القاهرة : روتانا
لقد استطاعت الطفلة الكورية "بريانا يونا" البالغة من العمر 5 سنوات، أن تُحقق لنفسها شهرة عالمية بفضل صورها وفيديوهاتها على موقع أنستغرام التي جابت وطافت العالم واستأثرت بقلوب المستخدمين، حتى فاق عدد متابعيها المليون متابع واستحقت لقب "الطفلة الألطف " بجدارة
وبالرغم من أن "بريانا يون" نشأت وترعرعت في ظل أسرة ميسورة الحال، إلا أنها تعيش الآن حياة نجوم هوليوود حيث تجوب العالم، بالطائرات في درجة رجال الأعمال، ولا تحمل إلا الحقائب ذات الماركات العالمية ولا ترتدي إلا المجوهرات والإكسسوارات المصممة خصيصاً لها ولوالدتها.
بريانا التي تعيش حالياً مع أسرتها والتي اعتنقت الإسلام في دبي بحسب كلام الأسرة لصحيفة ال"دايلي ميل البريطانية" ، كانت بداية شهرتها عندما أدركت أمها ما تمتلكه ابنتها من صفات ومهارات وذكاء يندر أن تجدهم في أطفال بمثل عمرها ،
فبدأت بنشر صور وفيديوهات خاصة ب"بريانا " على الإنترنت ، لكنها لم تكن تتخيل أن تلفت انتباه آخرين غير دائرة العائلة، ويتخطى عدد متابعي صفحتها رقم المليون منذ 6 أشهر ، لكن والدها يونا أثار نقطة في غاية الأهمية عندما تحدث لصحيفة الديلي ميل عن مخاوفه على مستقبل بريانا وماذا سيحدث لها عندما تكبر، وهل سيظل الناس يحبونها ؟
وتابع حديثه : "تعرف بريانا الآن أنها مشهورة، وكثير من الناس يريدون التقاط صوراً معها واحتضانها وتقبيلها، وإذا انقطعت عن رفع صور أو فيديو لها لمدة 3 أو 4 أيام، نستقبل آلاف الرسائل من مختلف الدول للسؤال والاطمئنان عليها لأنها طفلة جميلة ولطيفة"، مشيراً إلى أنه لم يكن يتطلع أبداً إلى الشهرة،
لكنه قلق على مستقبلها ! طرحنا مخاوف والد الطفلة بريانا على الدكتورة إيمان الشريف أستاذ علم النفس بوحدة بحوث الأسرة التابعة للمركز القومي للبحوث الجنائية والاجتماعية بالقاهرة حيث قالت : "لا شك أن الشهرة الطاغية التي تحظى بها هذه الطفلة الموهوبة حرمتها من الاستمتاع بطفولتها واللهو مع أقرانها وحولتها إلى دمية جميلة يستمتع بها الملايين عبر مواقع التواصل الاجتماعي ،
وأعتقد أنها تعاني ازدواجاً في الشخصية واضطراباً نفسياً ، فهي تارة طفلة صغيرة تبحث عن المرح والانطلاق وتارة أخرى نجمة تحيطها هالة كبيرة من الشهرة التي استغلتها أسرتها أسوأ استغلال من أجل حصد الأموال وتكوين الثروة وتابعت د. أميمة : لا شك أن هذه الطفلة ستواجه مشكلة ضخمة عندما تنحسر الأضواء عنها مستقبلاً ، بعد أن يصبح ما تقوم به من حركات الآن شيء عادي لا يلفت الأنظار !
وكم من نماذج كثيرة مثلها أذكر منها الطفلة المصرية المعجزة فيروز التي لعبت بطولة العديد من الأفلام السينمائية المصرية في خمسينات وستينات القرن الماضي أمام العمالقة أنور وجدي وزكي رستم ويوسف وهبي ، لكنها اختفت عن الأضواء بعد أن ودعت مرحلة الطفولة ."
وأضافت د. أميمة :" الإنسان بشكل عام يمر خلال تطوره العقلي والعصبي والاجتماعي بعدة مراحل ، وكل مرحلة تتسم بإنجاز عقلي ومهمة نفسية محددة.
فالنجومية في سن مبكرة ستؤثر قطعاً في نفسية الطفل لأنه غير مهيأ للتعامل مع الأضواء والشهرة واتخاذ القرار وربما تتداخل مراحل حياته ويتخذ القرارات التي لا تناسب سنّه، فضلاً عن أنه سيتعرض لظروف غير التي يتعرض لها الطفل العادي وقد تصيبه صفات سلبية مثل التوتر والعصبية والنرجسية أو الأنانية في التعامل مع أقرانه ،
فلاشك أن هذه الطفلة البريئة ستشعر بآلام نفسية حادة عندما تنحسر الأضواء عنها في الكبر وستتحول شهرتها إلى نقمة إذا لم يدرك أبواها خطورة ما صنعوه فيها وألهاهم جمع المال من ورائها عن تعليمها وثقل مواهبها وتنميتها وإعدادها للمستقبل حتى لا يأتي يوم تجد فيه الطفلة نفسها ضائعة بلا هوية ."
رد مع اقتباس