من كتابها ذاكرة الجسد:
كيف عدت .. بعدما كاد الجرح أن يلتئم . وكاد القلب المؤثث بذكراك أن يفرغ منك شيئاً فشيئاً وأنت تجمعين حقائب الحب، وتمضين فجأة لتسكني قلباً آخر .
أتوّقف طويلاً عند عينيك. أبحث فيهما عن ذكرى هزيمتي الأولى أمامك.
ذات يوم .. لم يكن أجمل من عينيك سوى عينيك. فما أشقاني وما أسعدني بهما!
نحن لا نشفى من ذاكرتنا ..
ولهذا نحن نكتب ، ولهذا نحن نرسم ، ولهذا يموت بعضنا أيضاً
تركتُ السكر جانباً ، وارتشفت قهوتي مرّة كما عودني حبّكْ ..
هل الورق مطفأة للذاكرة ؟
نترك فوقه كل مرة رماد سيجارة الحنين الأخيرة ، وبقايا الخيبة الأخيرة .
ها هوذا القلم إذن .. الأكثر بوحاً والأكثر جرحاًُ ..
هل التغزل بالفواكه ظاهرة عربيّة ؟ أم وحده التفاح الذي ما زال يحمل نكهة خطيئتنا الأولى شهي لحد التغني به ، في أكثر من بلد عربي .
وماذا لو كنت تفاحة ؟ لا لم تكوني تفاحة . كنت المرأة التي أغرتني بأكل التفاح لا أكثر. كنت تمارسين معي فطرياً لعبة حوّاء. ولم يكن بإمكاني أن أتنكّر لأكثر من رجل يسكنني، لأكون معك أنتِ بالذات في حماقة آدم !
أحب قصص التلاقي.. في كل لقاء بين رجل وامرأة.. معجزة ما؛ شيء يتجاوزهما، يأتي
بهما، في الوقت والمكان نفسه، ليقعا تحت الصاعقة إياها. ولذا يظل العشاق حتى بعد افتراقهما.. وقطيعتهما، مأخوذين بجمالية لقائهما الأول. لأنها حالة انخطاف غير قابلة التكرار، ولأنها الشيء النقي الوحيد الذي ينجو من ما يلحق الحب من دمار.