القاهرة- السيد الجمل:
لم يتخيّل حسين منصور المقاول أن حياته ستنتهي بهذه الطريقة وأن طليقته ستكون المحرّض الرئيس على خطفه وقتله. لقد بدأت قصة حياة حسين عندما قرّر إنشاء شركة للمقاولات لاستثمار أمواله وبالفعل دخل في شراكة مع نجله رجل الأعمال ونجحا في إنشاء شركة للمقاولات بمنطقة أبو قرقاص، وكان حسين يعمل بكل جهد لكي تكبر شركته ويراها أنجح شركة في المنيا، حيث يبدأ يومه بالخروج صباحًا بعد أن يودّع زوجته وأولاده ويعود لهم آخر اليوم مرهقًا من التعب.
وصادف أن التقى حسين سيدة تدعى فوزية ربّة منزل وسرعان ما تبادلا نظرات الإعجاب وقرّر أن يتزوجها، وفي أقلّ من شهرين تمّت مراسم الزفاف، واعتقد حسين أن زواجه الثاني سيجعله أسعد إنسان، خاصة أن الأولى كانت مشغولة بتربية أولاده، وبمرور الأيام اكتشف أن فوزية تطمع في ثروته، وبسرعة البرق طلق حسين زوجته فوزية وطلب منها نسيانه وطردها من شقتها دون أن يعطيها أي أموال. واشتعل الحقد والغلّ في قلب فوزية وقرّرت الانتقام من طليقها، وبعد أيام قليلة طلبت منه أن يسامحها وأن يردّها إلى عصمته وحدّدت ميعادًا لتقابله داخل شقّة في مدينة المنيا. لم يتردّد الزوج وذهب إليها وبمجرد دخوله الشقة فوجئ بطليقته ووالدها وشقيقتها وشخص آخر يحتجزونه وطلبوا من نجله فدية 2 مليون جنيه نظير إطلاق سراحه وهدّدوه بقتل والده في حالة إبلاغ الشرطة. وبدأ نجل المقاول يتفاوض معهم لتخفيض المبلغ وأثناء ذلك قفز الأب من شرفة الشقّة في محاولة للهرب، ما أسفر عن إصابته بكسور وكدمات بمختلف أنحاء الجسد، وقام الجناة بالسيطرة عليه مرّة أخرى وأحضروا طبيبًا لعلاجه وبعد مرور بضعة أيام فارق الحياة.
وقف الشياطين الثلاثة في حالة ذهول غير متوقّعين أن جريمة الخطف ستنتهي بالقتل وحاولوا التخلّص من الجثة بدفنها بصحراء المنيا، وعندما شعر الابن بالقلق على والده إبلغ الشرطة التي نجحت في تحديد المُتهمين وألقت القبض على اثنين منهم في وقت قصير ولا تزال قوات الأمن تكثّف جهودها لضبط الباقين.
بدأت تفاصيل الواقعة عندما تلقّى المقدَّم رئيس مباحث المنيا بلاغًا من حماد حسين منصور بتغيب والده، حيث إنه ورد له اتصال هاتفي من المتغيب وطلب منه تدبير مبلغ مالي 2 مليون جنيه مقابل إطلاق سراحه، وعلّل تأخره في الإبلاغ لمحاولته مساومة الجناة على تخفيض قيمة الفدية وبإخطار مدير أمن المنيا أمر بتشكيل فريق بحث لكشف غموض الحادث وضبط مرتكبيه.
وكشفت التحريات أن وراء ارتكاب الواقعة فوزية متولي ربّة منزل مطلقة المُختَطَف والمحكوم عليها في 3 أحكام حبس جزئي شيك وخيانة أمانة والمُقضى فيهم بالحبس 6 سنوات، ووالدها متولي محمد 66 سنة تاجر وشقيقتها هبة متولي27 سنة ربّة منزل ومحمد جمعة أحمد 32 سنة عاطل، وعقب تقنين الإجراءات أمكن ضبط كل من الثاني والثالثة وبمواجهتهما اعترفا بارتكاب الواقعة بالاشتراك مع باقي المتهمين، حيث قامت المتهمة الأولى باستدراج المجني عليه لإحدى الشقق السكنية بمدينة المنيا بقصد إعادتها لعصمته وحال وصوله قام باقي المتهمين باحتجازه ومساومته على إطلاق سراحه مقابل مبلغ مالي، وفي وقت لاحق وأثناء محاولة المجني عليه الهروب بالقفز من شرفة المنزل ما أدى لإصابته بكسر مضاعف بقدمه وكدمات متفرقة بجميع أنحاء الجسم وتمكن كل من الثاني والرابع من السيطرة عليه واحتجازه مرة أخرى، ونظرًا لسوء حالته الصحية استعانت المتهمة الأولى بأحد معارفها ويدعى عادل محمد 35 سنة سمسار، الذي استدعى أحد الأطباء لعلاج المجني عليه عقب إيهامهما بأنه يعاني مرضًا نفسيًا إلا أن حالته تدهورت إلى أن توفي، وقام المتهم الرابع باستئجار سيارة ملاكي واستعان بباقي المتهمين في التخلّص من الجثة بإلقائها في المنطقة الصحراوية بالمنيا، وتمّ بإرشادهما العثور على الجثة، كما عثر على متعلقات المجني عليه، وهي عبارة عن بطاقة تحقيق شخصية وسلسلة مفاتيحه وكارنيهات عليها بياناته. وتم إحالة المتهمين إلى النيابة العامة التي قرّرت حبسهما وإحالتهما إلى محاكمة عاجلة بتهمة الخطف والقتل العمد، وأمرت النيابة بسرعة ضبط وإحضار باقي المُتهمين.