القاهرة: أشرف فتحي / روتانا
جيناتها تحمل موهبة قوية، وملامحها الفرعونية ساعدتها على تجسيد الأدوار الصعيدية والريفية. تحدّت نفسها وقدراتها واستثمرت موهبتها لتجسد شخصية بعيدة كل البعد عن طباعها، شخصية ترتدي ثوب الشر والحقد، إنها الفنانة حنان مطاوع التي أطلت علينا بدور «رابحة» في العمل الصعيدي «دهشة «وكان لنا معها هذا الحوار.
كيف جاء ترشيحك للدور؟
الترشيح جاء من المخرج شادي الفخراني أولاً وكانت فرصة كبيرة لي أن أقف أمام د.يحيى الفخراني خاصة أنه كان من المفترض أن أشاركه أكثر من عمل ولكن لم يحالفني الحظ.
ما أبرز ما يميز المخرج شادي الفخراني في أول تعاون يجمعكما أيضاً؟
شادي مخرج رائع ولديه رؤية في إخراج المشاهد بشكل غير تقليدي، ويتميز أيضاً بأنه كان يرشح الفنانين وسط تخيل لكل شخصية دون عمل أي بدائل لكل هؤلاء الفنانين،
بالإضافة إلى أنه كان يعقد بروفات كثيرة، ولحل مشكلة اللهجة قام بعمل «سي دي» بصوت المؤلف وهو يقرأ نص كل دور كي نقوم بدراسته بالصوت أيضاً.
معنى ذلك أنك واجهت صعوبة في تجسيد شخصيتك؟
الممثل المحترف لابد أن يتوقع أنه لن يجسد أدواراً خفيفة أو أخرى تشبهه طوال الوقت، لأنه بالتأكيد سيجد صعوبات في دور ما لأنه بعيد عنه كل البعد، وأعتقد أن الممثل الذي يركز على هذه النوعية الخفيفة مفلس، ولذلك كانت «رابحة» صعبة ومجهدة لأنها بعيدة جداً عني ولا تشبهني، ولكن في ذات الوقت كانت ممتعة لأن التحدي يخلق الاستمتاع.
تقديم الشخصيات الشريرة يتطلب تحدياً خاصاً لدى الفنان.. ألم تقلقي من ذلك؟
لا على الإطلاق، لأنه ببساطة أصبح لدينا جمهور واعٍ، يدرك حقائق الأمور، فضلاً عن حدوث طفرة في التمثيل، فالجمهور أصبح من الممكن أن يكره الشخصية الشريرة ولكن لا يكره ممثلها، لأنه واعٍ بالدرجة التي تجعله يفرق بين شخصية الفنان الحقيقية والشخصية التي يجسدها ضمن أحداث العمل، فضلاً عن أنني أرى أن الممثل رأس ماله الموهبة،
وهذه الموهبة لكي تستعرضها بجدارة لابد من تقديم أنماط مختلفة ومغايرة، والعكس هو الصحيح، فالممثل لابد أن يخاف إذا حصر نفسه فى دور معين أو نمط واحد وظل يقدمه فترة طويلة، وبالتالي هو يحرق نفسه ويحرق موهبته، وسيخلق انطباعاً غير جيد لدى الناس عنه.
هل قرأتِ مسرحية الملك لير أم اكتفيت بسيناريو عبدالرحيم كمال؟
السيناريو مختلف تماماً عن المسرحية الأصلية، وأنا في الحقيقة قرأت السيناريو فقط، أولاً لأنني قرأت الرواية من قبل حتى قبل أن يعرض عليّ المسلسل منذ فترة طويلة، فضلاً عن أنني في النهاية سأجسد الدور المكتوب في السيناريو فقط والذي كتبه عبدالرحيم كمال بعناية شديدة وبدقة كبيرة، والمعالجة في الحقيقة كانت مذهلة لأنه من الصعب أن يتم صنع عمل من رواية إنجليزية ويتم تقديمه بروح الصعيد المصري،
وأنا في النهاية أسيرة للعمل الذي أقدمه ولرؤية المخرج والمؤلف ولطبيعة البيئة التي يدور فيها المسلسل مهما كانت الرواية الأصلية عظيمة، وشخصيتي بعيدة تماماً عن الرواية الأصلية، والمؤلف أدخل عليها تعديلات كثيرة حتى تلائم أجواء العمل.
كيف تعاملتِ مع صعوبة الشخصية خاصة أنها مركبة وتعاني من أمراض نفسية؟
شخصية «رابحة» من أصعب الشخصيات التي قدمتها خلال مشواري الفني فالدور كله صعب وكل مشهد مختلف عن الآخر.
ما أصعب مشهد في شخصية «رابحة»؟
مشهد طرد الباسل «يحيى الفخراني» من منزلي، أتذكر أنه كنا نقوم ببروفة أنا وياسر المصري مع د.يحيى، قبل التصوير جلست أبكي بانهيار من قسوة المشهد.
