تعادل تشلسي مع مانشستر سيتي بكل شيء عقب خسارة الأول من توتنهام، هذا التعادل جاء على مستوى النقاط والأهداف المسجلة والأهداف المتلقاة، بل أيضاً على مستوى المواجهات المباشرة حيث تعادلا 1-1 في لقاء الذهاب.
مثل هذه الحالة من التكافؤ المطلق وغير الموجود في أي مكان آخر في أوروبا، يجعل الجماهير تتساءل "من الأقدر على الظفر باللقب بعد انقضاء 20 جولة؟".
للإجابة عن هذا السؤال لا بد من تحليل عدة جوانب أساسية، للوصول إلى الفريق الذي يملك فرصاً أكثر للفوز باللقب.
صعوبة المباريات المتبقية
يشترك الفريقان تقريبا بمواجهة نفس الفرق في المباريات الـ 18 المتبقية، لكن تميل الكفة إلى تشلسي لأنه أنهى مباريات مانشستر سيتي ومانشستر يونايتد وليفربول وإيفرتون وتوتنهام وساوثامبتون وستوك سيتي خارج ملعبه، في حين يتوجب على فريق الاتحاد زيارة كل من جاره اليونايتد وليفربول وستوك سيتي وتوتنهام وايفرتون الذي شكل خطراً عليه في السنوات الأخيرة، والمباراة الوحيدة التي تخلص منها حامل اللقب خارج ملعبه كانت ارسنال الذي يتوجب على البلوز زيارته.
تشلسي : 1 نقطة .. مانشستر سيتي : صفر
الدفاع
صحيح أن الفريقين متساويان من حيث عدد الأهداف التي تلقاها كل منهما، لكن من الخطأ الارتكاز على عدد الأهداف فقط، فتشلسي حافظ على نظافة شباكه في 8 مباريات في حين حافظ مانشستر سيتي على نظافة شباكه في 6 مباريات، ولولا مباراتي ايفرتون وتوتنهام المجنونتين لما كان دفاع البلوز قد تلقى هذا العدد الكبير من الأهداف.
ولو أخذنا بعين الاعتبار قدرة تشلسي على لعب كرة دفاعية والفوز بالهجمات المرتدة نظراً لوجود جوزيه مورينيو في دكة التدريب، إضافة إلى تفوق كورتوا على جو هارت من حيث الأداء المستقر، فإن تشلسي يتفوق دفاعياً على مانشستر سيتي.
تشلسي : 2 ... مانشستر سيتي : صفر
خط الوسط
تشلسي يملك رباعي خط وسط ممتاز، لكنه يعاني من عدم قدرة هذا الخط على تقديم أشكال تكتيكية مختلفة، كما يعاني على مستوى الدكة، في حين أن مانشستر سيتي يملك خط وسط فائق التطور والانسجام، إضافة إلى وجود دكة عظيمة لديه قد نجد فيها خلال بعض المباريات سمير نصري بجانب الحاسم فرانك لامبارد.
ويتفوق خط وسط مانشستر سيتي أيضاً بالتنوع والقدرة على اللعب بأشكال مختلفة، مما يجعل حامل اللقب أقوى في هذه الناحية.
تشلسي : 2 ... مانشستر سيتي :1
خط الهجوم
يملك تشلسي مهاجماً واحداً فقط يستطيع تقديم مباراة كاملة ومميزة ألا وهو دييجو كوستا، في حين أثبت في الجانب الأخر كل من سيتفان يوفيتتش وإدين دجيكو قدرتهما على خلق المشاكل للخصوم إلى جانب سيرجيو أجويرو، والذي يعد أفضل مهاجمي البري
عمق الهجوم في مانشستر سيتي، وجودة لاعبيه وخبرتهم في البريميرليج إضافة إلى أعمارهم وتنوع مراكزهم يجعل فريق مانشستر متفوق بهذه الناحية.
تشلسي :2 ... مانشستر سيتي :2
الدكة
كان من المفترض في دكة تشلسي أن تظهر قوية مساعدة، لكن عدم ثقة مورينيو بأسماء مثل شورله ومحمد صلاح وراميريس وفيلبي لويس ولويك ريمي، جعل من الدكة تبدو هشة رغم وجود الجودة فيها.
