روتانا ـ متابعات


كلنا نحب المرح والخروج من ضغوط حياتنا إلى الضحك واللعب لكن الضحك والمرح واللعب قد يكون مميتاً، وأرواحُنا أمانة بين أيدينا، وقد تذهب هذه الأمانة في لحظة طيش طفولية.

نتكلم عن غاز الهيليوم أو ما يُعرف بـ"غاز الضحك" هذا الدخيل على مجتمعنا وعلى أطفالنا وشبابنا، إذ أصبح الإدمان الجديد نظراً لتوافره ورخص سعره، غاز الهيليوم خفيف، ما يجعل انتقال الصوت خلاله سريعاً فيكون الكلام بطريقة مضحكة .

المؤلم أن نسمع عن حالات وفاة وأمراض نتيجة استنشاق هذا الغاز، ولا نرى توعية من كل من بيده أن يحمي طفلاً أو شاباً من موتٍ مُحتم، والمؤلم أكثر أن كثيراً من الدعايات الإعلانية تُروج له كغاز مضاد للاكتئاب، مع أن الدراسات أثبتت علمياً خطورته الفادحة على الإنسان .

يقول الدكتور عبدالله باحميد استشاري طب الطوارئ بمستشفى الحرس الوطني: "إن استنشاق الغاز يؤدي إلى نقص الأكسجين ومنه الاختناق"،

مُضيفاً: "أن الغاز يؤثر في عضلات القلب ما يؤدي إلى هبوط حاد في الدورة الدموية، ومن ثم الموت لا قدر الله"، كما علّل حالة الدوار التي يشعر بها المُستعمل لهذا الغاز بنقص الأكسجين في الجسم والإغماء يحصُل إن زادت كمية الغاز المُستنشق، وقد يؤدي إلى الوفاة.

وعن غاز الولاعات قال أيضاً إنه يسبب تسمماً بالكلى والكبد وفشلاً كلوياً، أو عطلاً في المخ وشللاً نصفياً، كما أوضح أن غاز الهيليوم لا يسبب الإدمان بينما غاز الولاعات يسببه .

وقدم الدكتور باحميد نصيحة لأولياء بتوعية أطفالهم عن مخاطر هذا الغاز، وفي حالة استنشاق الطفل للغاز فلابد من نقله لمكان مفتوح وطلق كي يستنشق هواء نظيفاً.

كما أوضح عبدالإله الشريف مساعد مدير مكافحة المخدرات للشؤون الوقائية أن "غاز الهيليوم لا يُعتبر مخدراً ولا يؤدي للإدمان، لكنه يسبب أخطاراً جسيمة على الصحة قد تصل إلى الوفاة.

من جهتها، أخذت هيا السويد الناشطة والمؤسسة لبرلمان الطفولة على عاتقها التحذير من هذا الخطر، فأخرجت فيلماً توعوياً بعنوان "ليس للضحك" حقق نسبة مشاهدة عالية، تكلمت فيه عن الاستخدام السيئ للبالونات، بعدما حذرت عدداً من الأطفال على الإنستغرام من خطورة ما أقدموا عليه من استنشاق بالونات بهدف تغيير الصوت واللعب، ولم يُبالوا، وذلك بعدما أكد الأطباء الخطورة الكبيرة لذلك الغاز، مشيرة إلى ضرورة تنبيه الأمهات لهذا الخطر وللاستعمال الخاطئ للبالونات .

ونتمنى من كل من هو قادر على توعية المجتمع بمخاطر هذا الغاز ألا يتردد في تقديم النصيحة، فمن أحيا نفساً "فكأنما أحيا الناس جميعاً".