جدة: سهى نجار - بيروت: فدى دبوس - الكويت: مجاهد عابدين
في زمن باتت للرشاقة فيه قيمة وأولوية كبيرة تسعى لها النساء والرجال على حد سواء، هناك دائماً وجهان للتجربة، أحدهما النجاح في الوصول للهدف، والآخر هو الفشل وتأجيل المحاولة لوقت آخر، حول الحميات الغذائية دارت حواراتنا مع أصحاب التجارب وما أثمرت عنه سواء بالاستمرار أو انقطاع التجربة.
همنا الأول في البداية تقول حنان با جابر «42 سنة»: «الدايت هو همنا الأول جميعاً، ومنذ العشرينات من عمري وأنا ما بين فترة وأخرى أعتمد أحد أنواع هذا الحميات، حتى أصبح جسدي كما أتوقع لا يعي الفرق بين الأمرين عندما أعتمد حمية وعندما أطلق العنان لنفسي، لقد أرهقنا أجسادنا بهذه الأنظمة الغذائية،
ومن تجاربي أعتقد أن أفضل دايت هو الانتظام على أكل ثلاث وجبات صحية وعدم الإفراط في الدهون والسكريات وتناول الكربوهيدرات، فقط دون أي رجيم قد يكون ضاراً أو يفرض علينا حرماناً شديداً ليس له فائدة في الحقيقة، لأننا بعد فترة من اعتماد أحد أنواع هذه الحميات نمل ونشعر بالإرهاق والسبب أن كل واحد منها يفيد جسمنا بأمور ويمنع عنه أموراً أخرى ضرورية له، ما يسبب له إرهاقاً شديداً».
نجاح لثلاثة أشهر كما التقينا لمياء أحمد التي قالت: «كانت لي تجربة لم تستمر إلا ثلاثة أشهر استطعت خلالها أن أخفف من وزني ومحيط خصري وانتهت التجربة لظروف شغلي، لأني كنت قد تخرجت من الجامعة والتحقت بالعمل، ولذلك لم تستمر تجربتي طويلاً مع نظام الدوامات واختلاف المواعيد التي حالت دون أن أنتظم وأستمر،
والحقيقة لم تكن هناك أي سلبيات في تجربتي إلا توقفها فقط لظروف العمل»، وتضيف: «تجربة الحمية مفيدة بلا شك لو التزمنا بها وحرصنا عليها، رغم أنها أصبحت موضة يتحدث عنها الكل كما لو كانت نوعاً من الكماليات للتباهي أمام بعضنا البعض، والعجيب أني أرى أناساً لا يمتُّون لهذه الحميات بصلة شكلاً ولا موضوعاً ويتكلمون عن مغامراتهم مع الدايت وتشكيكهم في جدواه وهم لم يلتزموا به بالأساس،
وطبعاً تجربتي كانت تحت إشراف خبيرة تغذية، لذلك أسفرت عن نتائج ملحوظة لي، وبإذن الله سأعود للمحافظة على قوامي كما هو عندما أستقر في عملي» .
المرة الأولى رنا صادق «23 عاماً ـ طالبة جامعية»: «هذه المرّة الأولى التي أخضع فيها لنظام حمية معينة كوني شعرت بأن وزني يزداد وهو غير متناسب مع طولي، لذا قمت باختبار نظام حمية خاص ولم ألجأ إلى طبيبة أو أخصائية تغذية بل جلّ ما قمت به هو تخفيف كمية الطعام التي أتناولها واهتممت بأن يكون طعاماً صحّياً، واستمررت على النظام لعدة أشهر، إلى أن حققت النتيجة المرجوة وتخلصت من الكيلو جرامات التي أردت خسارتها،
وعندها توقفت واستمررت على نظام رياضي معيّن اتبعته في المنزل بمساعدة مدرب خاص، وتضيف رنا معلقة على تأثير التجمع مع العائلة والأصدقاء على حث بعضهم البعض على الإفراط في الأكل فتقول: «أعتقد أنه لا علاقة للتجمّعات العائلية في فشل الدايت، لأن من يعزم على شيء يستمر عليه ولا دخل لأيّ أحد به».
