يعد الفنان عقيل خريف (مواليد 1979) واحد من بين عراقيين كثر يسعون لايجاد طرق فنية تعبر عن آرائهم ومنظورهم لتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام
وللتعبير عن أفكاره بهذا الشأن عمد خريف لاستخدام أسلوب جديد وهو تجسيد وجوه داعش باستخدام الأحذية البالية.
وعن عمله هذا تحدث خريف لموطني وعن الأحذية البالية التي يستخدمها قائلا إنها "تعبّر عن شعور العراقيين ونقمتهم تجاه الارهاب وتنظيم داعش".
موطني : حدثنا عن عملك الجديد؟
عقيل خريف : عملي الجديد حمل عنوان "الكيان المنبوذ: داعش"، وقد لقي صدى بين زملائي في الوسط الفني العراقي، فضلا عن الجمهور، حيث تناقلت مواقع التواصل الاجتماعي صور أعمالي بشكل كبير لما تحمل من غرابة من جهة وتعبير عن شعور العراقيين تجاه داعش من جهة أخرى.
موطني ما هي الدوافع من وراء عملك الجديد؟
خريف : أردت من العمل الذي يجسد داعش تصوير مدى جرم وبشاعة وقبح أعمال عناصر التنظيم. وعلى الرغم من بعض الملاحظات التي وردت إلي من زملائي، وأهلي خشية علي من نقمة الإرهاب، إلا إن ردود فعل الجمهور العراقي واستحسانه للفكرة شكل حافزاً للمضي في هذا العمل، لأني بذلك أعبّر، حقيقة، عن وجه من أوجه نقمة العراقيين ضدّ الإرهاب.
موطني : هناك مواد غريبة تستعملها في عملك، ما هي هذه المواد؟
خريف : أستخدمت بقايا الأحذية لصنع وجوه داعش الإرهابية وقمت بملئها بمواد بالية أخرى يرميها الناس في صناعة الوجوه في دلالة على النظرة الأحادية للإرهابيين وعقليتهم المريضة وتعطشهم للدماء.
بدأت رحلتي الفنية بتحويل الخامات التالفة الى لوحات ومجسمات فنية مفيدة، وهذه الخامات هي عبارة عن مواد مستهلكة ومتروكة وبقايا أجهزة عاطلة، من بينها إطارات سيارات ومهملات مختلفة يتخلص منها الناس لتصبح نفايات كالمواد البلاستيكية والأجهزة العاطلة والملابس البالية والعدة اليدوية وغيرها من المعادن والأخشاب، أجمعها في بيتي وأبدأ العمل عليها لتكون بعد فترة تحفة فنية مميزة.
موطني : متى بدأت العمل على هذا النوع من الرسم؟
خريف : بعد حصولي على شهادة البكالوريوس من أكاديمية الفنون الجميلة في بغداد، عام 2011 شاركت في عدد من المعارض داخل العراق وخارجه.
وبدايتي مع هذا النوع من الرسم كانت في المرحلة الرابعة من الدراسة الأكاديمية، حيث قمت في أحد الدروس العملية بصنع أعمال فنية من خامات تالفة، فأعجبت بها إحدى المهندسات ونقلتها إلى المعنيين في وزارة البيئة العراقية لأجل إقامة معرض واسع.
وبالفعل كلفت بإنجاز المعرض وكانت بداية رحلتي في تجميع المواد الخام (النفايات) التي كنت أجلبها من مكبات النفايات إلى داخل بيتي.
موطني : في أي إطار يمكن تصنيف أعمالك؟
خريف : أعمالي تندرج ضمن فن يطلق عليه "الفن البيئي" أو "الفن الشعبي التركيبي المعاصر"، وهو من الفنون المعروفة عالمياً ويشابه تلك الفنون التي عُرفت من خلال مدارسها المتنوعة بروادها وبلدانها المختلفة، عبر استخدام خامات منسية ومهملة للتعبير عن الواقع وتعريته امام الجمهور، والتركيز على فلسفة الموضوع من خلال الجمال غير المرئي او الجمال المحسوس.
لقد سبق أن نفذتُ أعمالاً فنية حازت على إعجاب الجمهور من بينها استخدام اطارات العجلات الهوائية التالفة لإنتاج نافورة مياه جميلة، أو مكتبة صغيرة أنيقة وعصرية ومقاعد جلوس من الصناديق البلاستيكية المهملة.
التجارب المعاصرة مهمة جداً، فقبل عام 2003 لم نكن نشاهد تجارب معاصرة، والعالم يسبقنا بكثير ونحتاج إلى من يأخذ بيد الشباب وهو دور تضطلع به اليوم مؤسسة رؤيا العراقية للفنون المعاصرة، إحدى المنظمات غير الحكومية والتي تضع الحجر الأساس لتشجيع هكذا نوع من الفنون.
موطني : هل يلقي هذا النوع من الفنون رواجاً في العراق؟
خريف : الفن العراقي المعاصر لا زال حذراً في دخوله القاعات الخارجية والدولية، رغم أننا نمتلك تجارب مهمة في هذا الميدان، خصوصاً لدى جيل الشباب ورغبته في التغيير.
من هنا تكمن أهمية هذا الفن وإمكانيته للتعبير من خلاله والتأثير على الآخرين ومساهمته في مواجهة الإرهاب.
موطني : ماذا عن الرسامين الذين تأثرت بهم في عملك؟
خريف : تأثرت في البداية بالفلسفة البراغماتية لصاحبها "جون لوي"، وهي تحكي عن كيفية صناعة الفكرة، وربط الفن بالحرف الشعبية وإدامتها. وأول عمل لي كان عبارة عن ربط قطعتين من قماش يلف على الرأس تسمى شعبياً بـ "اليشماغ" بلونين مختلفين، عبر كيس فارغ للسكر، وهو بلون الأرض، في إشارة لنبذ الطائفية التي خيمت على بلدي خلال سنوات مضت، لأني ما زلت أقول إن الفن لا بد أن يقدم رسالة ما، ويسهم بعجلة التقدم.
المصدربتصرف
http://mawtani.al-shorfa.com/ar/arti.../16/feature-02
وامتاز الفنان خريف بفكاهته في فنه التشكيلي ناقدا فيها الاوضاع التي يمر بها البلد
ومن اعماله الفنيه النقديه