أثبتت دراسة حديثة أن النظام الغذائي المتبع في منطقة البحر المتوسط هو الأفضل لتقليل العطب في الأوعية الدموية الصغيرة بالمخ.
وقد قام الباحثون من كلية طب جامعة Miami Miller بمتابعة صحة مخ ما يقرب من 1000 شخص ممن أكملوا استبيانا لقياس مدى اتباعهم لنظام غذائي يطابق ذلك الخاص بمنطقة البحر المتوسط.
ويركز هذا النظام الغذائي على الطعام النباتي، مثل الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة غير المكررة والبقول والمكسرات وزيت الزيتون بدلاً من الدهون الأخرى، مثل الزبد كما تقول جمعية القلب الأمريكية، ولا يشجع هذا النظام على تناول اللحوم الحمراء بكثرة، بل ينصح بتناول مقادير معتدلة من الأسماك ولحوم الدواجن.
وقد اكتشف الباحثون أن حوالي 27% من المشاركين سجلوا مستويات منخفضة نسبياً من الالتزام بهذا النظام الغذائي، بينما سجل ما يقرب من 26% من أفراد العينة معدلات عالية من الالتزام بهذا النظام الغذائي.
وقد خضع أفراد العينة جميعاً لعمل رنين مغناطيسي على المخ للكشف عن عطب في الأوعية الرفيعة بالمخ من خلال قياس حجم "white matter hyperintensity" التي تمثل العلامة الحيوية على عطب الخلايا الرفيعة بالمخ.
وقد أظهرت صور الأشعة انخفاض في "white matter hyperintensity" عند الأشخاص الذين يلتزمون بطعام البحر المتوسط، حتى بعد أن أخذ الباحثون في الاعتبار عوامل الخطورة المختلفة، مثل التدخين وارتفاع ضغط الدم ومستويات الكولسترول في الدم.
وخلصت هذه الدراسة إلى احتمال وجود علاقة وقائية ممكنة بين زيادة تناول طعام البحر المتوسط وعطب الأوعية الدموية الصغيرة بالمخ, حسب ما كتب فريق البحث بقيادة هانا جاردنر من جامعة Miami Miller الأمريكية.
وقد نشرت هذه الدراسة في عدد شهر فبراير/شباط لجريدة أرشيف علم الأعصاب، وعلق أحد الخبراء على الدراسة قائلاً: إنها تؤيد المعتقد الشائع أن الطعام الصحي يساعد المخ.
وصرح كيث سيلر، الأستاذ المساعد بأقسام علم الأعصاب والطب النفسي والمدير الطبي لمركز العناية الشاملة لمرضى السكتة بنيويورك، قائلا: "تؤيد هذه الدراسة التوصيات بتناول طعام دول البحر المتوسط لتقليل مخاطر الإصابة بمرض مخي وعائي، والذي يقاس بتغيرات الأوعية الدموية الصغيرة التي تظهرها أشعة الرنين المغناطيسي على المخ".
كما أشار إلى أن "فوائد هذا النظام الغذائي تختلف عن التصور السابق في مجرد تقليل ضغط الدم المرتفع ومستوى الكولسترول والجلوكوز في الدم، بالرغم من احتمالية وجود علاقة بين التركيز على الدهون غير المشبعة الأحادية في طعام البحر المتوسط في شكل زيت الزيتون، في مقابل تناول الدهون المشبعة في النظم الغذائية الأخرى".
وتقترح تحليلات باحثو هذه الدراسة أن المحتوى الوحيد بطعام البحر المتوسط الذي يرتبط بهذه العلامة الحيوية على عطب الأوعية الدموية بالمخ هو معدلات الدهون غير المشبعة الأحادية في هذا الطعام، إلا أنهم عادوا وقالوا بأن هذا النظام الغذائي بشكل عام يؤثر إيجابياً على صحة المخ