تشجيع أما آية جمال فتقول: «كانت تجربة من باب تمضية الوقت والمحافظة على رشاقتي، ولكن شجعتني صديقتي التي كانت تعمل حمية لظروفها التي تستدعي ذلك وقد كلمتني والدتها أن أكون معها لتشجيعها وحتى لا تتراجع عن عزمها تجاه الحمية،
خصوصاً وأن لها الكثير من التجارب التي لم تكتمل. والحمد لله مازلت معها وهذا هو الشهر الرابع ومازلنا مستمرتين وربنا يسهل وأكون معها حتى أحقق لها ما تصبو إليه، وأنا أحقق لنفسي رشاقتي، خاصة أن جسمي قابل للزيادة» .
متعب للغاية وبالنسبة إلى نوران إمام «27 عاماً» فتقول: «الدايت الذي يفرض جدولاً معيناً متعب للغاية لأنه يأمرنا بالابتعاد عن أغذية تمدنا أحياناً ببعض المتطلبات الجسمانية والغذائية، فالجسم على سبيل المثال يحتاج للدهون رغم تحريم بعض أنواع الرجيم لها، لقد جربت بعضها كالرجيم الكيميائي ورجيم الموز والأناناس وجميعها أضرت بي ولم تنفعني أو تنفع جسدي،
لافتقارها للعديد من العناصر الأخرى التي يحتاج إليها جسمي ومُنعت عنه، الرياضة والأكل الصحي أهم من كل ذلك وهي لا تتطلب وقتاً طويلاً بل بعض الاهتمام والجهد لتكون الحياة صحية».
وقفة مع النفس فيما يقول عبدالعزيز العثمان: «إن تجربتي كانت وليدة زيادة وزني وكان لابد لي من المسارعة لتفادي تفاقمها وأنا مازلت في مقتبل الشباب، فعلي أن أحافظ على صحتي وشكلي العام»، ويضيف: «مر على بداية تجربتي شهران وهي تحت إشراف أخصائي تغذية،
ولأن البدايات دائماً ما تكون صعبة فأنا أقاوم وأذهب كل يوم وأجد تشجيعاً من مدرب النادي الرياضي المشرف على تنفيذ البرنامج وطبعاً لدي دافع بعد أن وجدت وزني يتزايد بشكل ملحوظ، وكما تعرفون المشكلة في الأكل خارج نطاق بيوتنا، وغالبيته للأسف تساعد على السمنة،
وقد كان كلام المقربين مني وملاحظاتهم على جسمي وراء انضمامي ولجوئي للتخسيس، فـ «الدشداشة» تخفي الكثير عندما نرتديها في حين أن وزني الزائد ظهر في إحدى السفرات وأنا أرتدي البنطلون والقميص وهنا كان لابد بعد العودة أن ألتزم ببرنامج وأواظب عليه وهذا ما حدث».
وصلت لـ100 كيلو وتعترف أماني يوسف بأنها لجأت إلى التخسيس بعد أن وصل وزنها إلى 100 كيلو جرام، مضيفة: «خشيت على نفسي لأن حركتي بدأت تقل وزوجي أخذ ينفر مني، وكان لابد من العودة لوزني المثالي وذهبت لطبيب العائلة ونصحني بالذهاب إلى متخصص في التغذية،
وفعلاً ذهبت ووضع لي برنامجاً شاملاً التدريبات والنظام الغذائي واشتركت في أحد النوادي الرياضية لمدة سنة كاملة، وأنا ملتزمة بهذا الجدول منذ أكثر من ستة أشهر، أمارس الرياضة وأحافظ على نظامي الغذائي، والحمد لله أنا مستمرة فيه وسأستمر حتى لو وصلت لوزني المثالي الذي مازال فيه زيادة ليست بالكبيرة تقارب الـ 15 كيلو جراماً، بإذن الله قبل إتمام السنة سأصل لهدفي».
