إعلام الجامعة / زيد سالم


حصل الأستاذ الدكتور عبد الرزاق عبد اللطيف جاسم، التدريسي في قسم المكائن والآلات الزراعية في كلية الزراعة بجامعة بغداد، على براءة الاختراع المرقمة 4028 الصادرة من الجهاز المركزي للتقييس والسيطرة النوعية التابع لوزارة التخطيط، بعنوان "تصميم وتصنيع واختبار آلة تستعمل لحقن الأسمدة السائلة تحت سطح التربة ."


ويأتي هذا الابتكار ليضيف طريقة جديدة لتسميد التربة عن طريق "الحقن" بواسطة آلة جديدة تعمل على تسميد النباتات إذ ستوفر هذه الطريقة ما بين 90 إلى 95% من السماد التقليدي عن طريق التربة، مما يوفر مبالغ هائلة تنفق على شراء الأسمدة كل عام.


وقد أجرى الباحث العديد من التجارب على إمكانية التغذية الكاملة للتربة عن طريق الحقن، وبعد أن ثبت جدوى الطريقة المبتكرة بدأ بتطبيقها ولاقت نجاحا وصدى واسعا، مما دعاه إلى تطبيق تلك التجربة الفريدة على المحاصيل الزراعية.
وتعتمد الطرق التقليدية في توفير احتياجات المحاصيل من العناصر المغذية على إضافة الأسمدة عن طريق التربة أو نثرا أو بإضافتها إلى مياه الري للنباتات النامية تحت ظروف الري بالتنقيط، مثلما قد يعتمد على طريقة "الرش الورقي" في توفير احتياجات النباتات من العناصر الصغرى أو الكبرى في حالة وجود مشكلة في امتصاصها من التربة بواسطة جذور النبات كأن تكون قلويتها مرتفعة أو تحتوى على نسب عالية من كربونات الكالسيوم أو الأملاح الضارة.


ويأتي اعتماد الباحث هذه الطريقة بعد ما أثبتته الدراسات الحديثة التي أكدت أن النباتات لا تستفيد إلا جزءا يسيرا من الأسمدة المضافة عن طريق التربة، ولاسيما في الأراضي ذات الطبيعة الرملية والتي تتمتع بنفاذية عالية تسمح بنفاذ كميات كبيرة من الأسمدة إلى باطن التربة قبل أن تتمكن الجذور من امتصاصها، مثلما أن هناك جزءا يفقد بالتطاير أو التثبيت، وأن "غسيلها" من التربة إلى الطبقات السفلى يلوث المياه الجوفية، فضلا عن أن الجزء الأكبر من العناصر الصغرى والفسفور يحدث لها تثبيت نتيجة ارتفاع قلوية التربة وتصبح غير صالحة لامتصاص النبات رغم توفرها بكميات مناسبة.


وتعد هذه الآلة ذات جدوى كبيرة إذا ما تم استخدامها مع مساحات زراعية كبيرة، إذ إن نظام التسميد بالحقن يوفر ما يقرب من 90-95% من السماد الواجب إضافته عن طريق التربة، مما يوفر كذلك مبالغ هائلة تنفق على شراء الأسمدة كل عام، فضلا عن أن النباتات التي يتم تغذيتها عن طريق الحقن يكون نموها أكثر قوة وحيوية بالمقارنة بالنباتات التي تسمد عن طريق التربة.


وهذه الطريقة لا تتيح نمو الحشائش، مثلما أن المياه الجوفية لا تصلها أية أسمدة أو مبيدات وبالتالي تصبح آمنة لاستخدامها مياها للشرب ولاسيما في المناطق الريفية، وتوفر قدرا كبيرا من العمالة اللازمة لإضافة السماد مرات عدة في موسم النمو، وفى حالة إصابة النباتات الحادة بالأمراض يمكن إضافة المبيدات مع محلول حقن السماد، مما يوفر آلات رش وعمالة فضلا عن أن المبيد يكون أكثر فعالية لأنه يحقن في الأوعية مباشرة، وتمنع الطريقة المبتكرة وجود أية بقايا أسمدة أو مبيدات بالثمار لأن الكميات التي تسمد بها الأشجار محسوبة لا تتيح تراكم تلك الأسمدة في الثمار، وهذا يؤدى بالقطع إلى الحفاظ على الصحة العامة وعدم التعرض لأمراض التسمم ببقايا الأسمدة والمبيدات، ويجعل المنتجات الزراعية صالحة للتصدير.




تدريسي في جامعة بغداد يحصل على براءة اختراع جديدة بابتكاره آلة لحقن الأسمدة السائلة تحت التربة