من يزور المدن المنسية وآثارها في ريف إدلب وحلب والتي يبلغ عددها نحو 700 موقع أثري يُدرك جيدا أنه كانت هناك حضارات رائعة وتقاليد وعادات وطرز معمارية مثيرة للإعجاب والدهشة ما زالت آثارها وبقاياها تثير الذكريات والأفكار.
- وتمتاز هذه المنطقة التي تقع شمال سوريا بجبالها الكلسية البيضاء ولذلك أطلق عليها مدن الكتلة الكلسية، وتمتد من الشمال إلى الجنوب بطول 140 كيلومترا ومحورها من مدينتي النبي هوري "كورش"، وأفاميا، بعرض يتراوح بين 20 إلى 40 كيلومترا، ويحدها شرقا طريق "حماه حلب إعزاز"، وغربا وادي نهر عفرين ونهر العاصي.
- وتقسم هذه المنطقة إلى ثلاثة أقسام أولها شمالي ويضم جبل سمعان، والقسم الأوسط الذي يضم جبل باريشا، والأعلى والدويلة، والوسطاني، والقسم الجنوبي الذي يضم جبل الزاوية؛ الذي يتألف من كتلتين يفصل بينهما واد قامت فيه مدينة البارة.
- تلك القرى تعود إلى العصرين الروماني والبيزنطي "ابتداء من القرن الأول الميلادي وبعض منها إلى العصور الإسلامية ولاسيما في قلعة سمعان وقرية البارة، وقد نقشت على بعض المباني كتابات مكنت من تحديد تأريخ دقيق أحيانا للمبنى الذي ساعد في تأريخ المباني الأخرى المشابهة من نفس الفترة.
- تضم هذه المباني بيوت سكنية معظمها باذخة وتدل على الرخاء الاقتصادي الذي ساد في تلك الحقبة، إضافة إلى كنائس، ومعاصر للزيتون، و طواحين، وبشكل عام كانت تضم جميع المرافق التي تلزم الحياة المتحضرة في ذلك الوقت، وعلاوة على ذلك تخطيطها المعماري يشير إلى أنه كانت هناك شوارع ضخمة ومرصوفة بالحجارة تصل بين جميع مبانيها.
- منظمة اليونسكو أدرجت هذه المدن على قائمة التراث العالمي الذي يجب الحفاظ عليه.