كيف أتقنتِ اللهجة الصعيدية؟
بالرغم من أنني قدمت دور الصعيدية قبل «دهشة» في مسلسل «الحب موتاً» وفيلم «القشاش»، لكن عبدالرحيم كمال اختار لهجة غير متعارف عليها في الدراما فاللهجة الصعيدية لها أكثر من لكنة وطريقة وأسلوب ولكنها تظل أقرب اللهجات إلى قلبي.
كما أن دور «رابحة» أعجبني من أول لحظة، فهي الابنة الوسطى ليحيى الفخراني، وهي شخصية مركبة وصعبة جداً، وتفاصيل الشخصية تحتوي على العديد من التحولات والانفعالات، فلكل مشاهد الشخصية «ماستر سين» ما عدا أربعة مشاهد فقط.
ماذا عن تعاونك الأول مع يحيى الفخراني؟
يحيى الفخراني «عملاق الدراما العربية» تعلمت منه أنه مهما وصل لنجومية وجماهيرية جعلته من أهم نجوم الوطن العربي تجده يعمل بروح الشباب كأنه شاب لابد أن يثبت وجوده، فالنجومية مسؤولية وهذا ما جعلنا نجتهد كثيراً كي لا نخذله، كما أعترف بأنه من أروع الناس الذين عملت معهم فى حياتي، بالإضافة إلى أنه كان يخلق حالة من الجدية بحميمية داخل اللوكيشن.
ما أصعب المشاهد التي واجهتك أمامه؟
معظم المشاهد كانت صعبة للغاية، لكن أصعبها حين وقفت «رابحة» في مواجهة ساخنة بينها وبين زوجها من ناحية ووالدها من ناحية أخرى، ولأن هناك علاقة إنسانية بيني وبين يحيى الفخراني في الحقيقة، وهو ما شلني عن تنفيذ المشهد، كما كان مكتوباً،
فالمفروض أن أكون حادة معه في الحديث وأنا أنظر إليه، فكلما أتت عيني في عينه خلال تصوير المشهد أنهار في البكاء لعدم قدرتي على مواجهته بهذا الشكل، فطلبت أن أفصل تماماً ولم أنظر إليه طول المشهد أثناء التصوير وأظهر وكأن ذهني شارد في شيء داخل عقلي حتى أستطيع أن أؤدي الدور.
هل حظي العمل بنسبة المشاهدة المتوقعة؟
نعم، فالمسلسل بطولة يحيى الفخرانى، لكن، ما يضايقني هو تكدس كل المسلسلات فى موسم واحد، وهذا يحرق الأعمال.
كيف تقيمين عرض مسلسل «البيت» الذي يعتبر أولى بطولاتك الدرامية هذا الموسم؟
سعيدة بالطبع وإن كنت لم أتوقع عرضه هذا العام لأننا انتهينا من تصويره منذ عامين تقريباً وهو يعتبر بطولة جماعية حيث يشاركني العمل طارق لطفي ومحمد الشقنقيري.
ما تعليقك على فكرة العرض الحصري؟
أنا كحنان مطاوع لا أحبذ فكرة العرض الحصرى مثلما لا أحبذ أيضاً فكرة تركيز عرض كل الأعمال الدرامية في رمضان فقط وترك باقي العام خالياً، لأن هذا ينطوي على إجهاد للفنان وإجهاد للمشاهد، كما أنه ليس منطقياً أن شغل سنة كاملة بهذا الكم يعرض في شهر واحد ونظل على مدار العام نعيد عرض هذه الأعمال، والجمهور يكون متعطشاً لدراما جديدة لم تعرض من قبل فيلجأ للتركي.
معنى ذلك أنك لست من الفنانين الذين من الممكن أن يقدموا مسلسلين وثلاثة في نفس التوقيت؟ في النهاية الفنان يختار مما يعرض عليه فقط، وليس لديه الرفاهية أو الخيارات الكثيرة المتاحة، ولكن على الناحية الأخرى ممكن أن يعرض على الفنان أكثر من دور جيد فيوافق عليها وكل منا له أسبابه الخاصة.
أين أنت من البطولة المطلقة؟
دعني أتحدث بصراحة، فأنا أشعر بأن الناس شبعوا من البطولات المطلقة والنجم الأوحد، وأجد أن البطولة الجماعية أصبحت تلاقي نجاحاً أكبر وأعظم لأنه يوجد تنافس بين أبطال العمل الواحد،
فمثلاً مسلسل «دهشة» رغم أن يحيى الفخراني هو النجم الأهم فيه، فهو لديه درجة من الثقة الكبيرة التي تجعله يختار فنانين معروفين في أدوار عظيمة بجانبه لكي تعطي ثقلاً للعمل ولا يؤمن بسياسة النجم الأوحد، وسياسته وطريقته في العمل لابد أن ننحني لها احتراماً وتستحق التدريس، فمثلاً دور «علام» الذي يجسده نبيل الحلفاوي دور مهم وثقيل ودور «راضي» وغيرهم، والناس أصبحوا مشتاقين للأفكار الجديدة والعمل الجماعي.