غداد: منذ اربعة ايام، لم تعد بغداد تلك التي شوهت ملامحها قنابل الارهاب ومفخخات الحقد، بل عادت بغداد، تلك الفتاة الجميلة، التي تلبس ثوبها الابيض كل مساء، وشعرها الذي يتطاير مع نسمات نهر دجلة، وهي تنفض غبار الصفقات التي اعادتها الى عصور سابقة، فلم يبق شئا ليُفسد عليها الافراح.ليلة الخميس الماضي، تزينت شوارع بغداد الحبيبة بالورود والبالونات والالعاب النارية واشجار اعياد الميلاد، بمناسبة بدء العام الجديد، الذي أمل اهل العاصمة ان يكون من الاعوام الايجابية، وان لا يكون مثل العام السابق 2014، الذي لم يأت بخير على العراق، بل شهد ازمات كثيرة.اما ليلة امس السبت، فاستمرت الاحتفالات، بمناسبة المولد النبوي الشريف، الذي كان هو الاخر فألاً حسناً على العراقيين، الذين اعتبروا ان تزامن الاحتفالات، يعطي مؤشرات ايجابية، على ان العام الجديد، عام خير وسلام على البلاد، التي عاشت طيلة الاعوام السابقة ازمات وحروب متكررة.رئيس مجلس محافظة بغداد، رياض العضاض، الذي حضر احتفالات المولد النبوي الشريف في مدينة الاعظمية، تحدث لـ"الغد برس"، عن "وجود تفاؤل كبير لدى اهالي العاصمة بالعام الجديد، خاصة وان الاحتفالات تزامنت هذه السنة، واصبحت بغداد مضيئة اكثر، بفضل اهلها وقواتها الامنية والقوات المساندة لها".واضاف ان "الاحتفالات ببدء العام الجديد والمولد النبوي الشريف، لم تقتصر على مكون او فئة معينة، بل شارك فيها جميع العراقيين، الذين لم يدخروا جهداً للتعاون فيما بينهم، من اجل ان تعود مدينتهم الى ما كانت عليه، وان تعود الافراح الى كل اجزاء العاصمة الحبيبة".من جهته، قال رجل الدين، عمر الكبيسي، خلال الاحتفالية، لـ"الغد برس" ان "تزامن العام الجديد مع المولد النبوي الشريف، جاء ليعطي رسالة للعالم اجمع، ان العراقيين يكملون بعضهم، وان الاختلاف في الديانات والمذاهب، لايعني ان العراقيين شُتات، بل هم قلباً وقالباً مع بعضهم".واضاف ان "مدينة الاعظمية استقبلت امس الالاف، الذين اتوا من جميع مناطق العاصمة، خاصة وان هناك المئات جائوا من مدينة الكاظمية المقدسة، للاحتفال، وللتعبير عن اللحمة الوطنية والاجتماعية بين سكان العاصمة الحبيبة، والعراق اجمع".مدينة الاعظمية، التي اقيمت فيها الاحتفالات المركزية بمناسبة المولد النبوي الشريف، كانت مكاناً جمع اهل بغداد، للاحتفال بهذه المناسبة، التي رسمت ملامح فرح وتفاؤل على وجوه العراقيين، بعدما كانت تعتريهم ملامح الحزن على مدينتهم، التي عادت وبكل قوة، لتقول للعام، انا بغداد، التي لم يتمكن احد من نزعها ثوب الفرح.
المصدر
http://alghadpress.com/ar/NewsDetails.aspx?NewsID=24991