يشهد موسم اختبارات نصف العام التي تجرى هذه الأيام إقبالاً كثيفاً من قبل الطلاب بمختلف أعمارهم حتى الأطفال منهم على مشروبات الطاقة ظناً منهم أنها تساعدهم على السهر لساعات طويلة وتنشطهم ذهنياً ،
وتمنحهم طاقة هائلة على الاستيعاب والمذاكرة ، وجميعهم سقطوا ضحايا لتلك الحملات الدعائية المركزة ، ولكن من واجبنا أن نقدّم لهم التوعية الكاملة بمخاطر مشروبات الطاقة على صحتهم سواء على المدى القريب أو البعيد !
لقد أجمع خبراء التغذية على أضرار مشروبات الطاقة و حسموا أمورهم وأوصوا بعدم تناول الأطفال والمراهقين لها نهائياً ، وإذا استدعت الضرورة فإن كأسا واحدة منها في اليوم تكفي شريطة ألا تتحول إلى عادة يومية أو إدمان ، وأكدوا على أن تأثير هذه المشروبات لحظي لوقت معين ثم تزول ،
لكن المشكلة الأكبر إذا تناول الطالب عبوتين أو ثلاثة منها ثم انتهى من امتحاناته ومذاكرته ويرغب في النوم لكي يرتاح قليلا ً، فإنه لن يتمكن من ذلك بل سيعاني من الأرق ، فضلاً عن التأثيرات السلبية الأخرى مثل زيادة ضربات القلب والجفاف وارتفاع ضغط الدم وضيق التنفس خاصة إذا كانت العبوة تحتوى على 80أو 85 مللي جرام من الكافايين الذي يؤدى تناوله بكثرة إلى إدمانه !
وأشار خبراء التغذية إلى أن المكونات الداخلة في تصنيع مشروب الطاقة هي التي تمد الجسم بالطاقة الجسدية والذهنية ، وفى مقدمتها مادة الكافايين المنبهة جداً للجهاز العصبي .
ولهذا السبب وجدت بالأسواق أنواع كثيرة من هذه المشروبات وفقاً لنسبة تركيز الكافيين فيها ، فهناك أنواع يكون تركيزه بها ما يعادل فنجانين من القهوة ، وأنواع أكثر تركيزاً تعادل 4 فناجين قهوة بل توجد أنواع بها تركيز يعادل من 30إلى 40 فنجاناً من القهوة ومن هنا يأتى الضرر ،
فكلما ازدادت نسبة الكافيين كلما ازدادت الخطورة على الصحة ، أيضا يدخل السكر في مكونات مشروبات الطاقة بنسبة كبيرة حيث يحتوى المشروب الواحد على حوالي 12 ملعقة سكر أي أكثر من 40 جراماً وهذا يسبب مشكلة لمرضى السكر أو الراغبين في المحافظة على أوزانهم كما يصيب الأطفال بتسوس أسنانهم .
وهناك أيضاً مواد مثل الجينسينج والتورين التي تزيد الطاقة ولكنها تؤثر سلباً على الجهاز العصبي .
وإذا انتقلنا إلى الحديث عن أضرار مشروبات الطاقة على فئة الرياضيين الذين يتناولونها قبل التمرينات ، فإنهم غالباً ما يكونوا عرضة للإصابة بالجفاف نتيجة فقدان الجسم للسوائل وهذا ما يفسر سقوط بعضهم أثناء التمرينات .
على أية حال لماذا لا نلجأ إلى خطة غذائية بديلة عن مشروب الطاقة ؟ لماذا لا نعوّد أبنائنا على الإكثار من شرب المياه والعصائر الطازجة والحليب والفواكه بدلاً من المخاطرة بصحتهم وتركهم ضحايا للشركات التجارية وإعلاناتها الدعائية المؤثرة.