كنت أبحث في أخبار جوجل عن كلمة "الضلوعية" لأتابع أخبار تحريرها بسعادة بالغة، وبالصدفة وجدت رابطا من موقع (الجزيرة نت)، هذه الشبكة الإخبارية الداعمة لداعش (ورغم تسامحي وموضوعيتي ولكنها الحقيقة فعلا) .. و كانوا قد عرضوا فيديو في صفحة الخبر لا يمت للخبر بصلة تقريبا، لأنه عبارة عن فيديو يظهر فيه قسما من الدواعش وهم يتوعدون البيشمركة وغيرها وايضا مشهد لقطع رؤوس يبدو إنهم من السكان ، ثم طائرة استطلاع داعشية تحدد الهدف الذي "سيذهب إليه الاستشهادي" في (سنجار) حسب الفيديو ، كل هذا لم يجعلني ارتعد .. إلا عندما رأيت ذلك المسكين
يا الهي .. هذا شاب بريء بعمر الورود، ربما بعمر 17 او 20 .. من جنده ؟ وكيف؟ ومن زرع في رأسه هذه الافكار لكي يضحي بحياته من أجل عقيدة فاسدة، وبهذه الدرجة من الفساد، .. لم اتمالك نفسي، وشعرت بالحرارة في عيوني من الحزن، ولو شاهدتم الفيديو لشعرتم ربما بنفس مشاعري، لأن الصور لا تظهر مقدار جماله وبرائته
ويسترسل الفيديو في عرض مشاهد للتحضير للعملية الانتحارية، ويظهر فيه ذلك الشاب وهو يقود شاحنة مليئة بالمتفجرات، ويقول كلمته الاخيرة ثم ينطلق نحو الهدف ، وفي النهاية يظهر انفجار هائل للغاية في منطقة سنجار (حسب الفيديو) مع اصوات تكبير من الدواعش الذين كانوا يصورون
هل هو ذنبه حقا؟ التناقضات ملأت تفكيري، هل كان مجبرا؟ ربما أتى لمعسكر الدواعش ثم فاجئوه إنه يجب ان "يستشهد" .. وجدت نفسي رغما عني احاول ان التمس الاعذار على الرغم من جرمه الفظيع
يا ترى .. هل هي معركة اسلحة ومتفجرات؟ ام معركة عقيدة وفكر، .. كان من قاتل الإمام الحسين (عليه السلام) يريدون الدنيا وهذه معادلة منطقية ومعروفة .. ولكن المعادلة في عصرنا الحالي غاية في التعقيد حقا
كيف سيحاسبه الله سبحانه وتعالى؟ عندما يأتي إليه وهو في أتم القناعة إن ما فعله هو صحيح؟
في نفس الفيديو مشهد لقطع رؤوس ثلاثة من الأسرى المساكين، .. إذن بالتأكيد هم مجرمين وقتلة،.. إذن كيف استطاع رجالات داعش اقناع هؤلاء الشباب (إنهم على حق، وإنهم سيذهبون للجنة إن قدموا حياتهم)
حقدت في النهاية على داعش وكل من ينتمي إليها، اقتنعت إنهم "سرطان" يجب ان يتم استئصاله لأنه إذا استمر، فسوف يستدرج المزيد ثم المزيد من هؤلاء المساكين (وارجو المعذرة لأني اسميهم مساكين) نعم قطعا هم مساكين، وجدير أن نحزن من أجلهم، وهذا الحزن يجب ان يدفعنا لإستئصال جميع رجالات داعش عن بكرة ابيهم، حتى لا تقوم لهم قائمة، ولا يجدون منفذا ليدفعوا المزيد من هؤلاء الشباب من خلاله للموت.