تجارب عديدة كما كانت لرمزي عبدالخالق «52 عاماً ـ موظف» تجارب عديدة مع الحميات، حتى إنها لا تعدّ ولا تحصى، نجح في واحدة منها فقط وذلك كان عام 2007، يقول: «بعد خضوعي لنظام غذائي عند أخصائية تغذية واستمراري على الحمية لعدة أشهر، وجدت نفسي أتراجع وأعود لعاداتي الغذائية القديمة لعدة أسباب، أبرزها عدم تنظيم وجبات الطعام وذلك بسبب طبيعة عملي الذي يجبرني على العمل طوال النهار إلى الليل، ما يجبرني على تناول الطعام في وقت متأخر من الليل قبل النوم، كوني لا أستطيع تناول الطعام أثناء دوام العمل،
ويضيف رمزي: «لا أعتقد أن الاجتماع مع العائلة والأصحاب ذو تأثير في الحميات كون هذا الأمر يختص بالإرادة ليس إلا، المميز في تجربة الدايت أن الطبيبة أعطتني عادات صحية غذائية معينة كان عليّ الالتزام بها، والتزامي بها أعطاني نتيجة مذهلة، كما ساعدني النادي الصحي الرياضي الذي التزمت به في فترة من الفترات، لكني لم أستطع الإكمال بسبب النظام والوقت».
ظروف الحياة تقول سوزان جاروش: «إن على أي إنسان ومع ظروف الحياة العصرية المملوءة بالأعباء والمسؤوليات أن يحافظ على رشاقته، بالاشتراك في ناد صحي واتباع نظام غذائي متوازن وتحت إشراف أخصائي تغذية إن أمكن، حتى يحافظ على صحته أولاً وعلى رشاقته ثانياً، وهذا ما فعلته ولم أنتظر حتى يحدث لي شيء، ومن ثم ألجأ للنوادي وللأطباء حتى أتدارك ما زاد في جسمي، وقد ارتحت نفسياً منذ اشتراكي وشعرت بحيويتي ورشاقتي وجمال جسمي،
لأن هذا مهم جداً للمرأة في مختلف الأعمار حتى تشعر بأنوثتها وجمالها في نظر نفسها ونظر من تشاركه الحياة مستقبلاً»، وأكدت جاروش أن اللياقة البدنية مهمة لكل إنسان فما بالك بالمرأة التي تحمل أعباء كثيرة في البيت وفي العمل وحتى أثناء دراستها، فلابد لها أن تكون بكامل لياقتها ورشاقتها للمحافظة على قوامها لراحة نفسيتها وبالتالي حياتها .
مصداقية مفتقدة ويدلي فيصل الغامدي «31 عاماً» بدلوه قائلاً: «لم يعد الدايت يلقى رواجاً كما في السابق ولم تعد له تلك المصداقية، فالجميع أصبح يعي أن الرياضة والأكل الصحي والانتظام على الوجبات الثلاث في أوقات ومواعيد ثابتة بمقدار متوازن هو الحل الأمثل، في الماضي عندما كنت أزور النادي الرياضي كنت لا أرى إقبالاً شديداً، اليوم أصبح النادي الرياضي مكان تجمع للجميع،
فهناك أصادف أصدقائي ومعارفي، لأن الجميع أصبح يهتم بلياقته، حتى أصحاب الأوزان الثقيلة أصبحوا يعون أن الأمر سهل ولكنه يتطلب عزيمة وإرادة، أرى أنهم شيئاً فشيئاً سيلتزمون بالأمر، ينقصهم التشجيع والدعم فقط، حالهم في ذلك حال كل من لا يلتزمون بالأكل الصحي والمتوازن والرياضة أيضاً».
