بغدلد/ ميمونة الباسل:في الوقت الذي تعاني فيه العاصمة العراقية بغداد من الإهمال وعدم النظافة، وتذيلها الدائم قائمة الدول الأنظف أو الأجمل والأكثر ملائمة للعيش في أغلب الدراسات التي تجرى من مؤسسات عالمية، يثير أمين بغداد بتصريحاته المتكررة سخرية وغضب الشارع البغدادي.
وفي استبيان غير رسمي شمل عددا من سكان بغداد من مستخدمي شبكات التواصل الاجتماعي، أجمع البغداديون على اختيار أمين العاصمة بغداد نعيم عبعوب، الشخصية الساخرة الأبرز خلال عام 2014. ويعتبر منصب أمين العاصمة بغداد بدرجة وزير، الأمر الذي جعل المنصب مثار صراع ما بين الكتل السياسية للفوز بها، خاصة وأنها السلطة التنفيذية الأهم في المدينة التي تعد مركز الحكم في العراق.
ويطلق أمين بغداد وخلال مقابلات تلفزيونية كلمات سرعان ما تأخذ انتشاراً وسخرية ناقدة في المجتمع البغدادي بشكل واسع، ثم لا تلبث أن تتحول إلى الموضوع الأكثر تداولا حتى بين وسائل الإعلام العراقية، وبخاصة بعد تصريحاته الأخيرة التي تحدث بها عن وسامته والتي تحولت فيما بعد إلى كوميديا ساخرة يتم تداولها عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
رئيس لجنة الخدمات والإعمار في حكومة بغداد الدكتور محمد الربيعي قال 'إن هذا الأمر يعكس شخصية عبعوب نفسه، لكننا غير راضين عن طريقة تعاطيه كونه رجلا برتبة وزير ويعد عالمياً، ثاني أهم مركز حكومي في الدولة بعد رئيس الوزراء، فهو أمين العاصمة التي هي مركز الحكم كما عليه باعتباره الأمين أن تكون ردوده للإعلام مهنية ورقمية'.
وأضاف الربيعي أن 'ليس من حقه أن يترك لغة الحديث عما أنجز من مشاريع وما تحقق من تقدم بالأرقام، ليتحدث عن وسامته وأمور لا دخل لها بخدمات بغداد'.
وأشار إلى أن هناك تقاطعا في الصلاحيات ما بين حكومة بغداد ممثلة بمجلس المحافظة وبين صلاحيات الحكومة، لأن مهمة مراقبة الأمين كانت من حق المجلس لكن الحكومة السابقة تمكنت من ربطها بها، ونحن نحاول الآن إعادة الموضوع لسابق عهده حينها سيكون من حقنا مساءلة الأمين ومراقبته'.
وأكد الربيعي أن 'ما تحقق من إنجازات خدمية من قبل الأمانة لا يعدو القشرة لبغداد، أي أنه اهتم بالشوارع الرئيسية، وفور دخولك أي زقاق للعاصمة بما فيها القريبة من أمانة بغداد، ستجدها عبارة عن مجمعات أنقاض وإننا كحكومة بغداد غير راضين، فما تحقق هو قليل جدا ونحن نبحث عن الكثير، بغداد تريد أكثر وأكثر'، مشيراً إلى أن التخصيصات المالية وبسبب أزمة الموازنة جاءت مخيبة للآمال، وهي لا تكفي إلا لإدامة المشاريع المستمرة و'لا مشاريع جديدة خلال عام 2015'.
وكان الشباب البغداديون أطلقوا وسم 'بغداد بلا عبعوب أنظف' و'وسيم بغداد' عبر موقع فيسبوك، ساخرين من التصريحات التي أطلقها أمين العاصمة والتي قال فيها: 'بعد لقائي بأمين العاصمة الإيرانية طهران قال لي المترجم الإيراني (إن فتيات إيران يكتبن عنك في فيسبوك أمين بغداد وسيم وأمين طهران غير وسيم). فيما أطلق آخرون حملة للمطالبة بأن تكون المعمارية العراقية زها حديد بديلاً عن عبعوب، وقد أخذت الحملة انتشاراً واسعاً في موقع فيسبوك، من أجل الضغط على الحكومة لاختيار أشخاص مهنيين ولديهم القدرة على مسك ملف مهم يخص العاصمة والوافدين إليها والتي تمثل العراق أجمع.
من جهته، قال الصحافي حيدر الكرخي من سكنة بغداد اليوم بمجرد دخول شخص لدار السلام سيشاهد الكثير من البنايات والمحال التي ليس لها علاقة بالحداثة، ربما بعض المباني التي تعود للقطاع الخاص فقط، وإن بغداد تعاني من نقص واضح في الخدمات وهي كعاصمة بائسة بسبب وجود شخص مثل عبعوب، والأخير يبدو أنه كان يتقصد أن يصرح بكلام غريب لتحقيق الإثارة؛ فهو لديه الكثير من التصريحات التي لا يمكن أن ننساها حتى أن بعض الزملاء الإعلاميين كانوا حريصين على إجراء لقاء مع أمين بغداد نعيم عبعوب، من أجل الخروج بشيء جديد من تصريحاتهِ الغريبة.
وأضاف الكرخي 'على الأقل كان من المفترض أن يركز في عمله وينجز المشاريع التي يحتاجها المواطن'، موضحا أن 'عبعوب هو من تبعات الحكومة الماضية وكان دائما يبحث عن المبررات لفشل عمله، ولا يفكر بحل بل يفكر فقط بصناعة الأعذار... ولا ننسى الوضع السياسي المضطرب الذي انعكس سلباً على جميع مؤسسات الدولة بما فيها أمانة العاصمة'.
ويعود تأسيس البلدية في العراق إلى العهد العثماني عام 1868، وكان أول رئيس لها إبراهيم أفندي إلا أن تأسيس أمانة بغداد بالشكل الرسمي جرى بأمر ملكي في الثالث عشر من فبراير/ شباط عام 1923 وكان أول أمين لها صبيح نشأت، بناء على ترشيح وزير الداخلية آنذاك
كاردينيا