هل تساءلت يوماً كيف أو أين ستمضي الأعياد المجيدة ورأس السنة؟ لا شك في أنه يوجد الكثير من النشاطات التي يمكن أن تقوم بها خلال هذه المناسبات السعيدة كي تبتعد عن الروتين والضغوطات اليومية. ولكن يبقى السفر هو المنفذ الوحيد الذي يحمل نكهة خاصة، خصوصاً خلال عطل الأعياد. ولعطل الأعياد وجهتها الخاصة حيث يمكنك الإحتفال بالعيد بطريقة جديدة ومميَّزة، وتودّع وتستقبل العام الجديد في بلد جديد وضمن تقاليد مختلفة. قد تواجه صعوبة في بادئ الأمر في اختيار الوجهة المناسبة، لذا سنأخذك في هذا التقرير في جولة داخل ثلاث مدن أوروبية ساحرة، وعلى الرغم من طقسها البارد إلا أنها تعتبر المكان المثالي لتمضية عطلة الأعياد مع الحبيب أو مع العائلة. فما الذي تنتظره؟ هيا قمّ بتوضيب حقيبتك ورافقنا في هذه الجولة الإستثنائية !
براغ....أم القلوب الذهبية المئة !
للشتاء سحر، يأخذكم نحو دنيا الخوالي الدافئة، حيث تتوهون في الشوارع الفائحة بعطر التراب فتستدلون به لتصلوا الى هذا العالم: براغ!
الشتاء في براغ ساحر خصوصاً عندما تتستّر الأبراج والمباني التاريخية، كما المدينة الصغيرة بشوارعها المتعرِّجة، تحت غطاء من الثلوج في منظر خرافي.
هي عاصمة تشيكيا وأكبر مدنها. يبلغ عدد سكانها 1.2 مليون نسمة وتصل مساحتها الى حوالى 500 كم2. ألطف موسم للزيارة هو من شهر آذار حتى شهر أيلول. تتراوح درجة الحرارة في الشتاء حوالى 0 درجة المئوية وفي الصيف حوالى 25 درجة مئوية.
تعد براغ إحدى أهم المدن السياحية في أوروبا، فالمدينة تمتاز بالسحر المعماري للمباني المشيَّدة وفق مختلف المدارس والطرز سواء من الفن الحديث أو الفن الباروكي ومن فن عصر النهضة والقوطي وغيرها. من أهم معالم براغ السياحية:
قلعة براغ: هي واحدة من أكبر القلاع القديمة في العالم بمساحة حوالى 4300 متر مربع، حيث يشمل المجمع مباني جميلة كالكاتدرائيات والقصور والأديرة.
حائط لينون: اشتهر بسبب عضو فرقة البيتلز الأسطورية «جون لينون». حيث رسم على الجدار وكتبت كلماته ومقاطع من أغانيه، وأصبح الحائط موقِعاً لعشاق البيتلز.
جسر تشارلز: هو جسر للمشاة فوق فلتافا أي أطول نهر في تشيكيا، ويربط المالاسترانا بالبلدة القديمة ويبلغ طوله 516 م.
ساحة البلدة القديمة Staromestske: وهي المركز التجاري الرئيسي لبراغ المفعمة بالمقاهي والمباني وفنون الشارع والموسيقيين من كل مكان.
وينسيسلاس سكوير: الساحة مشهورة بحفلاتها الصاخبة وأبنيتها القديمة حيث كانت مكاناً للتظاهرات الشعبية. كما يوجد على طرفها الجنوبي تمثالٌ لفاتسلاف و نصب تذكاري لضحايا الشيوعية.
بترين هيل: برج مراقبة يقع في وسط براغ على يسار نهر فلتافا. يحاكي شكله برج إيفل. يتمتع بإطلالة رائعة على مدينة براغ بارتفاعه 63.5 متراً، وهو أعلى الأبراج في المدينة. إضافة إلى كونه فوق التلة التي ترتفع 327 متراً، ما يجعله أعلى نقطة تتيح أروع المناظر.
الساعة الفلكية : ثالث أقدم الساعات الفلكية في العالم. ولا تحاولوا معرفة الوقت من خلال النظر اليها، فقد تواجهون صعوبة في فهم طريقة عملها، لذلك أنظروا إلى الساعة المعلَّقة أعلاها وهي أعجوبة ميكانيكية شُيدت عام 1490. ويجتمع الزوار عند هذه الساعة ليشهدوا قرع جرس الموت وقلب الساعة الرملية وبعدها يصيح الديك. يحدث كل ذلك في غضون 45 ثانية.
