الحشرات المضيئة عالم ساحر ، تجلّت في "عظمة الله" وقدرته سبحانه وتعالى ! خلقَّها وزودها بأعضاء ضوئية تحت بطنها لكي تنير لها الطريق عندما تخرج ليلاً للبحث عن الرزق وسط الغابات المظلمة بأشجارها الكثيفة ،
ولتتعرف على بعضها البعض كما تستخدم هذا الضوء في جذب فرائسها من الحشرات الأخرى الصغيرة التي تنبهر بأضوائها فتقترب منها ثم تقوم بالتغذية عليها ، فضلاً عن أن الذكور يستخدمون الضوء لجذب الإناث لعملية التزاوج فلكل ذكر إشارة ضوئية معروفة لدى الإناث التابعة لنفس نوعه.
وبمجرد رؤيتها لهذه الإشارات الضوئية فإنها تعطي إشارةً مماثلةً للذكر فينجذب إليها للتزاوج !. وتنتمي الحشرات المضيئة إلى فصيلة الخنافس وتسمى اليراعات وغالباً ماتكون مفلطحة مستطيلة الشكل يتراوح طولها بين 5 و30مم.
ولونها بني داكن أو أسود موشَّح بخطوط حمراء أو برتقالية أو صفراء وتعيش اليراعة مدة تتراوح بين 5 و 30 يومًا. أما الضوء الساحر الذي تصدره تلك الحشرات فإنه عبارة عن مادة تنتج عن التفاعل الكيميائي الذي يحدث في أعضاء الطيران،وتعرف باسم التفسفر الأحيائي .
هذه المادة تضيء عندما تختلط بالأكسجين الذي تدخله في جسمها من الهواء الخارجي.!و !!11 وعند تحليل العلماء لهذا الضوء وجدوا أنه عبارة عن 100% طاقة ضوئية و صفر% حرارة! فلو كانت به نسبة حرارة ولو بسيطة لاحترقت الخنفساء ! وأكثر الأضواء إثارة تلك التي تصدرها اليراعات الماليزية! وذكورها فقط هي التي يمكنها أن تصدر الضوء دون الإناث ،
حيث يقف المئات منها على شجرة واحدة بين المستنقعات ويقوم الجميع بإصدار الضوء في وقت واحد ،حينئذٍ تضاء الشجرة بالكامل لمدة ثانية في شكل وميض يمكن رؤيته على بعد مئات الأمتار ويسهّل ذلك لإناثها إيجاد أماكن الذكور .
وأشهر أنواع تلك الحشرة ما يعرف بالحباحب التي تضيء بلون أخضر في الليل . إن كمية الضوء المنبعثة من الخنافس تتوقف على كمية الأكسجين الداخلة في التفاعل ، فعندما تريد إنتاج وميض لفترة طويلة يصدر المخ تياراً عصبياً إلى نهايات الجهاز التنفسي لإنتاج كمية أكبر من الأكسجين إلى داخل الخلايا الضوئية فيصدر ضوء بكمية كبيرة !