نهاية مشوار زوبيزاريتا في الإدارة الرياضية لنادي برشلونة باتت بحكم الواقع أخيراً، وهذا هو الوقت المناسب لتحليل عمله، كلماته أمس، والتي تبادل فيها اللوم والإشارة إلى جوسيب ماريا بارتوميو، الرئيس الحالي، حول عقوبة الفيفا، على ما يبدو كانت القشة التي قسمت ظهر البعير، وهي من وضعت نقطة نهاية لعمل الباسكي الذي بدأ في تموز/يوليه، عندما تم تعيينه في البارسا من قبل الرئيس المنتخب حديثاً، ساندرو روسيل، لمساعدة بيب غوارديولا خلفاً لسلفه، تيكسيكي بيغريستين.


كانت السنوات الأربعة والنصف الأخيرة في منصب المدير الرياضي مليئة بالأحداث المشوقة بداية من التعامل مع مشاكل التوقيع مع نيمار، تجديد عقد ليو ميسي، مرض تيتو فيلانوفا (الأمر الذي أجبرهم على البحث عن بديل، تاتا مارتينو، قبل بضعة أيام من بدء المنافسة)، بعدها وفاة المدرب، من ثم استقالة ساندرو روسيل وقبل كل شيء، الانتقادات المتتالية له من البيئة المحيطة بسبب العمليات الفاشلة في التعاقدات التي افتقرت إلى الحكمة.
وفي المجموع، خلال عهد زوبيزاريتا، صرف برشلونة 441,3 مليون يورو موزعة كالآتي: ماسكيرانو (22)، أدريانو (10)، فيا (40)، أفيلاي (3) في موسم 2010/11، سيسك (34) و أليكسيس سانشيز (27) في 11/12، سونغ (19)، وألبا (14) في 12/13، نيمار (إلى اللحظة فالعملية قد كلفت 115.3 مليون، ريثما يتم دفع غرامة التهرب من دفع الضرائب التي تبلغ 9.1 مليون يورو، ومن الممكن أن تصل إلى 54.6 مليون) في 13/14؛ ولويس سواريز (81)، راكيتيتش (18)، برافو (12) دوغلاس (4.5)، ماتيو (20)، شتيجين (12) و وفيرمايلين (10) في الموسم الحالي.
ويجب أن نضيف إلى هذا المبالغ التي خصصت للشروط المتغيرة (المتغيرات)، المتعلقة بكواليس التعاقدات: ففي حالة سيسك كانت 6 مليون، وفي حالة سانشيز 16، أو الـ 8.8 في حالة فيرمايلين، مجرد بضعة أمثلة من الكيفية التي تجري وفقها التعاقدات، والتي، في الواقع، أدت إلى صرف النادي خلال هذه السنوات الأربع ما يقرب من 500 مليون يورو.
سواءاً إذا كانت هذه الملايين قد صرفت على أسماء جيدة أو سيئة، فبعض الحالات واضحة فيما يتعلق بالفعالية (من عدمها) كتعزيزات ناجحة، فهناك مثلاً أفلاي، سيسك، أليكسيس، سونغ، دوغلاس وفيرمايلين (الذي استقطبه النادي مصاباً ولم يلعب حتى الآن)، تلك التعزيزات التي، على الرغم من النجاح الاقتصادي القوى فيها، كانت بحكم المجمدة لكثير من الوقت، وفي بعض الحالات، أجبر النادي على التخلي عنهم، أم لاعبون آخرون كماسكيرانو، ألبا، برافو وفيا، فقد حققوا كامل التوقعات المأمولة منهم تقريباً.
بالتأكيد أن زوبيزاريتا تلقى صفقة قوية بعد فشله، على الرغم من أنه في بعض الحالات لم تكن له أي يد في ذلك، كما في رحيل بعض اللاعبين كتياغو ألكنتارا، سيسك فابريغاس، إبراهيموفيتش أو يايا توريه، وهي مجرد أمثلة، والآن بعد أن خف وميض وتألق الحرس القديم في خط الوسط لبرشلونة، ناهيك عن وضع النادي حالياً: والذي لن يتمكن من جلب أي لاعب حتى 1 يناير 2016، فيتحتم عليه النضال بالأسماء الحالية ( مع إعادة المعارين وتصعيد الشباب) ليتعامل مع ما تبقى له في هذا الموسم ومنتصف الموسم القادم.