مختلف الأعمار يقول محمد عمارة، مدرب بأحد النوادي الصحية بالكويت: «أصحاب الحميات نوعان، الأول هم الشباب الذين يبحثون عن جسم رياضي، فيتدربون لإظهار معالم الجسم، وهو ما يعرف برياضة كمال الأجسام،
وهؤلاء لهم برنامج محدد ويومي ونظام غذائي ينمي العضلات، أما النوع الآخر فهم من مختلف الأعمار ويحضرون ومعهم برنامج نشرف عليه وننفذه لهم، وهؤلاء يسيرون وفق برنامج غذائي، ونحن نتكفل بجانب التمرينات التي تهدف لحرق السعرات الحرارية بالجسم، وبشكل عام ننصحهم بالمشي كل يوم لمدة نصف ساعة في الهواء الطلق قبل الحضور للنادي وعمل بقية التمرينات الرياضية والتي نحرص على أن تكون في مواعيد محددة حتى يتم برنامجهم على الوجه الأمثل»،
وختم بقوله: «إن مسؤولياتنا أن نحافظ على رواد النادي ونحقق لهم مبتغاهم في المحافظة على قوامهم وتحقيق الفائدة من حضورهم للنادي وفق أساليب وبرامج علمية مدروسة لكل حالة». الصحبة ترى د.ميرنا سمّور، أخصائية تغذية ورجيم أن «للمحيط علاقة قوية في نجاح الدايت أو فشله، فمن المهم أن يساعد المحيط على ثبات الإرادة فهي الأساس،
وعلى من يريد اتباع الحمية تحدّي كل المغريات التي تحيطه، أثناء الحميات تصادف الشخص مشكلتان أساسيتان،
الأولى أن النظام الغذائي يحتاج وقتاً طويلاً للحصول على النتيجة المرجوّة، لذا فإن عامل الصبر مهمّ جداً وهذه نقطة ضعف بالنسبة إلى كثيرين، إذ يريدون نتيجة سريعة وعندما لا يحصلون عليها يملون سريعاً، لذا فإن العامل الأول للفشل هو نفاد الصبر لا الإحباط، وهناك مشكلة أخرى تتعلق بالحالة النفسية للشخص،
فبعض الأشخاص يلجأون إلى الطعام بحسب حالتهم النفسية، أي إذا كان الشخص يعاني اكتئاباً معيّناً أو حالة نفسية مزعجة فإنه يلجأ إلى الطعام كوسيلة للتهدئة، وهنا أيضاً يكون المزاج السيئ سبباً إضافياً للفشل، أما عن فكرة أن الرياضة بديل كافٍ للدايت فهذا تفكير خاطئ بامتياز، كون الرياضة لا تساعد في خسارة الوزن وإن صادف الشخص وخسر بضعة كيلو جرامات في الشهور الأولى لممارسة الرياضة فهذا يعني أنه خسر ماء وليس دهنيات،
فالرياضة شريك الحمية الغذائية. ومن المتعارف عليه أن السيدات أكثر ميلاً لتطبيق الدايت من الرجال، فهن أكثر حرصاً على خسارة الوزن الزائد، وبالتالي فإنهن دائماً ما يتبعن حمية ويوقفنها ومن ثم يعدن إليها وهكذا، أما الرجال فإنهم وبعد اتباعهم الحمية والحصول على المراد يتوقفون كونهم حققوا الهدف.
ومن المبادئ الأساسية لنجاح الحمية ربطها بنظام حياة الشخص، فالنظام الخاص بالسيدة العاملة يختلف عن ربة المنزل، فعلى الشخص أن يعرف جيداً النظام الذي يتبعه بما يفيده وبما يضرّه، لا يجب تغيير طبيعة ونوعية الأكل بل التقليص في الكمية والأكل باعتدال». طبيعة الطعام ترى أخصائية التغذية غادة محمود أن سبب فشل الكثيرين في اتباع حمية غذائية هو طبيعة الطعام الذي اعتاد الشخص على تناوله، خاصةً إذا ما كان غنياً بالسكريات والدهون،
ونصحت متبعي برامج الحمية بضرورة الإكثار من السلطات بكافة أنواعها، لأنها مفيدة ولا تزيد الوزن، وأضافت: «يقع بعض متبعي الحمية ضحايا لأنظمة غذائية مثل الدايت الكيميائي أو استخدام طرق حمية منخفضة السعرات أو دايت الماء أو الوجبة الواحدة، وكلها مضرة بالصحة وقد تؤدي إلى تدهور صحة متبعها بسبب الهبوط الحاد في طاقة الجسم،
ما يجعل متبعها ميالاً للتراجع وتركها سريعاً»، وأكدت أن فكرة التدريب قبل الأكل فكرة عملية ومعقولة لمن يريد التخلص من الوزن الزائد، لأنها تساعد على التخلص من السعرات الحرارية الزائدة قبل تناول الطعام لكيلا يتراكم بعضها فوق بعض.