عَطِشٌ أنا
.................
بين زفرةٍ وشهيقٍ
أرسمُ وجعي شرنقةَ ما بعد الولادةِ
تتمدَّدُ خيوطُ الألمِ
حول عنقي المنحني
لتشكِّلَ شبكةً من خيوطِ في مسيرة يومي المعفّرِ
..................
لا شيءَ يشبهني
بين كرٍّ وفرٍّ أبحثُ
عن خرمِ إبرةٍ
أضمُّ ألمي
أُحيكُ منه سترةَ اليقين
أنَّ هذا الحالُ راسخ ٌ
يعاندُ عواملَ تمدِّدُ حلمي
أغرقُ حتى عنُقي بفمِ المجهول
استغيثُ من فكَّيْ أفعى
التهمتْ آخرَ صرخةٍ دّوتْ
بحنجُرَتي
...........................
أيها الساكنُ بي حلماً
ترجَّلْ مزِّقْ صمتَ الخوفِ
تمرَّدْ
تسلَّقْ قمةَ جبلِ المستحيلِ
اعتقْ عصافيرَك
دعِ النغمةَ تصلي
بهدوءٍ ترفرفُ
تستعرض أنثى ألوانها
فالقطةُ تحومُ تلتمسُ بقايا المترَفينَ
.........................
كن شجراً
يعاندُ الجفافَ
ينمو رغمَ الريحِ وجلف المناخِ
لتظلِّلَ مسافراً أنهكهُ مسيرَ العمرُ
أنت جميلٌ
حين تكونُ نبعاً وتبحثُ عن رشفةِ ماءٍ
امنحْ ابتسامةً وانظر مرآةَ الوقتِ
تجدُ نفسكَ شجراً شامخاً
فمن المطر يُولدُ النبع والشجر



هيثم أحمد