نجح جهاز الإستخبارات والمهمات الخاصة الإسرائيلية المعروف بإسم “الموساد” في عمليات تجنيد العملاء في بلدانٍ عدّة نجاحاً باهراً، حيث إبتكر الجهاز الأمني الأعلى في إسرائيل أساليب لا يُمكن أن تفشل في عملية التجنيد البتة.
إحدى هذه الأساليب لا بل أنجحها تعتمد على الجنس اللطيف، النساء، الجذّابات، اللواتي يستطعن جذب أي شخصٍ بطريقةٍ مبتكرة وبهدوء يكفله دهاء حواء ومكرها المُطعّم في جسد كل إمرأة. “محمد شوربة” نائب مسؤول جهاز العمليات الخارجية في “حزب الله” المرمّز تحت الرقم 910 واحد من هؤلاء الضحايا الذين إنجرفوا رويداً نحو صدر العدو بطريقةٍ هوليوودية!.
الرجل، معروفٌ عنه كثرة سفره، كان فيما نذر يبقى في لبنان، رجلٌ صاحبُ سفراتٍ، رجلٌ أمني قليلٌ ما يُعرف عنه شيء في “حزب الله” أو في خارجه.
طوال عمله في الحزب، لم يكن الرجل مكشوفاً، لم يُعرف انه في حزب الله، بلدته “محرونة” لم تعهد الرجل زائراً عليها منذ مدة طويلة، كما لم تعهده منظماً في المقاومة. في هذه البلدة عندما تسأل عن الرجل يأتيك الجواب سريعاً، “لا يزور البلدة غادرها منذ زمن.. بات رجل أعمال” معروف لدى قلائل خصوصاً العجائز.
رجل الأعمال الأربعيني هذا أخفى بين أحشائه سرّاً كبيراً، هو إستلامه لمهام أكثر ملفٍ أمنيٍ حسّاس في المقاومة! الرجل كان كثير السفر، كان مستوطناً في إيطاليا، وكثير السفر إلى إسبانيا، كان يزور هذه البلدان وغيرها في أوروبا تحت صفة رجل أعمال “و “تاجر”، رجلٌ معروف يُدير شركاتٍ عدّة، ربما أنشأها الحزب للتغطية على الرجل.
قبل عام 2007 كان الرجل في إيطاليا، تعرّف على سيدة جميلة، لا معلوماتٍ كثيرةٍ حولها، وفق ما يُسرّب، إرتبط معها بعلاقةٍ عاطفية تطورّت لاحقاً إلى الزواج، وفق المعلومات، تعرّف عليها في إحدى السهرات في ناديٍ ليلٍ هاديء، كان الرجل معروف الزيارات لمثل هذه الأماكن، ذلك يندرج ضمن طبيعة عمله التي يجب ان تتراعى مع كافة الظروف.
تعرّف على المرأة في جلسة عمل بينما كان متواجداً، على أغلب الظن، في نفس المكان. لم تكن المرأة التي جذبت “شوربة” وعلق في شباكها إلا عميلة موساد كانت مهمتها خرق الرجل الذي رُبّما كُشف من قبل المخابرات الاسرائيلية على انه يعمل في ملفٍ أمنيٍ حسّاس في المقاومة.
لم يُقدم الإسرائيلي على تصفية الرجل، بل شنّ عليه حرباً نفسية وعاطفية عبر إيقاعه مع المرأة التي ستكون الجسر نحو تجنيده وسحب منه ما يُمكن ان يُسحب.
ما هي إلى فترةٍ قليلة، حتى وصلنا لعام 2007 (تاريخ التعارف ربما بعد حرب تموز 2006)، بعد “أن غرق العاشق المتيّم بالمرأة الحسناء. تزوجا لاحقاً بسرية وعاش “شوربة” معها. بدأت المرأة عملها في أجل حرف الرجل عن أفكارها والعمل على تجنيده بطريقةٍ تدرّبت عليها سابقاً، لا تفاصيل حول الطريقة، لكن في النهاية نجحت المرأة بإقناع الرجل بالفكرة بطريقتها مع حفنة أموال تروّض أمامها الرجل الذي إنجرف نحو شهواته وتمادى حتى وصل إلى ما وصل إليه.
لعبة ذكية لعبها الإسرائيلي نعم!، لكن اللعبة الأبرز كان تجنيده وتقديمه ما قدّم وما خدم فيه العدو. بدا الرجل ضعيفاً أمام الحسناوات حتى علق بشباكهنّ، كان لقصة إلقاء القبض عليه وقع أصدم من هذه، نتركها للأيام لتنشر على خريف العمر.