قصة أغبى تلميذ ..
-------------------كانت أمه أمية، لا تقرأ ولا تكتب، مطلقة، فقيرة، تعمل خادمة في بيوت الناس ، وبعد إنفصال والديه، عاش هو وشقيقه مع أمهما.كانت الأم، العائل الوحيد للأسرة، جاهلة فقيرة، وسوداء في ظروف ضيقت على الأسود معيشته بسبب لون بشرته. ولم يؤهلها ذلك إلا للعمل كخادمة في بيوت ميسوري الحال. وبدأ هو في دراسته الابتدائية كأي طفل في مثل ظروفه. كان معروفاً لدى قرنائه أنه أغبى تلميذ في الفصل.
غير أن الأم ذات يوم من الأيام، أخذت قراراً واحداً، غير مستقبل ولدها كانت تقول لولدها بإلحاح، " أنت ذكي وتستطيع أن تكون مثل هؤلاء الأغنياء. لست أقل منهم في شيء يا بني، لديك كل الإمكانات التي تؤهلك لكي تكون ناجحاً وعظيماً".
كانت تؤمن بذلك وتبث في نفس ولدها ثقة في نفسه، لكن ذلك لم يكن كافياً بعد لكي يغير الطفل الصغير من عاداته أو يفعل شيئاً لمستقبله. فالإنسان في طفولته عجينة طيعة ملأى بالإمكانات والبذور، غير أنها عجينة عاجزة لا تدرك كيف تروي بذورها وتروي أرضها الخصبة.
وذات يوم عادت الأم إلى البيت وأصدرت قراراً بيتياً حاسماً ونهائياً. مطلوب من أبنها أن يذهب للمكتبة ويختار كتابين كل أسبوع ويقرأهما، ثم يكتب لها تقريراً عن كل كتاب! كل أسبوع كتابين، فإن لم يفعل، فلن يسمح له بأي مصروف ولن يستطع حتى أن يشاهد التلفاز أو يخرج ليلعب مع أصحابه. عليه أولاً أن يقضى هذا الواجب حتى يستطيع الحصول على ملذاته وأسباب لعبه ولهوه. ضاق الصبي بهذا القرار الظالم! لكنه لم يستطع إثناء الأم، فاضطر للخضوع كارهاً مضطراً.
وبدأ الأبن يستعير كتابين كل أسبوع ويكتب عنهما تقريراً يقدمه لوالدته. ومع مرور الوقت تحول تلقائياً من أغبى تلميذ في الفصل إلى أنبغهم. بل وحقق نجومية بين زملائه، وأصبحوا يأتون إليه لمساعدتهم في فهم دروسهم ..!
فهل عرفتم من هو هذا العبقري؟!
إنه "بنجامين سولومون كارسون" أو (بـن كارسون) أحد أعظم جراحي الأعصاب في العالم. وصفته مكتبة الكونغرس الأميركية في عام 2001 بأنه أحد "الأساطير الحية"، يُنسب إليه الفضل في أول عملية جراحية ناجحة لفصل توأمين متصلين عند الرأس.
وفي عام 2009 منحه الرئيس السابق جورج دبليو بوش الوسام الرئاسي للحرية ، وهي أعلى تكريم تمنحه الحكومة الأميركية للمدنيين. وجاء الاعتراف الشعبي بعبقرية كارسون مع عرض فيلم "يدان موهوبتان: قصة بن كارسون" في عام 2008 حول حياته وإنجازاته الاستثنائية