السلام عليكم ............
قبل فترة قصيرة كنت في سفرة قصيرة الى مدينة البصرة ...كنت مع بعض زميلاتي ...هناك ...كنا نرتاد المطاعم لتناول وجبات الغداء ...بصراحة مطاعم البصرة لا تعاب بشكل عام ...المهم ...في يوم كنا نتبادل السوالف ...و جرنا الحديث الى مطاعم بغداد ..و هناك بدأ الجميع بالحديث عن مطعم في المسبح على شاطئ دجلة اسمه (؟؟؟؟؟؟؟ )...اجمع الكل على انه من اروع المطاعم التي يمكن ارتيادها ....و بصراحة تشوقت لرؤيته ...
بالامس كنت اتحدث لشقيقتي عنه ...فقالت : (معقول حتى صديقاتك ؟! ...اكثر من شخص بالدوام معي ذكره بأنه مكان رائع و الطعام فيه تجربة مميزة ....)....وقتها عزمت على ان لا افوت مثل هذي التجربة .
اليوم ظهرا اتفقت مع قريبة لي لتناول الغداء هناك ...و بالفعل وصلنا الى مدخله ...استقبلتنا موظفة الاستقبال وهي من جنسية عربية ...و كانت ظريفة و شرحت لنا ان مطعم الطلبات ممتليء تماماً...لكن مطعم البوفيه المفتوح فيه مكان ...و بما اننا وصلنا فقررنا المضي الى البوفيه ...
دخلنا .....كان المكان مكتظاً....وجدنا بالكاد طاولة ....وضعنا حقائبنا اليدوية ...و توجهنا نحو البوفيه ...و ما إن القينا نظرة عليه حتى سرت قشعريرة باردة فينا ....كانت الاواني فيها (بقايــــــــــا )من (رز و مرق فاصوليا و سبيناغ وكباب دجاج و بطاطا مهروسة و وجبة معكرونة )....و مقبلات ....
تذكرت ُ كل ّ ما قيل عنه ...نظرت ُ الى قريبتي ...و نظرت الي ...و قررنا بصمت ٍ المضي في التجربة الى النهاية على أمل ان تكون نكهات الطعام مميزة ...لتمحو َ خيبة ما التقطته عينانا ...
وضعت شيئا ً من المقبلات في الطبق الاول ...و شيئاً مما حاولت جاهدة ً إقناع نفسي بجدوى انني قطعت كل هذه المسافة لتناوله في الطبق الثاني ...و كنت املأ طبقي و في نفس الوقت امتلئ بالخيبة....الخيبة التي تحولت الى غضب عندما جلست ُ الى الطاولة لتناول ما جمعته ...كان الطعم من اسوأ ما يمكن ان اكون قد تذوقته في مطاعم الدنيا ...
ما زاد في بؤسنا انا و قريبتي ( ذات الذوق الراقي و التي لا تتنازل لمثل هكذا خيارات )...منظر طاولة وضعت عليها الحلويات قريبة منا ....فارغة بعدما اهمل متابعتها عمال المطعم ...و كأن الناس الذين لم (يحالفهم الحظ ) في الحصول على ما كان فيها في المرة الاولى لن يكون لهم نصيب في اخرى ....
لم نعرف ما كان فيها ...حتى جاءت ترولي جديدة بعد فترة ( كنا خلالها قد تركنا اطباقنا الممتلئة و اخذنا نلوم فيها انفسنا تارة و نضحك من الذين يتناولون هذا الطعام من حولنا كأنه آخر وجبة في حيواتهم )....المهم ...جاء احدهم بترولي حلويات جديدة ....تصدى لها رواد المطعم بصحون ٍ منتظِرة ....كنا نراقب المشهد القريب جداً....ذُهلنا ...ان الحلويات البائسة كانت عبارة عن كيك (لم يفلح في ان يتنفش )...و شيء يشبه المعمول و بعض الكاستر ....
هنا ....اشفقنا على (برستيجنا ) جداً....و قررنا ان ننهض و ندفع الـ(70الفاً) ثمن الوجبة البائسة ...لكننا قررنا الا نسكت ....و كالت للكاشير و مدير القاعة قريبتي في لباقة اشد انواع النقد ...لكنهم لم يكونوا من النوع الحساس (على ما يبدو )...اذ سعدوا بالحساب ووعدونا ان تصل (ملاحظاتنا ) الى الادارة ..
خرجنا ....بحثنا عن اقرب محل يبيع العلكة ....لننسى طعم ما تناولناه من بشاعة ....
الفكرة : لا تصدق ْ كل َّ ما تراه ْ...ولا نصف َ ما تسمعه ...
و اخيرا ً اتمنى تكونون عرفتوا المطعم من الوصف حتى لا تروحوله ابد .