ذكريات فوق النسيان
انها رائحة الطفولة دائما تنبعث من زوايا أيامنا وتحملنا إلى هديل مشاعر ينفثها ماض جميل ...
كم مرة ذكرنا لعبنا ولهونا وصخبنا ونحن أطفال ...
كم مرة ضحكنا ووقعنا في ذاك البستان ونحن نحاول ملاحقة الدجاجات ...
كم مرة تحلقنا في أمسية دافئة لننهي واجباتنا المدرسيه وبجانبنا كوب الشاي الساخن ...
كثيرة هي المرات التي هربنا في ليلة صيفية مقمرة من فراشنا وتسللنا إلى سطح المنزل في بيتنا التحفنا السماء وتسابقنا لعد النجوم وتوسدنا الأحلام الكبيرة ...
كم مرة وقفنا أمام المرأة وحلمنا بأن نكبر
كم كانت أحلامنا كثيرة دائما كنا نتكلم عنها للمدرسه ونشرحها بكل لهفة ....
كم مرة دعوت أن تختارني المعلمة لإلقاء القصيدة
أنا هنا حدق..... أتذكر من أنا
لا أعرف ما السر ولكن أغلب ذكرياتنا هي اللحظات الجميلة
فتقريبا لا نذكر أبدا إن بكينا أو زجرنا احدهم عندما علا صرخنا في باحة المدرسه ...
كم مرة نهرتنا أمنا عندما تركنا المكان يسبح بالماء ونحن نحاول الوضوء ...
كم مرة نمنا مرعوبين من الامتحانات في الغد
كم مره جرحنا صديق أو فارقنا ...
كم عشنا لحظات سوداء في ذاك الماضي ...
في أغلب الأحيان ما هو مؤلم يبقى ملهما لنا بل وقد نحب انكسارنا له
فغياب الشمس لحظة توقظ الأحاسيس وتلهم الكائنات ...
هيا لنتبرأ من ألم الماضي ونمسح ما تبقى من أوجاع داخلنا فالأوراق نمزقها عندما نودعها الألام
ولنسرد حكايتنا الجميلة بشوق ولهفة في دفاترنا بل ونسردها على أنفسنا و الأخرين قبل النوم ...
لكل منا صندوق ذكريات يحتفظ فيه
بصورة صديق قديم
بكلمة وداع من معلمته المحبة
بهدية غالية
بورقه كتب عليها عبارة
أو ربما بحلم جميل ينتظر قدومه