الغد برس/ بغداد: سنة اخرى ترتكب فيها امانة بغداد وحكومتها المحلية، انتهاكاً كبيراً للذوق العراقي الرفيع، وهي تعلق شبكة تُستخدم للوقاية من اتربة المباني المُهدمة مشجرة لاعياد الميلاد في رأس السنة الميلادية، غير آبهتين للذوق ولاهمية هذه المناسبة، والتفاؤل الذي من الممكن ان تمنحه لاهالي العاصمة.وهذه الشبكة المُسماة بالشجرة، تُعلق للعام الثاني على التوالي، في ساحة الفردوس، وسط العاصمة بغداد، باعتبارها شجرة ميلاد، لكن مظهرها القبيح، يوحي الى المواطن، بان هناك من يستهزئ بذوقه، ويُساهم في خراب الصورة الجمالية لبغداد.الفنان حيدر سعد، يقول لـ"الغد برس" إن "من المؤسف ان تكون شجرة الميلاد في بلاد تاريخها يمتد الى 7 الاف عام بهذه الصورة، وبهذه الطريقة "البائسة"، التي ان دلت فانها تدل على انعدام الذوق لدى الحكومة المحلية في بغداد وامانتها، اللتان وافقتا على نصبها للعام الثاني على التوالي".واضاف ان "المسؤولين على نصب هذه الشجرة يجب ان يُحاسبوا، لانهم اسائوا للذوق العام، ولانهم هدروا اموال الدولة في مشروع غير ناجح وغير حقيقي، لان اشجار الميلاد في بقية بلدان العالم وهي من الاشجار الكبيرة والمهمة، لا تُكلف كثيراً".الى ذلك يقول الفنان التشكيلي، عبد الله العراقي، لـ"الغد برس" إن "امانة بغداد او محافظتها، لم يطرقا باب الفنانين التشكيليين او المصممين المحليين، الذين يمتلكون مهارات عالية، لمساعدتهم في جمالية بغداد، لذلك كانت العملية سيئة وبائسة، وان دلت فانها تدل على محدودية ذوق المسؤولين على هاتين المؤسستين".واشار الى ان "الحكومات العراقية المتعاقبة لم تعتمد على الفنان العراقي، رغم انه يمتلك ما لم يمتلك الفنانين في دول المنطقة، لكن للاسف تتعامل معه ومع مشاريعه بوفيقة، ولا تريد ان يكون له دوراً في جمالية شوارع العاصمة، التي يتراجع الذوق فيها بسبب هذه الاساليب".وتلف هذه الشبكة عدد من الاضوية والانارة البسيطة، التي تُعلق في المناسبات غير المهمة، بحجة انها توحي للمتفرج بان هناك شجرة ميلاد ستبى مضيئة في ساحة الفردوس طيلة الايام المقبلة، لكنها في حقيقة الامر، تركيب بسيط ويدوي، لم يعط اية جمالية ولم يمنح هذه الساحة رونقاً، خاصة وانها قريبة من فندقين مهمين نزلائهما من داخل وخارج العراق.وستعطي هذه الشبكة التي تُدعى انها شجرة ميلاد طابعاً سلبياً لمن يشاهدها من الذين يزورون العراق خلال هذه الايام، بانها شجرة تُسئ للذوق العام، وتؤكد ان العراق لم يرد التطور مثل باقي البلدان، بسبب مسؤولين يوافقون على نصب هكذا شجرة بصورة قبيحة ومخزية.