وكذلك نصوصا اقتصادية ورياضية وفلكية وادبية ودينية.
كذلك وجد في مدينة نفر أقدم تقويم زراعي حيث يوجد فيه "أقدم المعلومات عن طرق الزراعة والارواء التي كان يمارسها سكان العراق القدامى وصلت الينا موضحة في تقويم سومري عثر عليه في خرائب مدينة نيبور ومن الغريب المدهش ان الاوصاف التي ينطوي عليها هذا التقويم تدل على ان طرق الري والزراعة التي كانت تمارس في تلك الازمان لاتختلف في شيء عن طرق الري والزراعة التي يطبقها الفلاح العراقي في الوقت الحاضر ويشتمل هذا التقويم على نصائح وارشادات يوجهها أحد المزارعين الى ولده حول طريقة إدارة شؤون مزرعته وطريقة اعداد الأرض وانجاز عملية الحرث وتنظيم الري في حقله كي يحصل على اجود منتوج واوفر محصول
وقد دونت هذه الوثيقة التي يرقى تاريخها إلى ما قبل أكثر من آلف عام على رقيم من الطحين يتكون من 108 اسطر بالخط المسماري باللغة السومرية . وهي تعد التقويم معروف في تاريخ الحضارة عن الاساليب الفنية للري والزراعة المتبعة في تلك الازمنة القديمة" ، وتشتهر نفر أو نيبور (Nippur) بزقورتها الشهيرة التي تعلو تل ترابي يغطي المدينة القديمة ويمكن مشاهدتها من مسافة حوالي 20 كم بالعين المجردة. وينسج الناس منذ سنين عديدة في هذه المنطقة ولا زالوا الروايات عن هذه المدينة وقصة "قلبها وتحويلها إلى تل ترابي من قبل الله"، قصص تحمل بعدا ميثلولوجي وغيبي.
ما قاله المختصون في الاثار عن نفر:
كان مجرى الفرات القديم يشطر المدينة إلى شطرين ومازال عقيقة باديا هناك حتى يومنا هذا، ولم تكن نفر عاصمة سياسية لدولة من الدول السومرية أو البابلية بل كانت من أعظم المدن المقدسة في العهود التاريخية المتلاحقة فهي مقر الإله (انليل) سيد الهواء والأجواء..
كما اهتموا بتشييد معبده المسمى (اي – كور) اي بيت الجبل العلوي ومازالت طبقاته شاخصة حتى وقتنا الراهن،خضعت المدينة على التوالي لسلطة السومريين فالاكديين فالبابليين فالكيشيين ثم الاشوريين،وقد عثر في مختلف حارات المدينة الى ما يشير إلى أسماء ملوك هذه الدول واستمر الاستيطان في المدينة حتى مطلع العصر الميلادي حيث غير نهر الفرات مجراه فهجرها سكناها تدريجيا وتحولت إلى قرية صغيرة،اهمم معالمها هي الزقورة ومعبد ايكو الذي يتكون من كتلة صلدة من اللبن المغلف بالأجر يمثل برجا مدرجا مربع القاعدة وترتفع بقاياه حاليا حوالي خمسة عشر مترا وكان سابقا يتألف من مصطبة أو عدة مصاطب يعلوها معبد صغير يرتقى إليه بواسطة ثلاثة سلالم ومازالت آثارها شاخصة في الضلع الجنوبية الشرقية من البرج وكان ينتصب في المعبد تمثال الإله (انليل) ولعله كان من الذهب وكانت حفلات رأس السنة تقام عادة في هذا المعبد إلا أن لم يبقى من بناءه شيء ما،وقد شيدت هذه الزقورة الملك اورنمو حاكم مدينة أور ومؤسس السلالة الثالثة فيها نحو عام 2050ق.م ثم رممها وجددها منجاء بعده حتى العهد الفرثي قبل الميلاد ويقع المعبد الرئيس بموازات الضلع الشمالية للبرج. وتحت أسس أبراج مدخل معبد (ان انا) تم العثور تماثيل الملك شولكي السبعة في صناديق من الأجر كما عثر على صندوقين تحت أبراج مداخل ساحة المعبد يتضمنان تمثالين من البرونز ارتفاعهما 33سم يمثلان الملك اورنمو،ويرى الملك في هذا التمثال وهو يحمل سلة التراب على رأسه ليضع الحجر الأساسي لبناء المعبد ومن المعابد المهمة الاخرى معبد الاله (ان انا) سيدة الحب والحرب والتي عرفت في العهد البابلي وما بعده باسم عشتار.
هذا المعبد مستطيل الشكل إبعاده 275م طولا و80م عرضا وقد أعاد الملك شونكي تجديد بناية هذا المعبد لتصبح إبعاده زهاء
190 مترا 330 وتعتبر خزانة رقم الطين إحدى أهم أقسام هذا الموقع حيث تم العثور على عدة آلاف من ألواح الطين المتضمنة لمواضيع علمية وأدبية واجتماعية ولعل اكتشاف الرقيم الطيني الذي يحتوي على خارطة نفر وأسماء حاراتها إحدى الوسائل التي مهدت الطريق لتحديد معالم هذه المدينة المقدسة ومن بين الرقم الطينية هناك مجاميع لتمرين الطلاب على الكتابة والاستنساخ ومجاميع أخرى تشتمل على مفردات لغوية وقواميس وأخرى تضم نصوص رياضية وحسابية وفلكية وتراتيل دينية وحوارت أدبية وهناك ألواح نقشت بتعابير طقوسية ودينية مختلفة منها قطعة تمثل حفلة زواج الالهة (ان انا) اي عشتار من اله النبات تموز وتاريخها يعود الى 2000 ق.م