" كنت أحلم"
وانا في الثانية عشرة
صرْتُ أحلم
كنت أحلمُ أنني أعشقُ فارساً
يمتطي ظهرَ الجواد
كنتُ أبكي عندما أستيقظُ من حلمي
فلا فارسٌ يأتي
ولا حتى جياد
وكبرتْ
صار عمري خمسَ عشرة
صارَ حلمي يترعرع
أرتقى حلمي
وأضحى كالجهاد
صرتُ أحلم أنني ألقى حبيبي
سائراً بين العباد
كنت أصحو من سريري
أرتدي أحلى الثياب
أتكحل , أتبرج
أتخيل فارسي الصنديد عاد
وكبرت
وحسبت أن الحبَ
يُشْرى في المزاد
وعرفْتُ أن الحبَ أحساسٌ ورقة
ينتشلني من جنوني
وهو بالتالي سيأتي
طالَ أم قَصُرَ البُعاد
وكبرتْ
صرتُ في العشرين
الحزنُ يأكلني
فلا حبٌ ولا عشقٌ
ولا نارٌ ولا حتى رماد
صرت أكبر ثم أكبر
ومعي حزني يكبر
حتى أنني ألفيت نفسي
أرتدي ثوب الحداد
لا تعجبوا إن قلت أني قد خضعت
فتزوجت
وأنجبت صغاراً
لكنني أصبحت أنفخ في رماد
كل يوم ينتهي
يحكي بأني قد فشلت
وأني قد خضعت
فتزوجت بلا حب
ولا عشق ولا حتى قليلاً من عتاد
صارتْ المرآةُ حبي
لم أعدْ أهنأ بنومٍ
لم أعد أرضى بحلمٍ
وكأن الحبَ خرطٌ في قتاد*
وتجاوزت الثلاثين
وقررتُ أن أجتثَ حلمي
لكنه ما أنفك يشغلني
يذكرني بأنيَ أنسانٌ
ولستُ بالجماد
كلما قرأتُ شعراً في الغزل
تعتليني قشعريرة
يستفيقُ الحلمُ
أعتلي ظهرَ العناد
كلما أبصرت قدامي صديق
ينتهرني الحلم
يعذبني
أدخل في صراع
وتصير ساعاتي شداد
لم يعد عندي سوى الشكوى
لصديق يحتويني
يدرك سري
يفهم قصدي
أو إلى رب العباد
رباه، ما أحلى صديقي
يحترمني
ينتظرني
يدخلني إلى باحاته
عندما تغشى عيوني
بقايا من سواد
لكنه يبقى صديق
صار الحب الذي أسقيته
من دمعي ودمي
خنجراً يأبى الوقوف
على الحياد
أواه يا ربي
أواه من حبي
لم أعد أقوى
على درأ الحزن عن بابي
وصرت له مداد