السومرية نيوز / بغداد
اعتبر أستاذ الدراسات الدينية بجامعة كولورادو الأميركية برايان كاتلوس، الأحد، أن العنف العرقي والديني كان أمرا نادر الحدوث في منطقة الشرق الأوسط، لافتا الى أن التزاوج بين السنة والشيعة قائم على مدار ألف عام.
وقال كاتلوس في مقال نشره بصحيفة "واشنطن بوست"، إن "أحد أكثر الجوانب مأساوية لظهور ما يسمى بتنظيم داعش هو التطهير العرقي والديني الذي يمارس في ظل دولة الخلافة التي أعلنها لنفسه في مناطق بسوريا والعراق"، موضحا أن "ذلك يحاكي القمع الأخير للأقباط في مصر في عهد الإخوان المسلمين وما تتعرض له الأقليات الدينية في سوريا سواء المسيحيين أو الدروز أو الأقلية العلوية الحاكمة".
وأضاف أنه "في ظل كثير من التقارير التي تتحدث عن هذا العنف، تأتي الصفات البربرية والعصور الوسطى جنبا إلى جنب، مع إيحاء بأن هذا النوع من التعصب هو سمة من سمات الإسلام ويتناقض مع العلمانية المستنيرة والعقلانية في الغرب، لكن على نفس القدر من وحشية هذا العنف الطائفي، هناك حقيقة أن هناك الكثير من الأقليات الدينية في الشرق الأوسط شاهدة على أنه برغم العداوات القديمة، فإن جماعات عرقية وطوائف دينية لا تعد ولا تحصى نجت بل وازدهرت في تلك المنطقة خلال ما يقرب من 1500 عام من هيمنة الإسلام فيها".
وأشار كاتلوس الى أن "هذا لا يعني القول بأن الشرق الأوسط الإسلامي كان متسامحا للغاية، فقد تخلل تاريخه اندلاع العنف العرقي والديني، لكن بشكل عام كان هذا نادرا، والأكثر ندرة أن يكون هذا قاتلا للمجتمعات المعنية"، لافتا الى أن "هناك تزاوجا بين السنة والشيعة على مدار ألف عام، وكان هناك ازدهار لطوائف مثل الدروز والعلويين الذين يعتبرهم السنة خارجين عن الدين".
واعتبر الاستاذ الاميركي "انهيار التسامح والتعددية الدينية في الشرق الأوسط فى الوقت الراهن دليل على عودة العصور الوسطى، كما أن دفاعها ليس دينيا برغم التعبير عن ذلك، بل هو عرض لما يمكن أن نسميه الحداثة وإطارها السياسي القومي".