لا يا نقية
رغم الروعة
في الإحساس
رغم الروعة
في نظم الحرف
رغم الصياغة النصية
ما كان للنفس إلا
أن تكون تقية
لا يأس يحدوها
ولا تشاؤم مهما بها
اشتدت وعظمت بلية
لا يا نقية
وأنت نقية
فيما التشاؤم
فيما اليأس
من حياة
ما كان لها
أن تغدو سرمدية
الموت حق
ولا حياة أبدية
لكنما خلقنا لنحيا
بنفسٍ لله عابدة رضية
وما الحياة إلا ابتلاء
النعمة فيها ابتلاء
العافية فيها ابتلاء
الغنى فيه ابتلاء
الفقر فيها ابتلاء
النجاح فيها ابتلاء
الفشل فيها ابتلاء
وما من شيء فيها
إلا بحكمةٍ من رب
الأرض والسماء
نعبده وله نمد أيدينا بالدعاء
وبما بقلوبنا لسواه
ذرة من رجاء
ولكل صبارٍ شكور
منه له نعم الجزاء
الليل يعقبه نهار
والشوك في الأزهار
وما لنا من خيار
سوى الرضي بما كان
سبحان مبدل الأحوال
من حال إلى حال
أحلامك لا تغبريها
طفلة توأديها
ما عصفت الإعصار
الريح تمضى بعصفها
تتساقط الأوراق
وشامخة تبقى الأشجار
الليل وإن طال يمضى
بضياء يخلفه النهار
ما كل ماتهوى النفوس تناله
ولا شيء بالدنيا يستعصى مناله
سلى الذي بيده خزائن كل شيء
كريم معطاء غفور رحيم
بقدرته كل يابس جزع
يورق ويؤتى متى شاء ثماره
لا يانقية لا
لا يأس مع الحياة
ولا قنوط
وكل انطلاقة تأتى
من بعد تعثر أو سقوط
وما كان إقلاع
إلا وسبقه هبوط
ما خبئ لابتسامتك ضوء
ولا لضحكتك ضاع صوت
ولا كان لأمانيك أن توارى بلحدٍ
وتابوتٍ في انتظار الموت
كل طفل ياتى إلى الدنيا
يبادر صارخا
أنا هنا أنا هنا
أسمعوني لتعرفوا من أنا
سأصرخ كي أعيش واحيا
سأمزق لليأس كل محيا
وأرتاد الصعاب
لاشيء يوقفني
في مسيرتي أمضى
غير ربى أنا لا أخاف
وغير ربى لا أهاب
سأملأ السهل زهرا
وأكسى بالورود الهضاب
سأنزع الضوء من ثغر الضباب
واستقى الماء من عمق السراب
لن يمزقني الأسى
ولا الأحزان تطرحني
صريعا للتمزق والعذاب
لا يانقية ألف لا
ودعت الأهل والأحباب
وخططتِ الوصية
تناسيتِ شيخا
لكي كان مظلة من كل آسية
أنت بسمته وأحلى هدية
وأم همها أنتِ
وابتسامها أنتِ
ضياء دنياها أنتِ
وصحب وأصحاب
وأهل وأحباب
لم تراعى أنهم
دونك خواء
دنياهم أنتِ بها نعم ضياء
في سماهم أنتِ بدر للسماء
أنتِ نجم يرسل بهم كل
إشعاع سعدٍ وهناء
أما كفاك ذاك
أما لك في ذاك
كل عزاء
لا يا نقية
لا يانقية
لا يانقية
بقلمى / ود جبريل / ود امدر