وسادة من خوف (قصة قصيرة جدا )
سار على غير هدى في أحد أزقة المدينة ورغم برودة الجو القارس شعر بأن النار مستعرة في جوفه ويحف روحه خوف رهيب , كان قد غادر مقر الصحيفة التي يعمل بها باكرا هذا الصباح إثر تهديد جائر من سلطة عليا وتقريع لاذع من مديره: " أجننت؟ " جابهه رئيس التحرير بحدة: " أتريد أن يقتادوك ثم يقتادونا الى غياهب السجن المظلمة؟ إذهب فأنت مطرود , لا يشرفني كاتب ينذر صحيفتي بالخطر " صعق بفعل ما سمع وانطلق يكاد لا يميز دربه يتساءل مع ذاته بخوف شديد: " كيف لبضع كلمات على ورق في صحيفة أن تتسبب في زج كاتبها في السجن؟ لا وجوب للتعبير إذن إذ لا وجود للرأي " أفاق من هواجسه تلك إثر وخزة سلاح يوجه إلى مؤخرة رأسه فاستيقظ من نومه هلعا: " كلا , كلا لن أنشر ما كتبت "