Friday, the 24th February, 2012
آينشتاين على حق: النيوترينات لم تكن أسرع من الضوء!
أضخم جهاز في العالم للتوصيل المغناطيسي
بعد ان كادت أبحاث حديثة، أن تنقد نظرية آينشتاين حول سرعة النيوترينات نسبة للضوء، تبين صوابه وخطأ التكنولوجيا الحديثة.كان العالم مهددا في ايلول/سبتمبر الماضي عندما اطلق فريق من فيزيائيي المنظمة الاوروبية للأبحاث النووية سيلا من جسيمات شبحية لا يقف شيء في طريقها تسمى نيوترينات عبر نفق محفور في جبل الى أجهزة استلام تحت جبال ابنين الايطالية على بعد 724 كلم.
وكان يُفترض بالنيوترينات ان تقطع الطريق كله بسرعة الضوء، وليس ابطأ وقطعا ليس أسرع، لأن لا شيء في الكون قادر على الانطلاق بسرعة تفوق سرعة الضوء ، كما اشار ألبرت آنشتاين سابقاً.
ولكن اجهزة الاستقبال في جبال ابنين أفادت بأن سرعة النيوترينات كانت أسرع، ليس كثيرا بل اسرع 60 نانوثانية فقط أو 0.0025 في المئة أقل من الوقت الذي يستغرقه الضوء لقطع المسافة نفسها.
وفي هذه الحالة فان ما كانت التجربة ستغيره هو نظرية النسبية الخاصة التي وضعها انشتاين من أساسها، علما بأن النظرية نفسها تشكل أساس علم الفيزياء منذ ما يربو على مئة عام، ولا غنى عنها لفهم الكون، لذا كان هناك سبب وجيه للقلق.
واحتدم السجال وتوترت الأعصاب حتى أكثر من ذي قبل، عندما أكد الباحثون انهم فحصوا اجهزتهم وراجعوا حساباتهم قبل اعلان ما رصدوه على الملأ، وانهم لم يعثروا على هنة أو خطأ.
ويُسجل للباحثين انهم دعوا فيزيائيين من سائر انحاء العالم لمحاولة تكرار تجربتهم ونتائجها، وشمر العديد منهم عن أذرعهم استعدادا للعمل.
وقال موقع "آرس تكنيكا" العلمي ان خمسة فرق مختلفة على الأقل اعلنت في المؤتمر السنوي لأكاديمية تقدم العلوم الأميركية انهم يتهيئون لإجراء اختبارات خاصة بهم.
ويستطيع هؤلاء العلماء أن يصرفوا النظر عن مشاريعهم الآن، إذ اعلن فريق المنظمة الاوروبية للأبحاث النووية يوم الأربعاء ان النظام العالمي لتحديد المواقع الذي استُخدم في تعديل آلية توقيت رحلة النيوترينات كان مختلا بسبب سلك سائب من اسلاك الألياف البصرية.
وحين أُعيد السلك الى مكانه ومُحيت قراءات النظام من البيانات التي سجلها العلماء اختفى فارق الـ 60 نانوثانية. وبذلك اثبت انشتاين، الذي اختارته مجلة "تايم" شخصية القرن في عام 2000، مرة أخرى انه على صواب.
ولم يكن ذلك مفاجئاً لأجيال من الفيزيائيين والباحثين الذين اصبحوا يعتبرون كلمة انشتاين قانونًا.
وبحسب موقع "آرس تكنيكا" فان رئيس قسم الأبحاث في المنظمة الاوروبية للأبحاث النووية سيرجيو برتولوتشي لم يُفاجأ بل عندما سُئل قبل اكتشاف العطب في النظام العالمي لتحديد المواقع إن كان مقتنعا بأن النيوترينات وصلت الى اجهزة الاستقبال في جبال ابنين بسرعة فاقت سرعة الضوء، قال برتولوتشي ان شكوكا ساورته "لأن لا شيء في ايطاليا يصل قبل موعده".