لا يحظى مرض ضعف عضلة القلب بمثل الاهتمام الذى يحظى به مرض السرطان، على الرغم من أن نسبة الوفاة به تفوق النسبة الناتجة عن الإصابة بالسرطانات،
هذا ما حذر منه دكتور مجدى عبدالحميد، أستاذ أمراض القلب والأوعية الدموية بكلية طب جامعة قصر العينى، أثناء رئاسته المؤتمر الثانى لقسم أمراض القلب بطب قصر العينى الذى اختص هذا العام بدراسة استخدام الخلايا الجذعية فى علاج أمراض القلب والأوعية الدموية.
قال «عبدالحميد»، لـ«الوطن»، إن ضعف أو هبوط عضلة القلب يندرج فى قائمة أمراض القلب الشرسة حيث إن معدلات الوفاة الناتجة عنه تفوق الكثير من الأمراض المهمة، مؤكداً أن نحو 50% من المرضى المصابين بهبوط عضلة القلب والمقيمين فى المستشفيات معرضون للوفاة خلال 5 سنوات من تاريخ تشخيصهم.
وتزيد معدلات الوفاة بدخول المريض إلى المستشفى كل مرة عند تلقى العلاج، وعند خروجه من المستشفى بشهر ترتفع النسبة إلى نحو 10% لتتضاعف إلى 20% بعد 6 أشهر، أما بعد 5 سنوات فترتفع معدلات الوفاة إلى نحو 45%.
وأوضح «عبدالحميد» أنه نظراً لأهمية وخطورة المرض،فإن محور المؤتمر هذا العام قد تمركز حول دراسة وتحليل استخدام حقن الخلايا الجذعية فى علاج ضعف عضلة القلب واستخدامها بعد حدوث جلطات القلب الحادة لحقن الخلايا بعد أسبوع من عمل توسيع وتركيب دعامة للشريان التاجى.
وأضاف «عبدالحميد» أن هبوط القلب منتشر بشكل أكبر مما يعتقده الناس حيث إن واحد من كل 5 أشخاص يعانى من المرض وهناك بعض المرضى لا يدركون إصابتهم بالمرض،
لأنه من الممكن أن تكون هناك صعوبة فى تحديد أعراضه وتشخيصه وفى أحيان كثيرة يختلط الأمر على المرضى ويعتقدون أنها أعراض الشيخوخة.
وأفاد «عبدالحميد» أنه تم استخدام الخلايا الجذعية فى علاج جلطات القلب أول مرة عام 2007.مضيفاً أنه قام هو وفريق طبى من قسم القلب، بكلية قصر العينى، بحقن 10 مرضى بالخلايا الجذعية بعد أسبوع من إصابتهم بجلطة فى القلب، وتم متابعتهم لمدة 6 أشهر، ووجدوا تحسناً ملحوظاً لعضلة القلب فى 4 من المرضى، إضافة إلى أنه قد ثبت أمان وسلامة هذه الطريقة حيث إنهم لم يجدوا أى مضاعفات للمرضى على المدى القصير أو البعيد.
وأضاف «عبدالحميد» أنه تمت دراسة أخرى عام 2009 على 30 مريضاً، وتبين من خلالها أيضاً تحسن كفاءة عضلة القلب فى 30% من المرضى دون حدوث أى مضاعفات، مؤكداً أن الحقن بالخلايا الجذعية لمرضى هبوط عضلة القلب تناسب فئة المرضى الذين يعانون من ضعف عضلة القلب الشديد نتيجة قصور الشرايين التاجية، والذين لا يصلح لهم عمل جراحة قلب مفتوح أو تركيب دعامات للشرايين.
وأضاف أن الدراسات أثبتت أهمية ودور حقن الخلايا الجذعية لتحسين كفاءة عضلة القلب لمرضى هبوط القلب إضافة إلى تقليل نسب الوفاة وتحسين الحياة الصحية للمرضى وذلك لأن تلك التقنية تقوم بتحويل الخلايا التالفة إلى خلايا قلبية جديدة تفرز مواد محفزة تنشط الخلايا الجذعية الأساسية الموجودة فى عضلة القلب.
وشدد «عبدالحميد» على ضرورة وضع ضوابط معينة لاستخدام تلك التقنية لتجنب إساءة استخدامها، مضيفاً أنه تم الإجماع من خلال الدكتور خيرى عبدالدايم نقيب الأطباء، والدكتور محسن إبراهيم رئيس لجنة أخلاقيات البحث العلمى بكلية طب قصر العينى، والدكتور عادل الإتربى رئيس جمعية القلب المصرية، على ضرورة حصر الدراسات الخاصة باستخدام الخلايا الجذعية فى الجامعات التعليمية وبواسطة أساتذة متخصصين لديهم معرفة بماهية الحقن وطريقتها، منوهاً إلى أن هذا العلاج يدخل حتى الآن فى إطار الدراسات البحثية ولم يتم إقراره فى الخطوات الاسترشادية لعلاج هبوط عضلة القلب.