لغـز غامض آخر بلا حل: حُـرّاس الجزيـرة !
من الذى قام بصناعة هذه التماثيل العملاقة، الضخمة. ولماذا هذه الملامح المتجهمة، والعيون الغائرة والرأس الكبير؟. كأنها شاهدة على الأهوال التى حدثت يوما ما. لماذا تتراص تماثيل المواى Moai على طول ساحل الجزيرة، وكأنما تحرسها وتحميها؟ تعرف معى يا صديقى على جزيرة الفصح، وحراسها العمالقة.
جزيرة صغيرة تبلغ مساحتها 117 كيلومترا مربعا فقط وهى جزيرة “إيستر ايلاند ” أو Easter Island التابعه لجمهورية شيلي، فى أقصى أطراف “أميركا الجنوبية” من جهة الغرب. إكتشفها الملاح والمستكشف الهولندى Jakob Roggeveen فى الخامس من إبريل عام 1722، وهو اليوم الذى وافق (عيد الفصح) الذى أخذت منه الجزيرة أسمها. وتعد واحدة من أكثر الجزر عزلة على كوكب الأرض، اذ تبعد 3700 كم عن الساحل الغربى لدولى شيلى..
من الألغاز التي صعب على علماء الآثار والتاريخ إيجاد إجابات شافية لها، هي مجموعة كبيرة من التماثيل البشرية العملاقة تنتشر في أماكن متفرقة من الجزيرة وتتخذ المظهر العام نفسه، بوجوه متجهمة، واعين غائرة و أنوف مرتفعة وآذان طويلة، تقف التماثيل التي غطى معظمها التراب المتراكم من عوامل التعرية فلا يظهر من أكثرها إلا الرأس و جزء بسيط من الجسم.
استخدم سكان الجزيرة معاول يدويةً حجريةً لنحت التماثيل من صخور بركان خامد، ثم قاموا بنصب التماثيل على مصاطب مرتفعة. ووضعوا أسطوانات حجرية حمراء ضخمة تُشبه القبعات على رؤوس بعض التماثيل في شكل متوازن.
بالطبع فالكلام أسهل من الفعل،فإقامة هذه التماثيل الضخمة على المصاطب وموازنة الأسطوانات على رؤوسها من المهارة التي يصعب إنجازها حتى في يومنا هذا.
بعض النظريات تقول: إن صنفاً من الاجناس البشرية كانت تعيش في هذه الجزيرة كان لها الشكل البشري نفسه المنحوت وسبب بناءها لتلك الصروح هو جعلها تبدو كالقلاع التي يحتمي بها سكان هذه الجزيرة نتيجة الحروب والمعارك التي كانت تجري في ذلك الوقت حيث كانوا يطلقون عليها اسم (حراس الجزيرة)..
نظرية أخرى تخالف السابقة وتدعى ان السبب وراء صنع تماثيل جزيرة إيستر متعلق بكائنات خارجية قدمت من الفضاء ولم تستطع العودة إلى كوكبها فقامت بنحت تلك التماثيل لملئ فراغها وبسبب الملل وان القبعات الحمراء هي لتقليد قبعات الكائنات الفضائية.
ويفسر أصحاب تلك النظرية ذلك بسبب الدقة في أماكن تواجد التماثيل حيث تمثل رموز فلكية معقدة جداً ويتضح هذا من معامدتها لأشعة الشمس بصورهندسية وهناك أيضا الرسومات والمنحوتات الخشبية والصخرية التي تغطيها الرموز والطلاسم المبهمة والتي تمثل واقع فعلي لحضاره ذكية اندثرت بشكل غامض.
جميع التماثيل –وعددها 887 – صنعت وظهورها للمحيط… وأغلبها مصنوع من الرماد البركاني المتحجر، وبعضها صنع من البازلت، وهي غير متساوية في الحجم، إذ إن بعضها أكبر من الآخر و بعضها له مثل القبعات الحمراء وبعضها صنعت له أعين براقة من الأصداف الملونة، وبعضها مكتمل والآخر لا..ويصل طول أكبر التماثيل إلى حوالي 10 أمتار ويبلغ وزن أثقلها 83 طناً.
اللغز المحير يحيط بالحضارة التي صنعت هذه التماثيل، إذ لم يبق لها من أثر يدل عليها، وكذلك دلت الدراسات إلى أن مجموعة كبيرة من التماثيل كانت قد نقلت من مواقع صنعها إلى أنحاء متفرقة من الجزيرة بالرغم من ضخامتها في الحجم وثقلها الذي يستلزم تقنيات وأدوات جبارة. فعندما وصل المستكشفون الأوائل إلى أرض الجزيرة وجدوها تخلو من الأشجار و حيواناتها قليلة وصغيرة و سكانها القليلون لا يعلمون شيئاً عن أصل التماثيل، ومن بناها ونقلها ولماذا؟..
فرق البحث الحديثة وأكدت أن هذه الجزيرة كان يوجد فيها الكثير من الاشجار التي كانوا يعتمدون عليها سكان هذه الجزيرة بصنع القوارب والسفن ومن خلال أيضا تتبعهم لتلك الحضارة وجدو أنها كانت تهتم بالزراعة التي توضحها الرسوم على جدران الكهوف والصخور .
لم يكن إكتشاف الجزيرة فى العصر الحديث حدثا سعيد لسكانها وقتهاوفي عام 1862 وصلت سفن تجار العبيد من بيرو إلى الجزيرة، فاختطفوا حوالي 1400 من سكان الجزيرة، وأحضروهم إلى بيرو ليعملوا في المزارع لكن مات جميع هؤلاء الأبرياء المختطفين في بيرو إلا 100 منهم، ثم أُعيد الأحياء منهم إلى جزيرتهم عام 1863، فمات أيضاً 85 منهم أثناء رحلتهم إلى وطنهم، أما الخمسة عشر الباقون على قيد الحياة فقد نقلوا إلى وطنهم جراثيم مرض الجُدري، وجراثيم أمراض أخرى انتشرت بين سكان الجزيرة المتبقين فمات الكثير من سكان الجزيرة بسبب تلك الأمراض.
وفي أوائل السبعينيات من القرن التاسع عشر غادر كثير من سكان إيستر آيلاند موطنهم، وفي عام 1877 بقى 110 نسمة فقط هناك. ومنذ ذلك الحين أخذ عدد السكان الأصليين في الازدياد وقد انتقل بعض التشيليين إلى الجزيرة.وفي عام 1996 أعلنت منظمة اليونسكو جزيرة إيستر موقعاً من التراث العالمي.