روتانا – جدة:
بعد أن دق بعض الأطباء ناقوس الخطر فيما يخص دواء "بروزاك" الذي أصبح متداولاً في كافة أنحاء العالم بينما تشير الكثير من الإحصائيات إلى أنه من أكثر علاجات الاكتئاب استهلاكاً ، كان لا بد لنا من هذه الوقفة حتى نتعرف على حقيقة هذا الدواء!
"البروزاك" هو علاج شائع مضاد للاكتئاب واسمه العلمي "فلوكسيتين هيدروكلورايد"، وهو بحسب التصنيف الطبي له كعلاج طبي يعمل على منع ارتجاع الناقل العصبي (السيروتونين) في الفجوات بين الخلايا العصبية في الدماغ مما يؤدي إلى وفرة هذه المادة في هذه الفواصل، بينما لا تعمل مادة "البروزاك" كثيراً على الناقل العصبي المسمى الــ نورأدرينالين Noradrenalin . وبرغم من أن له الكثير من الآثار الجانبية إلا أن أبرز هذه الآثار التي تظهر على غالبية مستخدميه جفاف الفم ، رعشة أو تقلصات في العضلة ، عصبية ، متاعب في النوم ، صداع ، خمول ، إغماء ، غثيان ، خمول ، أرق ، صداع ، زيادة في العرق ، دوخة، صداع بسيط، تغيرات في الوظيفة الجنسية.
ولكن لماذا أصبح هذا العلاج مقلقاً خاصة مع تزايد التحذيرات من تعاطيه؟ للإجابة على هذا السؤال أطلق استشاري الطب النفسي الدكتور إبراهيم الخضير مقالة شغلت الرأي العام، أوضح فيها الحقيقة بشأن "البروزاك" في مقابل المبالغة بشأن التخوفات منه و الدعايات المضادة له لافتاً إلى أنه الدواء الأكثر شهرة بين مضادات الاكتئاب في العالم منذ إصداره عام 1988م و حتى اليوم!
و وصف الدكتور الخضير استخدام "البروزاك" في العالم بالاستخدام الهستيري، مؤكداً أنه أصبح ظاهرة طبية و إعلامية واجتماعية، محذراً من أنه يجب على أي طبيب أن يتمهل ويتروى عند وصف "البروزاك" في الأيام المقبلة ، حيث ستظهر الكثير من الأعراض الجانبية لهذا العلاج الذي كان رقم واحد في يوم من الأيام معتقداً أن وقته قد انتهى بظهور أدوية لها نفس الفاعلية وأقل أعراضاً جانبية وكذلك ليس لها علاقة أو شبه علاقة بالانتحار.
من جهة أخرى أبدى الدكتور الخضير قلقه من السر خلف قوة "البروزاك" الذي حذرت كبرى المجلات العلمية منه مؤكدة أن من أحد أهم مؤثراته الجانبية الإقدام على الانتحار، ومن ثم سارعت هذه المجلة التي تمتلك سمعة عريقة في الاعتذار ما جعله يتساءل : "هل هي قوة الشركة وقوة السياسة الأمريكية، أم أن هناك أموراً لم يطلع عليها أحد" على اعتبار أن الشركة المصنعة لهذا العلاج هي شركة "ليلي" الأمريكية .