المنظِّمون عجزوا عن الهروب من الجمهور .. وقصة كرة القدم نالت التصفيق الطويل
بالصور .. "مفتاح قطر": لا آكل ولا أنام مثلكم .. وبـ "رُبع جسد" أُدير شركة و50 موظفاً!
عيسى الحربي-سبق، تصوير (فايز الزيادي): ردَّد معجزة الخليج ومفخرة العرب البطل القطري غانم محمد المفتاح (12 عاماً) عبارة "لا تعلمون .." في أثناء عرض إنجازاته في "لقاء الخميس" أمام الجماهير الغفيرة التي غصَّت بها مدرجات وممرات مركز "عالم جمولي" بالرياض، الذين تقدّمهم ضيوفٌ من دولة قطر، وأيضاً الشيخ ناصر القطامي، وكذلك عضو مجلس الشورى نائب رئيس مجلس إدارة جمعية الأطفال المعوقين الدكتور عبد الرحمن بن عبد العزيز السويلم، وعددٌ من وسائل الإعلام والشباب الناشطين في أعمال التنمية والتطوع، ومدير أعماله ناصر الخالدي.
وسجّلت حكاية "غانم قطر" وإرادته وطموحه تصفيقاً طويلاً عند كل قصة يرويها، ولم يكن ذلك التصفيق بدافع الشفقة والعطف؛ بل إجلالاً للروح المتوثبة في "ربع جسد"، كما وصفها هوَ ...، ويقول "غانم" أثناء حمل والدتي "إيمان" بتوأم قال لها الأطباء إن أحدهما بلا حوض، فتوكّلت أمي وعظم الإيمان في قلبها وأنجبتني وشقيقي الذي بكامل عافيته، "لتطوف" فيما بعد برفقة والدي "محمد" كل دول العالم بحثاً عن العلاج، وقال لهم الأطباء لا يوجد له علاج، وعلاجه فقط المحافظة على صحة جسمه وقلبه.
وواصل "غانم الإرادة" كشف حياته القصيرة المليئة بالعجائب، وقال "لا تعلمون .. عندما أردنا التسجيل في المدرسة كل المدارس رفضتني؛ لأنهم يطالعون جسمي ولا يطالعون عقلي!!، فقررت والدتي "أم الأمهات" فتح مدرسة لي ولأقراني، وعندما كبْرت قليلاً تبرعت والدتي بالكرسي الكهربائي الذي كان ينقلني، وقالت يا غانم اعتمد على يديك لتقوى عضلاتك، ثم سجّلت في رياضة السباحة بنادي الغرافة، وفزت بجوائز عديدة، فأنا أغوص إلى 10 أمتار، لكن ما ضموني للمنتخب لأنهم أصحاء وأنا معاق!".
وبلغة الانتصار والعزة فاجأ الجمهور بجملة "لا تعلمون .. فأنا لست مثلكم لأنني أعيش برُبع جسد، ونصف عمود فقري، ولا أستطيع أن أنام على ظهري أكثر من 5 دقائق، وعند الأكل أستلقي على ظهري، وأحب جسمي أكثر من محبتكم لأجسادكم، وأعظم تحدٍّ هو التعايش مع الإعاقة بحبٍ وسلامٍ وابتسامة".
وصفق حضور "لقاء الخميس"، لـ "مفتاح قطر"، وهو يروي قصته مع ممارسته كرة القدم، يقول: أنا مهووس بالرياضات الذهنية والرياضات البدنية، وإذا أردت التغيير والترويح جمعت كل أصدقائي للعب كرة القدم لكي أهزمهم على الرغم من أنهم أصحاء، فقد سمحوا لي بلعب كرة القدم باليد دون احتساب "فاول"، وأكثر عناصر الفريقين يطلبون مني اللعب بفريقهما، وفريقي يفوز في كل مباراة لأني أستغل سرعتي وأدخل بينهم وأمسك الكرة بيدي وأهرب بها للمرمى لتسجيل الأهداف!!
وقدّم رسالة للجمهور، وخصوصاً ضيوف اللقاء من المعاقين، أن الطموح والإرادة والنجاح حقٌ مشروعٌ للكل، والعجز هو عجز العقل لا عجز الجسد والأطراف؛ كاشفاً لهم عن مشروعه التجاري عندما قال "لا تعلمون .. فأنا لديَّ شركة آيسكريم، ولها 5 فروع في الدوحة، وأدير أكثر من 50 موظفاً، وأطمح إلى زيادة الفروع والعاملين إلى 100 موظف في القريب، كما أنني أطمح إلى أن أصبح طبيباً متخصّصاً في العظام لأخدم البشرية، وأرفع اسم دولة قطر عالياً".
وختاما، فقد شهد اللقاء إضافة إلى نشر ثقافة الابتسامة والتفاؤل من قِبل الضيف، صعوبة واجهها المنظِّمون وحرّاس الأمن من جرّاء تدافع الجمهور، قبل اللقاء وبعده، للتصوير والسلام على غانم المفتاح، كما شهد اللقاء تكريمه من قِبل شركاء برنامج "لقاء الخميس"؛ حيث قدّم أمين عام اللقاء منصور بن عبد الرحمن البطي "مفتاح الكعبة" هدية لـ "مفتاح قطر"، كما قدَّم الشريك الإعلامي، صحيفة "سبق"، مجموعةً من الأجهزة الكفية الإلكترونية، وهدية قدّمها خالد الكثيري مالك مركز عالم جمولي للتعليم بالترفيه.