السلام عليكم و رحمة الله
مناقشة القضايا :
إن من المسائل الضرورية في الحياة الزوجية، مسألة تعيين ساعة من ليل أو نهار لمناقشة قضايا الأسرة، بشكل هادئ وهادف.. إذ من الملاحظ بأن العلاقة الأسرية علاقة في غالب الأوقات مبتنية على حالة من السطحية في التعامل، وترك القضايا -كما يقال- على عواهنها.. نلاحظ بأن الزوجين لا يرممان العلاقة الزوجية.. فالعش الزوجي مثله كمثل البناء.. وهذه الأيام الذي يبني عمارة على أفضل الأسس الهندسية، فإنه مع ذلك يحاول أن يقوم بعملية صيانة مستمرة للبناء الذي بُني.
إن العش الزوجي بناء مقدس، وهذا البناء المقدس يحتاج إلى حالة من حالات المتابعة والترميم، وتقوية الأواصر بين فترة وأخرى.. كما أن في عالم الطبيعة هنالك ما يسمى بعوامل التعرية التي تحط من البناء الشامخ كما في الجبال، ومن المعلوم أن السهول تتشكل بفعل الرياح التي تهب عليها.. كذلك الحياة الزوجية.. هب أن هذه الحياة عبارة عن جبل أشم.. هب أنه بناء محكم، ولكنه يتأثر مع تقادم الأيام -وخاصةً مع الاعتياد في التعامل-، فإن نفس مرور الزمن من موجبات التآكل من دون أي شيء، كما في الحديث الشريف: (الليل والنهار يبليان كل جديد).. إن طبيعة الأيام والليالي أنها تذيب أو تسلب بهجة الشيء، وكذلك الحياة الزوجية.
نلاحظ أن البعض منذ أول أيام زواجه إلى يوم وفاته، لعله ما جلس جلسة صيانة لعشه الزوجي، يدرس فيها السلبيات والإيجابيات؛ ولو في المناسبات المناسبة.. مثلاً: تاريخ الزواج من المحطات التي يمكن أن يجعلها الإنسان ذريعة لهذه الدراسة.. مثلاً: ولادة سيدتنا فاطمة (ص) -مناسبة مرتبطة بعنصر النساء-، من المناسب أن نجعل ذلك يوماً من أيام بحث العش الزوجي، ومتانة هذا البيت.. وميلاد أمير المؤمنين (ع) -يوم منسوب للرجال-، يمكن أن يجعل كذلك.. وكذلك في ليالي القدر، وفي شهر رمضان، وفي بداية السنة.. من المناسب أن تكون هنالك جلسات مصارحة.