تشهد تجارة تصدير الفراشات الثمينة في كولومبيا ازدهارا غير مسبوق وترسل آلاف الفراشات النادرة والرائعة منها إلى الولايات المتحدة واوروبا كل شهر. أم وابنتها تحلقان بكولومبيا بعيدا في عالم الفراشات. هذا ما فعلته باتريشا وفانيسا ريستريبو اللتان بدأتا عملا جديدا لم تكن كولومبيا تألفه من قبل خاصة في منطقة وادي الكوكا المدارية التي مزقتها الحروب الاهلية لعقود وصارت الآن رمزا للسلام والرخاء.
"الاس دي كولومبيا" الشركة الوحيدة في كولومبيا التي تخصصت في جمع وتربية الفراشات الثمينة وهي ضمن تسع عشرة شركة أخرى فقط على مستوى العالم التي ترتاد هذا المجال.التقطت فانيسا الفكرة من استاذتها الجامعية لتنشئ مشروعا عائليا خاصا وفريدا ثم شجعتها والدتها التي درست مع ابنتها لمدة ثلاث سنوات عملية الانتاج وامور التغذية وسوق الفراشات المحلية والعالمية قبل الانطلاقة القوية للشركة في عام الفين وواحد.يبدأ فريق العمال يومه بمهمة دقيقة وهي جمع البيض الصغير جدا الذي تضعه الفراشات الكبيرة في حضانات الشركة ثم يقومون بفصلها وينتظرون حتى تفقس. وبمجرد ان تظهر اليرقات تغذى حسب انواعها بالزهور والفاكهة ثم تنسلخ هذه اليرقات من قشرتها الجلدية لتدخل الى طور الشرنقة وهو التحول الاخير لها قبل أن تصير فراشة يافعة.وأثناء هذه المرحلة تشحن ألاس منتجها الى عملائها المنتظرين بتلهف ليستقبلوا بحرص شديد الشحنة في الموعد المحدد ليتسنى لهم مشاهدة سحر الفراشات الطالعة بروعتها وبهاء الوانها.تصدر "الاس دي كولومبيا" انتاجها الى الولايات المتحدة وشمال اوروبا وهي الاسواق التي ازدهرت بشدة حاليا، ومن زبائنها حديقة حيوان سان دييغو والاكاديمية العلمية في شيكاغو.وزاد الطلب اخيرا على الاجنحة الخلابة لهذه الفراشات من قبل صائغي المجوهرات والحرفيين الذين يصنعون منها هدايا انيقة متفردة تصل الحاضر بالتاريخ الذي عرفت خلاله هذه الفراشات في حضارات الاميركتين من المايا الى الازتيك بمصدر فأل الخير، ويبدو انها ستظل كذلك مع "الاس دي كولومبيا" في المستقبل.