كيف يمكن للمرء أن ينسجم مع ظروف الاغتراب ؟. وكيف يمكن التكييف مع الاختلافات الثقافية؟
ويعالج الأستاذ جونثرستال، أستاذ السلوك التنظيمي في انسياد، والأستاذة باولا كاليجوري، من كلية الإدارة وعلاقات العمل في جامعة روتجرز، في هذه الدراسة، النطاق الشامل لاستراتيجيات التواؤم والانسجام التي يلجأ إليها المغتربون. وتم نشر النص الكامل للدراسة في مجلة" علم النفس التطبيقي".
ويرى أن هناك عوامل تتحكم في مسألة انسجام المغتربين مع البيئة الجديدة، وتحديد الاستراتيجي ات الملائمة للتعامل مع هذا الوضع . وتتمثل هذه العوامل في البعد الثقافي، والموقع الذي يحتله المغترب في سلم العمل
إن استراتيجيات الانسجام والتواؤم القائمة على أسلوب حل المشكلات تمثل تصرفات مقترحة تهدف إلى التعامل المباشر مع مصادر التوتر، بينما تركز استراتيجيات التواؤم العاطفي على تنظيم العواطف الناجمة عن التوتر. وتظهر النتائج التي توصلت إليها هذه الدراسة أن الاستراتيجيات التي يستخدمها المغتربون استجابة للمشكلات التي يواجهونها أثناء تأديتهم مهامهم الدولية تغطي طيفاً واسعاً من أنماط السلوك، سواء فيما يتعلق بالتركيز على حل المشكلات، أو تنظيم العواطف.
ويمكن أن تبرز خلافات كبيرة بين أهداف ووظائف هاتين المجموعتين، وبالذات حين تعوق استراتيجيات تنظيم العواطف استراتيجيات حل المشكلات. ويرى العاملون على إعداد إطار العمل الخاص بالمهام التي يتولاها المغتربون، أنه بينما يتبين أن بعض البلدان تمثل صعوبات أكبر فيما يتعلق بقدرات المغتربين على الانسجام، فإن بإمكان المغتربين اللجوء إلى طيف واسع من الاستراتيجيات لتنظيم العواطف المسببة للتوتر، والنجاح في حل مشكلات التموضع، بحيث يصبحون عوامل إيجابية في التغيير.
وينظر إلى الانسجام بين الثقافات المتعددة بما في ذلك التكيف مع ظروف العمل، والتفاعل مع مواطني الدول المضيفة، والانسجام مع البيئة المحيطة، والرغبة في البقاء في عالم الاغتراب، كمعيار لنجاح المغترب في أداء مهمته. ويستنتج الباحثان من كل ذلك أنه لا توجد استراتيجية معينة تعتبر بحد ذاتها متفوقة على غيرها من الاستراتيجيات. كما لا ينبغي النظر إلى استراتيجية معينة بأنها أقل شأناً من غيرها. وربما يثبت أن الاستراتيجيات غير العملية المتمثلة في التجنب والرفض، يمكن أن تكون عاملاً إيجابياً في إنجاح مهام المغتربين بشكل عام.
وتتحرى هذه الدراسة بدقة ظروف انسجام المغتربين مع بيئاتهم الجديدة، من وجهة نظرهم بناءً على الاستطلاع الموجه إليهم. ولكنها تقترح كذلك أن تتضمن الدراسات المستقبلية بهذا الخصوص وجهات النظر من جانب الدول المضيفة ذاتها، وكذلك قضايا مثل فروق الجنسين، والعوامل التنظيمية التي تسهل أو تعوق الاستراتجيات الفعالة لانسجام المغتربين مع المجتمعات الجديدة.
ابو النون