كما يوجد في براغ، بالإضافة للمعالم السياحية، مؤسسات ثقافية مهمة مثل: المتحف الوطني والمعرض الوطني ودار الأوبرا والمكتبة الوطنية والأوركسترا التشيكية والمسرح الوطني.
تشتهر براغ عاصمة تشيكيا بالسياحة العلاجية وبالتحديد مصحاتها العلاجية. إن وسيلة العلاج الأساسية هي الينابيع الشافية التي اكتشفها قدماء الرومان قبل 2000 سنة، وهي مصدر مياه معدنية طبيعية لا مثيل لها تصل حرارتها إلى 39 درجة مئوية وهي من النوع الفحمي الصودي مع نسبة من الفلوريد وكمية كبيرة للغاية من العناصر الطبيعية بما في ذلك المعادن النادرة.
دخولاً الى المطبخ التشيكي فتكمن لذته باللحوم على أنواعها. يتكوّن المطبخ التشيكي التقليدي من أطباق اللحوم كالوجبة المفضَّلة التي تتكون من لحم الخنزير، والملفوف والفطائر. ولكي تستمتعوا بالطعام على أصوات زخات المطر عليكم بتذوق الشوربات الدافئة والمحشيات. وفي آخر وجبتكم يمكنكم إنهاؤها ببعض المحلَّيات، مثل كعكة العسل أو الكريب.
من شدة جمال براغ خصوصاً في شتائها، تميّزت بالعديد من الألقاب مثل المدينة الذهبية وأم المدن وقلب أوروبا، وتعرف بالمدينة ذات المئة برج نظراً لكثرة الأبراج فوق كنائسها وقصورها. فما أجمل من زيارة «ملكة الألقاب»... براغ !
زيورخ...عجائب على ضفاف بحيرة !
زيورخ، هذه المدينة التي لا يعرفها الكثير من عشّاق السياحة، فهي تشتهر بشركات الخدمات المصرفية والتي تصنَّف الأفضل في العالم. وهي إحدى أهم مدن سويسرا وأكبرها على الإطلاق. تقع في وسط شمال البلاد على مقربة من الحدود الألمانية على بحيرة زيورخ.
لكن ما الذي يجعل هذه المدينة وجهة سياحية في فصل الشتاء؟
تعد زيورخ أفضل مدن العالم أمناً ونظافة وهدوءاً. وأروع ما يميّزها أنها تجمع بين الحاضر والماضي، فالأبنية الموجودة فيها تعود إلى عدة قرون ويوجد فيها أكبر سوق للذهب. وهي «عاصمة للخبرات» وتتميز بمحاذاتها للمياه، وبمنظر رائع من جبال الألب المغطى بالثلوج في الأفق. ويقدم وسط مدينة زيورخ في سويسرا مزيجًا فريدًا من عوامل الجذب، إذ يوجد فيها أكثر من 50 متحفًا وأكثر من 100 من المعارض الفنية، والأزياء العالمية، وتصاميم زيورخ، والحياة الليلية الأكثر إثارة وحيوية في سويسرا. بالإضافة إلى مجموعة من الأنشطة الترفيهية والتي تتضح لدى زيارة الضفة ومناطق الإستجمام والسباحة على ضفاف البحيرة في قلب المدينة، إلى ارتفاع مذهل في جبل «أوتيلوبرغ».
وعلى مستوى السياحة العائلية تُعتبر زيورخ ومناطقها المحيطة جنة للأطفال. فمعظم مراكز جذب العائلات في سويسرا موجودة بجانبها: حديقة حيوان زيورخ وفيها غابة «ماسوالا» الممطرة؛ الملاهي المائية المغطاة؛ حديقة الحيوان في رابرسفيل؛ شلال الراين، وهو أكبر شلالات أوروبا، وغيرها الكثير.
وتبقى سويسرا أحد أهم البلدان التي تقدّم أجواء مميَّزة للأزواج في فصل الشتاء، حيث تنعش شمسها العطلة الرومنسية. فعدا عن المناظر الخلابة يوجد في زيورخ مطاعم فاخرة لا مثيل لها في العالم أسره. وغالبيتها معروفة بأجوائها الرومانسية واللطيفة ويمكن أن تكون داخلية بين جدران مزخرفة وإضاءة خافتة أو خارجية تحت المظلات في حدائق زيورخ الخضراء. من الأمور الرومنسية التي يمكن القيام بها أيضاً هي زيارة دار الأوبرا وهي أول دار أوبرا في أوروبا ذات إنارة كهربائية، بُنيت على طراز النيو باروك أمام المساحات الخضراء على شاطئ بحيرة زيورخ، ما يجعل لزيارة المكان سحرها الخاص.
