يعد “مهرجان النساء” عيدا تقليديا فى نيبال، ويأتى إحياء لذكرى “شيفا” أحد آلهة الهندوسية وزوجته “بارفاتى”، وتقام احتفالات متنوعة خلاله وتصوم النساء النيباليات خلال العيد ويؤدين صلوات من أجل الزواج السعيد وسلامة الأبناء، ويلبسن ملابس تقليدية ويرقصن ويغنين تعبيرا عن فرحتهن بهذه المناسبة، وكان اللون الأحمر هو لون ملابس النساء من كافة الأعمار والطوائف والمجتمعات اللاتى احتشدن فى معابد شيفا فى نيبال للاحتفال بمهرجان تيج، وأصبحت الشوارع بحارا حمراء اللون، الأحمر لون الحظ الجيد، بعدما ارتدت النساء السارى الأحمر وخلاخيل حمراء وعقود من الخرز الأحمر ووضعوا على جباههن نقاطا حمراء بينما ترددن على المعابد، وتعود جذور مهرجان تيج إلى الأساطير الهندوسية، حيث تقول الكتب المقدسة الهندوسية: إن الإلهة بارفاتى بدأت إضرابا عن الطعام مطالبة بأن يسمح لها بالزواج من شيفا الرجل الذى أحبته، وسريعا ما انضم إليها صديقاتها فى الإضراب بمطالب مماثلة ليعرفن باسم “هادتاليكا” أو الفتيات المحتجات، وانصاع فى النهاية والد بارفاتى هيمالايا، لمطالب بناته التسع وعاشت بارفاتى حياة سعيدة مع شيفا.
تحتفل النسوة الهندوسيات كل عام بهذه المناسبة حسب التقويم النيبالى، حيث يذهبن بلا طعام أو شراب لمدة 24 ساعة ويصلين من أجل حياة طويلة مزدهرة لأزواجهن أما غير المتزوجات تصمن ويتمنين الأفضل للرجال اللائى يردن الزواج منهم.
كما تقوم الشرطية بالصيام أيضا بينما تقوم بواجبها منذ منتصف الليل بحراسة المتعبدات اللاتى بدأت فى الاصطفاف أمام معبد باشوباتيناث فى وقت مبكر.
فقط بعد منتصف الليل تستحم النساء ويبدأن فى الاصطفاف خارج المعبد أملا فى أن تكون من بين أول من يدخل المعبد عند فتح البوابات فى الصباح.
يشار إلى أن معبد باشوباتيناث وهو من مواقع التراث العالمى “يونسكو” يعد من بين أكبر المعابد فى نيبال ويستقبل أعدادا كبيرة من الهنود والنيباليين على مدار العام.
وبعدما كان الاحتفال بمهرجان تيج قاصرا على النساء الهندوسيات فى الماضى شهدت نيبال اتجاها متزايدا لمشاركة غير الهندوسيات فى الاحتفالات.
لقد أصبح مهرجان تيج فرصة تتبادل خلالها التحية ويرقصن ويغنين ويمضين الوقت مع أخواتهن وليس مجرد مناسبة دينية، وبينما كان المهرجان احتفالا دينيا صارما فى الماضى أصبح حاليا مناسبة تجارية وينظر إليه على أنه مناسبة اجتماعية تستمتع فيها المرأة بوقتها.
ويعد الغناء والرقص جزءا رئيسيا من الاحتفالات فى الماضى كانت الأغانى تعكس معاناة المرأة من سوء معاملة الحموات أو ضد النظام الأبوى ولكن بعدما أصبحت المرأة أكثر استقلالا بدأت مواضيع الأغنيات تتغير إلى المواضيع السياسية أو حتى تلك ذات الدلالات الجنسية.
يعتبر صيام تيج أصعب أنواع الصيام التى تمارسها المرأة النيبالية وتقيم الشرطة مخيمات للرعاية الصحية فى المعبد خلال المهرجان لعلاج النسوة اللاتى يفقدن الوعى بسبب الارهاق والجوع والحرارة وأحيانا الخوف من الأماكن المغلقة.
تتوافد الفتيات من طالبات المدارس الصغيرات وحتى من بلغن الثمانين من العمر واللاتى ينتمين إلى مختلف الجماعات الدينية والطائفية على معبد باشوباتيناث.
على الرغم من انتقادات المدافعات عن حقوق المرأة اللاتى قلن أن المهرجان يعزز القيم الأبوية فقد اكتسب شعبية فى السنوات الأخيرة.
المصدر
http://www.photoyoum7.com/359743/%d8...b1%d9%8a%d8%a8