أسلوب حياتي جديد ظهر أخيراً في الولايات المتحدة الأميركية والمملكة المتحدة مفاده أن إضافة قليل من الزبدة إلى مشروب القهوة الصباحي يمكن له المساعدة على تعزيز النشاط والذاكرة وحرق كمية أكبر من السعرات الحرارية على مدار اليوم. ويتفق غالبية الناس حول العالم على حبهم للقهوة ورائحتها العبقة، سواء أكانت عربية أم تركية أم اسبرسو أم نسكافيه، وكثيرون لا يبدأون يومهم من دونها لما يلمسونه من طاقتها وتأثيرها الإيجابي.
ولأن القهوة أحد أكثر المشروبات التي يتناولها العلماء في دراساتهم بسبب تأثيراتها العديدة على الأعضاء البشرية، التقت «البيان» أخصائية التغذية ريهام شمس الدين لسؤالها: هل تشكل القهوة خطراً على صحة الإنسان أم العكس؟ فأجابت: «يبقى هذا السؤال طارحاً نفسه دون إجابة محددة وواضحة، بسبب تباين نتائج الدراسات والبحوث وعدم وجود أدلة علمية قاطعة، ويبقى خير الأمور أوسطها، فإن لم يكن الإنسان يعاني من مشكلات صحية فليستمتع بشرب القهوة باعتدال».
قهوة باعتدال
وأضافت: «أظهرت الدراسات أن تناول القهوة باعتدال يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني بنسبة 50% عند الرجال و25% عند النساء، وأيضاً أمراض القلب والسكتة الدماغية. ولقد تبيّن أنّ تناول كوب إلى ثلاثة أكواب من القهوة يومياً يخفّض احتمالات الإصابة بالسكتة الدماغية».
منافع
أما عن منافع القهوة فتقول: «القهوة غنية بالمواد المضادة للأكسدة والتي تساعد على حماية خلايا الجسم من عملية التأكسد والضرر جرّاء تعرّضنا لعوامل عدة، مثل الأشعّة فوق البنفسجية، التدخين، تلوّث الهواء، والتهاب الأنسجة، ويمكن لتناول كميات كافية من المواد المضادة للأكسدة المساهمة في زيادة فاعلية جهاز المناعة في الجسم، ومنع الإصابة ببعض الأمراض السرطانية». وأكدت ريهام ضرورة ترك نحو ساعة على الأقل قبل وبعد كل وجبة، حيث إن الكافيين الموجود في القهوة والشاي يمكن أن يؤثر سلباً على قدرة الجسم على امتصاص بعض العناصر المغذية للطعام، وخاصة الحديد والكالسيوم.
فقدان الوزن
وبسؤالها عن إضافة الزبدة إلى القهوة ومدى مساعدتها على تخفيف الوزن، قالت: «لا يوجد دليل يثبت صحة ذلك أو يؤكد وجود علاقة بين القهوة وتقليل الوزن، والحقيقة لم يثبت علمياً أن أي مادة غذائية يمكن لها المساعدة على تخفيف الوزن أو حرق كمية أكبر من الدهون».
وتابعت: «لم يثبت وجود مادة غذائية بعينها يمكنها إنقاص الوزن، وبخاصة الزبدة لما لها من مخاطر بسبب احتوائها على كمية كبيرة من الدهون، ما يتسبب في ارتفاع نسبة الكولسترول في الدم، وبالتالي ينتج عنه زيادة مخاطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية والسمنة».
المخاطر
وعن مخاطر القهوة قالت ريهام: «تحتوي القهوة على الأحماض التي قد تسبب اضطرابات في المعدة وتساهم في زيادة عوارض الحرقة. ويرتبط استهلاك كميات كبيرة من القهوة بالأرق والقلق وضربات القلب السريعة وآلام العضلات والمفاصل والتعب بشكل مباشر».
وأشارت إلى أن الكافيين يحفز إنتاج الأدرينالين ويوتر الجسم في حالة الاستهلاك المستمر للقهوة، ما قد يؤدي على المدى البعيد إلى إرهاق بعض الغدد والتأثير سلبياً على الدورة الدموية المرتبطة بنبضات القلب مباشرة. كما أظهرت الدراسات أنّ الرجال يتأثّرون بالكافيين أكثر من النساء.
عنصر فعّال
تحتوي القهوة على كمية كبيرة من الكافيين، وهو العنصر الفعّال في القهوة. لذا يُنصح بعدم تناول أكثر من 400 ملغ من الكافيين يومياً للبالغين، أي ما يعادل أربعة أكواب من القهوة. ولا يُنصح باستهلاك الأطفال للكافيين. أما بالنسبة للمراهقين، فيجب عدم تناول أكثر من 100 ملغ من الكافيين يومياً.