قال الله عز وجل في كتابه الكريم(بسم الله الرحمن الرحيم)ولنبلونكم بشئ من الخوف والجوع ونقص من الاموال والانفس والثمرات وبشر الصابرين * اللذين اذا اصابتهم مصيبة قالو انا لله وانا اليه راجعون * اولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة واولئك هم المهتدون* صدق الله العلي العظيم /البقرة/ 155/156/157
الابتلاء جاء في هذه الآيات العظيمة متنوع بين الخوف بشقيه الدنيوي في متاهات الحياة ومشاكلها المتعاقبة والمتعددة والخوف الاخروي من الموت وما بعد الموت من ضنكة القبر ومنكر ونكير ويوم الحساب وهذا بطبيعة الحال مايمليه المنطق ويرتضيه العقل كون الانسان خلق هلوعا يخاف من المستقبل الذي يطويه الغيب الذي لايعلم عنه شئ*,والله عز وجل هو العاتم وانما قوله ولنبلونكم اي نجعلكم امام اختبار وما ردود افعالكم غند مواجهة هكذا عاديات اتصبرون ام تجزعون ؟
الانسان العاقل والذي عنده نفحة الايمان يقول وبحكم المنطق ان الابتلاء واقع سواء صبر ام جزع
لن يجدي شيا *
ان الله سبحانه لايبتلي الكافر لان الكافر مفروغ منه بل على العكس يمده الله بما يشتهي في هذه الدنيا ليزداد اثما وماله في الآخرة من خلاق/قال تعالى(ولا يحسبن الذين كفرو انما نملي لهم خير لانفسهم انما نملي لهم ليزدادو اثما ولهم قي الآخرة عذاب مهين *) آل عمران/178
لذا فان المؤمن هو المبتلى كما نقول فاذا صبر واحتسب يكون الابتلاء كفارة لذنوبه واذا جزع ازداد اثما*
وقد يسال سائل عن ماهية الابتلاء الذي نحن فيه اقول والله اعلم ان الله سبحانه وتعالى يحب عباده ويراف بهم ويزيد المحسنين والصالحين اجرا ولا يرتضي لعباده الكفر والكفر هنا بمفهومه اللغوي هو النكران اي بمعنى نكران وجود الخالق او جعل له شركاء وهذا هو الكفر والعياذ بالله
اما دون ذلك فهو جحود اي عدم ذكر الله بالحمد والشكر على فضائل نعمه والذكر هنا هو عبادته والامتثال لاوامره والابتعاد عن نواهيه (ان الله يغفر الذنوب جميعا الا ان يشرك به)
ومن نطق الشهادتين فهو مسلم لذا يكون ابتلاء المسلمين تمحيصا ورادعا تمحيصا للمؤمن وردعا لمن ابتعد عن خط الايمان لكي يعود اليه