موسكو...التحام التاريخ بالحاضر
تعتبر موسكو إحدى أكبر المدن في العالم، هي عاصمة وقلب روسيا النابض بالحياة. كما أنَّ تزايد عدد سكانها المستمر يجعل منها مكاناً لا تتوقف فيه الحركة أبداً. الواقع الذي ينعكس في الإنشاء والافتتاح المستمر للمطاعم والنوادي ومراكز التسوّق الجديدة.
موسكو هي التحام للقديم والحديث. تغيّر عملية البناء والتجديد من يوم إلى آخر وجه المدينة وهي تجمع ببراعة بين آثار التاريخ الروسي الفريد من نوعه وصورة العاصمة الجديدة. على خلفية التغيرات السريعة يبقى أمر واحد ثابت ومستقر وهو كتلة هذه المدينة الموحَّدة ونهرها العظيم – نهر موسكو الذي نشأت وترعرعت المدينة على ضفافه ويعكس بصورة كبيرة وجه العاصمة وسكانها. ولا بد من الإشارة الى وجود الكاتدرائيات التي بنيت في وقت مبكر من القرن الحادي عشر وغيرها من الهياكل التاريخية مثل الكرملين والمتاحف جنباً إلى جنب مع مباني أنيقة وعصرية تم بناؤها مؤخراً.
ببساطة، تعكس موسكو، التي تعد المركز السياسي والعلمي والتاريخي والمعماري والتجاري لروسيا، جوانب التناقض المفرط بهذه الدولة. فالقديم والعصري موجودان جنبًا إلى جنب في هذه المدينة، فهي تعكس بدرجة كاملة الحقيقة الساحرة لروسيا الحديثة التي تعتبر دولة عصرية في ظل تاريخ يُعتبر بدوره جزءاً لا يتجزأ من تاريخ العالم.
كما تتميز هذه المدينة بنظامها الإقتصادي المتطور من الناحية الديناميكية، الذي يضعها على رأس قائمة أغلى مدن العالم، حيث تشتهر هذه المدينة بحياة البذخ والترف كما بعدد أصحاب الأموال الذين يسكنونها. يعتبر موسم الصيف الوقت الأفضل لزيارة موسكو خلال السنة، أي من حزيران إلى آب. مع ذلك يكون الطقس جيداً في شهرَي أيلول وتشرين الأول أيضاً.
ومن أهم الأماكن التي لا بد من زيارتها في موسكو:
الدرج الأحمر الذي يقع بالقرب من «كاتدرائية البشارة». وكان يشتهر بصعود القياصرة المتوَّجين حديثاً.
الساحة الحمراء وضريح لينين، التي تعتبر من أهم المواقع في موسكو التي تعج بالسياح في كل موسم عطلات. بناء لا ينبغي تفويته خصوصاً أنَّ ضريح لينين يقع هنا، فهو بيت لجثة لينين المحنَّطة. لينين الذي لعب دوراً هاماً للغاية في تاريخ روسيا.
الكرملين، هذه القلعة الضخمة التي بنيت في القرن الثاني عشر للحماية ضد الغزو. تتألف من قلعة محاطة بجدران من الطوب والبوابات تعكس روعة المكان تفاصيل التاريخ العظيم الذي تجسده.
حدائق ألكساندروفسكي، حيث أقيم عند مدخل الحديقة نصب من الرخام لتكريم الجنود الذين قتلوا خلال الحرب العالمية الثانية.
دير ومقبرة نوفوديفيتشي،الذي يتكوَّن من عدد من الكنائس بما فيها كاتدرائية سيدة لسمولينسك وكنيسة باب الشفاعة المعروفة بطرازها المعماري المتميِّز مثل الجدران البيضاء والذهبية والخضراء والقبب والجدران الحمراء. كان هذا الدير يُستخدم في البداية لغرض حبس النساء اللولتي خرجن عن طاعة الحكام الروس أو عائلاتهم.
صندوق الماس، هو مكان مجوهرات التاج الملكي وغيرها من المجوهرات الثمينة.
قصر البطريرك وكاتدرائية الرسل الإثنا عشر اللذان يشكلان متحفاً يعرض الفن الروسي في القرن الـ17.
وكثير من الأماكن الأخرى التي تجعل من فرصه زيارة موسكو تجربة غير عادية تترك في الذاكرة لحظات لا مثيل لها.