أما مانشستر سيتي، وبسبب تبني مانويل بيلجريني لمبدأ المداورة، ونتيجة عمل سنوات على خلق فريق متكامل، فإن دكته تبدو قادرة على الإتيان بالحلول دوماً، وخير دليل على ذلك ما حصل من انتصارات رغم غياب كل المهاجمين.
تشلسي : 2 ... مانشستر سيتي : 3
كأس أمم أفريقيا
البطولة الأفريقية عادة ما تؤثر على بعض الفرق، ومن الواضح أن الفرق الكبرى في انجلترا باتت تتجنب التعاقد مع اللاعب الأفريقي بسبب هذه المشكلة، حيث لا تجد في تشلسي إلا دروجبا المعتزل دولياً وميكيل الاحتياطي، أما في ارسنال فليس هناك أي تواجد للاعب الأفريقي الأساسي ولا في مانشستر يونايتد أو ليفربول، أما مانشستر سيتي فإن بطله الأساسي هو يايا توري.
غياب الفيل الأفريقي الذي استعاد مستواه وكان سبباً في عودة النتائج الممتازة لفريقه سيكون مؤثراً بالتأكيد، فهو سيغيب عن مواجهات ايفرتون وارسنال ولن يلحق بمواجهة تشلسي لو تأهل منتخب ساحل العاج عن الدور الأول، وكل هذه المواجهات وازنة ولها تأثير مباشر في الصراع على اللقب.
ولا يوجد في مانشستر سيتي أي لاعب يستطيع القيام بأدوار يايا توري على أكمل وجه، فهو لاعب صندوق لصندوق مثالي دفاعياً وهجومياً وإبداعياً، وتذكر نتائج فريقه أثناء تراجع مستواه تجعل الصورة واضحة لما قد يتعرض له السيتزنز في ظل غيابه.
ولا يمكننا احتساب نقاط على هذه المسألة، لأن المفروض في غياب لاعب واحد أن لا يكون حاسماً للقب، فالفرق الكبرى تملك الحلول دوماً، لكن تم ذكر هذه النقطة لجعلها في الحسبان في حال التعادل.
المدربان
من الخطأ القول إن جوزيه مورينيو يملك خبرة أكبر في البريميرليج من مانويل بيلجريني، فخبرة جوزيه لا تتفوق إلا بمعرفته الأجواء والفعاليات الخاصة مثل البوكسنج داي إضافة إلى خبرته بالإعلام الإنجليزي وكيفية التقاطه الأخبار والتصريحات.
أما على صعيد البطولة ذاتها، فجوزيه مورينيو غادر البطولة أول مرة قبل أن يكون هناك مانشستر سيتي ولم يكن مشروع توتنهام قد استقر، كما أن اللاعبين الذين تواجدوا في عصره الأول باتوا الآن إما مخضرمين أو معتزلين.
لكن يتفوق جوزيه على بيلجريني في ناحية الحرب النفسية، إضافة إلى تفوقه بالمغامرات التكتيكية وقوة الشخصية، في حين أن المدرب التشيلي يتميز بهدوئه وتركيزه على فريقه، لكن المنطق والتاريخ يظهران السبيشل وان كنقطة قوة.
تشلسي :3 ... مانشستر سيتي :3 ... وعند اللجوء إلى نقطة أمم أفريقيا يصبح تشلسي أقرب في حال لم يتعامل المان سيتي مع غياب نجمه.
هل هذا يعني قولنا إن تشلسي سيفوز باللقب؟
لا، لكنه يعني أن البلوز أقرب نسبياً، فالتعادل الآن بكل شيء، والصراع متكافىء وينذر بمعركة حتى أخر يوم من البطولة، والحسبة السابقة توضح النقاط التي قد تحسم اللقب، لكن العامل الفردي وعبقرية بعض اللاعبين في أي طرف قد يكون لها الكلمة العليا، إضافة إلى أن الإصابات قد تخلق مفاجآت ليست في الحسبان.
المصدر::موقع كورره