من خلال متابعتي للاحداث التي مرت طيلة الاشهر الثلاثة الماضية وجدت ان السيد العبادي يتحرك وفقا لمفهوم الوطنية التي يريدها ابناء الشعب العراقي بكل اطيافهم وتوجهاتهم وقد تكون المرجعية الدينية العليا في النجف الاشرف بتوجيهاتها الوحدوية هي الاولى في تقديم هذا النموذج الذي يعبر عن الوحدة الوطنية بين كل تنوعات المجتمع العراقي وعلى ما يبدو ان التزام السيد العبادي وتقيده بوحدة البلد والمجتمع تأتي متوافقة مع نظرة المرجعية لهذا الامر وهو ما اثار في نهاية المطاف حفيظة العابثين ومن ارادوا التشويش على مشروع العبادي وقد وجدوا ان يكون التشكيك والتهجم على المرجعية من شأنه ان يمتد الى الى التشكيكك بالحكومة التي تدعمها هذه المرجعية والتي كانت مباركتها أمرا لم تستطع تلك التوجهات العابثة ابتلاعه ولذلك يحاولون التشكيك في كل خطوة يخطوها السيد العبادي في ترسيخ مبدأ المواطنة والشعور بالانتماء الى هذا العراق حيث التشكيك بالقدرات العسكرية ومحاولة ارساء المختلفات الطائفية والتشكيك بالقادة العسكريين الذين استبدلهم العبادي بالقادة القدماء وهذا الامر ليس كلاما عشوائيا انما وارد في مواقعهم للتواصل الاجتماعي وكذلك بعض المواقع الخبرية مثل الديلي عراق ومن تحدثنا عنهم في المقال السابق كملتقى البشائر مثلا والذي يشرف عليه احد النواب الحاليين اليوم في البرلمان العراقي ورغم كل التحذيرات السابقة من قبل من يعرف عنهم بالحكماء في حزب الدعوة كما تسرب عن ذلك من انباء للضغط على السيد المالكي من اجل ان يوبخ هؤلاء القائمين على تلك المواقع الخبرية والاجتماعية في التوقف عن تلك الحملة التي تدعوا الى شل عمل الحكومة العراقية والتوجه نحو خدمة البلد لكنهم لم يرتدعوا بالكامل بل استمر البعض منهم الى يومنا هذا في خلط الاوراق وبث السموم في كل الاتجاهات متحاملا على كل الخطوات التي يخطوها العبادي وهذا للاسف يعبر عن الكراهية والحقد التي تفعل فعلها في نفوس هؤلاء الى يومنا هذا وكأنهم يريدون أن يكون الفشل سيد الموقف ولذلك هناك خطر على واقع المرجعية الدينية في محاولة تسقيطها وتشويه صورتها في عقلية الفرد والمواطن البسيط وعلى هذا الاساس لم يكن موقع المسلة اليوم ان يطالب بعض الشيعة في الوقوف الى جانب المرجعية التي تتعرض الى التشويه بالطلب العادي لولا ان التحركات عند بعض الدوائر الشيعية المشككة باتت امرا طافيا على السطح حيث اشارت الى ذلك بالقول ( مسؤولية المسلمين الشيعة اليوم، ليس الاستجابة لمواقف المرجعية فحسب، إنما الإعلان عن حمايتها، والوقوف سوراً دونها، ففي الأفق ثمة مكائد تزحف على العراق، والمؤسف أنها تخترق الكثير من المسؤولين الشيعة من دون تقدير منهم لعواقب الأمور.) هكذا نجد البعض يحاول تمزيق خيمة الوطنية حتى لو كلف العراق الكثير من الدماء فالمهم في الامر ان المصالح السياسية ومصالح البعض الذاتية الشخصية من سرقات هي الاهم وعلى المواطن ان يقبل بنفسه يبقى تحت وطأة الضرب تحت الحزام .