النتائج 1 إلى 5 من 5
الموضوع:

البلاء من أنفسنا

الزوار من محركات البحث: 51 المشاهدات : 1778 الردود: 4
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #1
    صديق مؤسس
    رجل الظل
    تاريخ التسجيل: January-2010
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 2,224 المواضيع: 158
    التقييم: 1081
    أكلتي المفضلة: توله
    موبايلي: صرصور
    الاتصال: إرسال رسالة عبر Yahoo إلى جاسم الزركاني

    البلاء من أنفسنا



    قالها الإمام الشافعي وأكمل:
    نعيب زماننا والعيب فينا *** وما لزماننا عيـــــــب سوانا
    ونهجو ذا الزمان بغير ذنب *** ولو نطق الزمان لنا هجانا
    وليس الذئب يأكل لحم ذئب *** ويأكل بعضنا بعضاً عيانا


    وهكذا أوجزت قبل أن أبدأ، ووجدت العبارة الأكمل والشعر الأبلغ عن حالنا والأفصح عما تصنعه أيدينا، فمن أعمالنا تسلط علينا الفاسدون، ومن وهننا نسج المتجبرون أسلاكاً شائكة نهاب الاقتراب منها، ومن عظامنا شيد وا القصور، واحتموا بالمنصات العالية، ليس خوفاً منا، إنما بعداً عن ملامحنا التي لم تعد ترضيهم من كثرة الابتسامات الباهتة، نحن أكثر دكتاتورية من الحكام، وأكثر ظلماً من ظالمينا، وأكثر فساداً من الذين باعوا جلودنا، وأكثر خوفاً من الخائفين الجاثمين على قلوبنا. نحن الذين نصنع الأعمال الرديئة، ونقبل البطش والهوان ونستلطف الذل ونعز الكرامة المهدرة، ونعشق دور الضحية.. نمجد الجلادين ونخون الشجعان منا.. نصفق لمن يلقي بالشدائد في وجوهنا ونقتل من يحمل مصباحاً صغيراً.. نحن الذين صفقنا للزيف وامتدحنا الكذب ووبخنا الصدق، نحن من بايعنا الظلم بالصمت، والقهر بالرضوخ- رضوخاً للقضاء والقدر- نحن الذين اخترنا أن نساق، ونحن ظمأى، بعصا يهش بها علينا الراعي الذي نتخيله مخيفاً، فلا نذهب للنهر لنروي عطشنا. لم نختر حكامنا، في أي وقت، ولم نقر قانوناً ينشر العدل بيننا. لم نغضب من الذين تولوا أمرنا ولم يستشيرونا في شيء، رغم أننا نلقي بأجسادنا تحت أقدامهم عند الشدائد، لكنهم لم يلتفتوا إلينا في السراء.. استمعنا لخطبهم وصدقنا كذبهم وحفظنا شعاراتهم، رغم أنهم لم ينجدوا ملهوفاً ولم ينصفوا مظلوماً. نشارك في الزفة ونرقص للمنتصرين، ولا ننال في النهاية غير جري المتاعيس كأننا صدقنا أن الرياح يمكن أن تهب بما تشتهي السفن، ولم نصدق حتى حين غرقت مراكبنا، فالطغيان لا يموت إلا بالعصيان ورفض الخضوع. والباطشون لا يكونون هكذا إلا حين تخلع الأجساد ملابسها استعداداً للجلد، إذ لا سلطان لظالم إلا بما يمنحه له شعبه. ألسنا نحن الذين صدقنا الشعارات الخاوية والجوفاء كشعوب طيعة لا تحتاج لأي جهد لكي تنقاد إلى إرادة الاستبداد، تلعب دور المتفرج، وكأن دور الشعب يكمن فقط في التهليل والتصفيق، وقبول كل ما يصدر من رؤي وأفكار وقرارات، حتى دخلنا كهوف التخلف.ألسنا نحن الذين نهاب الأجهزة البوليسية وننصرها في ظلمها، ونفر من وجهها دون أن نقول لها كلمة حق، ولو مرة واحدة، لنصرة مظلوم أو منعها من خطاياها؟ نفر من أمامها أفراداً ولا نجابه ظلمها جماعات، وإذا كنا نخاف من تلك الأجهزة القمعية، فلماذا نخاف من موظف صغير لا يعطينا حقنا إلا بعد أن يقبض، وكأن هناك اتفاقاً غير معلن بين الشعب وموظفي الدولة يدفع بمقتضاه القادرون ثمن إنهاء مصالحهم رشوة مقابل تعطيل مصالح غير القادرين، ورفض طلباتهم، بل يستسلمون، طواعية أو جبراً، لفساد الفاسدين، بل بعيونهم على فسادهم وظلمهم، ويمتدحون عندما تكبر كروشهم، ويصبحون من الأثراء وعلية القوم وينضمون لطائفة المستبدين. ألسنا نحن من يتعارك يومياً في الشارع مع بشر مطحونين مثلنا، وكأننا لا نطيق بعضنا أو كأننا (نفش) غليلنا في أنفسنا، فنحن لا نتواد ولا نتراحم، إنما نتزاحم ونتدافع ونتقاتل، في مواقف السيارات، وفي طوابير البطالة والخبز، شجار في المواصلات، وفي البيت، مع السائق والبقال والجار، شجار لأسباب تافهة أو دون أسباب، تفريغ كامل لطاقتنا، وإنهاء كبتنا فيما بيننا. وأبداً لا نرفع السبابة في وجه الحكومة لنعترض علي القرارات الخاطئة، والسياسات العشوائية. لقد شغلتنا توافه الأمور عن عظيمها، واستبدلنا بما هو أنفع للناس ما يضرهم، تركنا الأفكار الراقية والفكر الناضج واشتبكنا مع قضايا أهم ما فيها ثرثرة فارغة، إذ تركنا اللصوص ينهبون القطاع العام ويسرقون أموال البنوك، ويستحلون المال العام.. وتفرغنا للصراع على شاب تافه انتقل من الإسلام إلى المسيحية أو فتاة مراهقة تركت المسيحية ودخلت الإسلام، وغرقنا في بحر من الجدل والسفسطة عن إرضاع الكبير، وبول الرسول، وفتوى جلد الصحفيين باعتبارهم زناة الحقيقة.. للأسف كل الأسف لقد ابتعدنا جداً عن مواجعنا وعللنا الحقيقية. بل من المخجل أن نرى أناسا" يتسيدون المناصب وهم غير كفؤا لها وأصبح فعلا" الرجل غير المناسب في المكان غير المناسب والأتعس من ذلك أنه يسرق مليارات الدولارات ثم يترك دون حساب ولا عقاب والسبب هو إننا نقبل بالذل والهوان ولم نحرك ساكن يوما" ما ولم نكن مثل الذين طبقوا مبدأ (( إذا الشعب يوما" أراد الحياة فلابد أن يستجيب القدر )) و أن (( الجماهير أقوى من الطغاة ) فأين نحن من هؤلاء العظام الذين وقفوا بوجه الطغاة ففعلوا ما أرادوا وانتصرت إرادتهم على إرادة الجلاد وقد رأينا ذلك بأنفسنا بل إننا استنشقنا عبير الحرية بسببهم فلماذا لانسير على دربهم عملا" وفعلا" لاشعارات زائفة ونجعل المارقين السارقين خاضعين لأرادتنا ونحن الذين نتحكم بهم من أجل عزنا وتقدم بلدنا الحبيب الجريح ، أنها دعوة لأبناء شعبنا الأكارم أن لايقبلوا بتكرار المأساة وان لايقبلوا بإعطاء منصب لشخص وهو غير كفؤ وغير مؤهل لهذا المنصب ،وأنها دعوة كريمة لأخوتنا في الأحزاب والكيانات السياسية وأخوتنا في البرلمان وفي مجالس المحافظات خصوصا" !!!! أن لايعطوا منصبا" لشخص ما بموجب قرار دون أن يراعوا مقبولية هذا الشخص من قبل الجماهير بحجة أغلبية هذه الكتلة أو تلك داخل المجلس وتترك الجماهير خلف ظهورها وأن يعطوا المنصب فعلا" للرجل المناسب في المكان المناسب وأن نعمل بمنطق العقل والوطنية العراقية الصادقة لا بمنطق العلاقة والعاطفة .............


