طيفٌ أتاني في منامي زائر
قال لي ياصاح قم هيا أفق
واقفو معي وانعم بما تحلم به
فأجبته متسائلا
من أين جئت ولما تؤرقني
وتقلق لي منامي
قال لي أصحو
ورافقني في الطليعة
من امامى
لديار من سكنت فؤادك
طيبة المقام
فأجبته عجبا أراك توهما
تبنى قرائنك كأنك قارئ
الإحساس والأشواق في
الأعماقِ منى
وتعلم ما أكابد في الهوى
سرا وما أعانى
مَن تلك التي تُجْزِم باني
خصيتها بالقلب من بين
الحسان القيد كلهمُ
وفى أحلى النجل الغواني
قال هي من إن خيرت
بين مقصلة طُرحت بها
أو أن تبح للعوازل باسمها
لدفعت روحك دونها
خوفا عليها بفضح أمرك
مكروه منهم يلم بها
بشوشة في رقة الأنسام
بديعة الإحساس بسحرها
ونقاء روحها تسبى الأنام
ما أتى المساء إلا
وسبحت معها
في فضا الأحلام
تآنسها تغازلها تمازحها
والأنام نيام
تعانقها ندى يعانق
ورد في الأكمام
فضحكت ومددت
يدي إليه
وقلت هيا فلتمضى بنا
وصحبته حتى لشرفتها بلغنا
وقال حدي هاهنا
إن معك أمضى
خطوة أخرى
أضيع في فيض سناها
ومن ثم أصقع
ودخلت شرفتها
ويالروعة خِدرها
قمر تمدد في حرائر حسنه
الليل أعلى رأسه
وشقائق النعمان في قدماه
كل الكواكب والمجرة حوله
بيساره والشمس في يمناه
ووقفت مرتعشا أطالع حسنها
سَكِرٌ بخمرٍ لذةٍ
راو وقها عيناها
وندى يداعب كأسها
وحبابه شفتاها
عينان لا في الريم
تلقى مثيلها
وظباء كل فلاة
لا ترتضى شبها
لها في سواها
الوجه سبحان الكريم
صوره وبكل الجمال حباه
جِفنٌ دون الهلال
يستظل به
سيف بميمنة ٍوميسرةٍ
حُسن السواد كساه
خدٌ بها جعله الورد أحلى
حقوله ورباه
الجيد منها لا مثيل له
حُسنٌ في حسن ٍما أحيلاه
دونه يمتد درعٌ
في تباهى بما حواه
من ثمار مانجو أسيوية
ثمرتان يفصلهن مضيق
مابين سِعةٍ وضيق
في حراسةِ كرزتان
بدائرةٍ داكنةٍ هلامية
فيهما سر الحياة
غِذاءٌ وشِفاء
ومن خلف الغطاء
تبدت قدمان
تحكى الخيزران
تَكْوراً ورشاقة
خِصرٌ علاهما
تاج من الحسن الموشى
لؤلؤا وزبرجدا
ووقفت مبهورا
مسبحا لله
وبالصلاة على النبي مردِدا
هالات نور ٍ تبثها أنجمٌ
وجمالٌ معجزة
لا ترجمان له
طلاسم سحر
يعجز عن وصفها
بأي لغةٍ كل
لغوى أتاها مترجما
وعلى أطراف الأصابع
درت بخدرها
كي لا تفيق
وإلا فُنيتُ بحضنها
مكتفيا بأرج شذاها
ونفحة عبقها
وعدت أدراجي
بنشوة سكرٍ عارمة
أودِع صاحبي
في امتنانٍ شاكِرا
لأسابق فجرا
شروقه حاضرا
علىِ أنام هنيهة أو برهة
أحظى بمشهد صحوها
في تأنى ٍ تغادر خدرها
برشاقة الغزلان
ودرعٌ في اهتزازٍ كلما
تخطو تبدى ماردٌ
متأرجح مزدان
وتظل تتبعها النواظر
وهى تخطو والندى
يقطر منها
لؤلؤا قد خالط المرجان
ياربى تحفظها وتحفظ حسنها
من عين إنس ٍ حاسدة
أو عين جان
بقلمى / ودجبريل/ ود امدر