    بقلم الكاتب

    ثامر القطبي

  2. #2
    من المشرفين القدامى
    ابو مـــريم
    تاريخ التسجيل: January-2010
    الدولة: واسط
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 3,430 المواضيع: 220
    التقييم: 329
    مزاجي: متفائل
    المهنة: موظف
    موبايلي: nokia n 8
    آخر نشاط: 8/November/2023
    الاتصال: إرسال رسالة عبر ICQ إلى الصديق إرسال رسالة عبر MSN إلى الصديق إرسال رسالة عبر Yahoo إلى الصديق
    مقالات المدونة: 1
    نعم اخي العزيز البلاء من أنفسنا
    هذا هو الواقع واقعنا في الماضي والحاضر
    ما الذي تغيرالجسد فقط ولكن العقل نفس العقل
    تحياتي لك اخ جاسم وللكاتب

  3. #3
    صديق نشيط
    UNITED STATED OF AMERICA
    تاريخ التسجيل: January-2010
    الدولة: Dallas Texas
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 308 المواضيع: 17
    التقييم: 20
    المهنة: Inspector with DPS
    أكلتي المفضلة: Iraqi Briany
    موبايلي: I phone 3GS
    آخر نشاط: 26/March/2014
    الاتصال: إرسال رسالة عبر MSN إلى troy إرسال رسالة عبر Yahoo إلى troy
    لا عاب حلك الكاتب وشكرا حبيبي جاسم

  4. #4
    من المشرفين القدامى
    المڶڪـہ ..!
    تاريخ التسجيل: January-2010
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 10,018 المواضيع: 943
    التقييم: 724
    آخر نشاط: 17/May/2011
    مقالات المدونة: 4
    عاشت ايديك جاسم ممنونين منك على الموضوع

  5. #5
    صديق نشيط
    تاريخ التسجيل: January-2010
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 226 المواضيع: 54
    التقييم: 15
    أكلتي المفضلة: البامية
    موبايلي: Iphone 3GS
    آخر نشاط: 20/August/2011
    مقالات المدونة: 7
    مشكور اخ جاسم لنقل هذا الكلام الجميل
    وواكد ثانيا بانه كلام جميل ولكنه لا يغني ولا يسمن بل هو صوره من صوره الذل والخنوع ( التي ينتقده الكاتب ) ليسطر لنا هذه السطور من جلد الذات
    والانتقاص منها وهو لا يختلف كثير عن رجالات السلطه من المتدينين الذين روجوا لمقوله (كيفما تكونوا يولى عليكم ) حتى تقبل العقول الباطنية للجماهير بالظلم والقهر والذل لانه نابع من الشعب وليس من حاكمية

    وانا هنا لا اعتبر بان الشعوب غير مسؤل عن ما يحصل ولكن لا تنتظر كثير من شعوب امية عانت ما عانته ان تختار الاصلح لان ذلك يحتاج لوقت
    ولن البناء دائما اصعب من الهدم

    شكرا مرة ثانية لك اخ جاسم

تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال