0 أشياء لا تعرفها عن زراعة الأعضاء
هناك الكثير من الناس في جميع أنحاء العالم حاليا على قوائم الانتظار، فهم يأملون في الحصول على كلية جديدة أو كبد جديد أو قلب جديد أو فقط يأملون في تمديد حياتهم على الأقل لبضع سنوات أخرى ، وللأسف، فإن الغالبية العظمى من هؤلاء الناس لن يتمكنوا أبدا من الحصول على عملية زرع حيث أن عدد المتبرعين في العالم لا يزال صغيرا نسبيا بالمقارنة مع عدد الأشخاص الذين يحتاجون للأعضاء ، و ليس من المتوقع أن يتغير هذا الوضع في وقت قريب ، و لأن أغلب الحالات تنتهي بموت المريض قبل حصوله على العضو المطلوب فإن العلماء يبذلون جهدهم لإيجاد حلول بديلة و دائمة لهذه المشكلة.
كلى إضافية
عندما يتم زرع معظم الأجهزة، فعادة ما تتم إزالة القديمة التي لم تعد تعمل ، و لكن هذا الأمر يختلف عندما يتعلق الأمر بالكلى حيث أن الكلية المريضة غالبا ما تترك في الجسم، أي أن الشخص الذي يعاني من فشل الكلى و تمكن من إيجاد كلى بديلة، ييتم زراعة الكلية الجديدة في جسمه بالإضافة إلى القديمة التي لم تعد تعمل بشكل صحيح. والسبب في هذا هو موقع الكلى حيث أنها تقع في بقعة غير مريحة إلى حد ما في أسفل الظهر، وبالتالي فإن الأطباء الذين يجرون العملية يفضلون تركها في مكانها إذا لم يكن هناك سبب مهم حقا لإزالتها، ولا يتم وضع الكلى الجديدة بالقرب من القديمة، ولكن بدلا من ذلك توضع في جزء أكثر ملاءمة من الجسم بالقرب من الحوض تسمى الحفرة الحرقفية، و التي توجد بين عظم الورك والحوض وتقع على مقربة من الورك، و في حين أن المريض الذي حصل على كلى مزروعة سيعيش مع ثلاث كلى إثنين لا تعملان وواحدة تعمل فإن هناك بعض الأشخاص الذين يولدون بكلية إضافية ، و هي حالة نادرة تحدث في حوالي واحد في المليون شخص ، ويحدث هذا عندما تنقسم الكلى أثناء نموها خلال المراحل الأولى من الحمل.
رفض الجسم للعضو المزروع
ليست كل عمليات الزرع ناجحة ، فأحياناً قد يتوفق المريض في إيجاد متبرع ، و بعد الإختبارات يتبين أن كل شيئ على ما يرام ، و تم إجراء الجراحة، و لكن للأسف قد يرفض جسم المريض العضو المزروع لأن التطابق الكلي لا يعني أن جسمك لن يرفض العضو، حتى لو كان المتبرع من أقرب الأقرباء، كما أن هناك أسباباً وآليات أخرى تدفع الجسم إلى رفض العضو المزروع و التي لم يتوصل العلماء بعد إلى اكتشافها، و في غالب الحالات التي يتم فيها رفض العضو المزروع من طرف الجسم يموت المريض من أثر مضاعفات الرفض.
مرض السكري
كما ذكرنا، الحصول على تطابق تام لا يعني أن جسمك لن يحاول رفض العضو، و بمجرد إجراء زرع على المريض أن يأخذ عقاقير لكبت المناعة لبقية حياته لتجنب الرفض، و هناك حالات يرفض فيها الجسم العضو المزروع رغم تناول هذه العقاقير، والسبب هو أن جسمك يحاول رفض العضو لأنه يعتبره دخيلاً عليه و بالتالي يقاومه، و من أجل منع نظام المناعة في الجسم من رفض الأعضاء، يتم وصف العقاقير التي تقمع استجابات جهاز المناعة لديهم، و لكنها لا تبقيهم على قيد الحياة لأنها تشكل خطرا كبيرا أيضا حيث أن قمع جهاز المناعة يعني أن المريض معرض لمختلف أنواع العدوى، و ما يجعل الأمور أكثر سوءا أن العديد من الأدوية التي تؤخذ لقمع نظام المناعة تسبب مرض السكري لدى الكثير من مرضى الزرع.
المتاجرة بالأعضاء البشرية
بالرغم من عدم وجود أية أرقام بخصوص المتاجرة بالأعضاء البشرية أو ما يسمى أيضا بالسوق الحمراء، إلا أنها شائعة بشكل كبير، حيث يُقدر أن هذه التجارة الغير قانونية تدر أرباحا تقدر بمليار دولار، و هي تجارة تتم بطريقة سرية بين المتبرع بالعضو و المشتري أو الوسيط بين الإثنين، وهي أكثر إزدهاراً في المناطق الفقيرة.
صحفي يدعى سكوت كارني يقول أنه بعد وقت قصير من تسونامي 2004 والذي خلف الكثير من الهنود النازحين، سمع عن مخيم كان يعرف باسم Kidneyville حيث إستغل تجار الأعضاء البشرية يأس الناس الذين يعيشون في ظروف مروعة و عرضوا عليهم مبالغ مالية صغيرة مقابل كلاهم، ومن ثم بيعها لجني الأرباح الضخمة في أماكن أخرى.
المخاوف الدينية
تختلف قواعد كيفية التعامل أخلاقيا مع هذا الإجراء الطبي الجديد، ففي العقيدة الإسلامية، يُجيز الكثير من العلماء زرع الأعضاء ولكن العديد من الأفراد لا يزالون حذرين بسبب القوانين الدينية على كيفية التعامل مع المتبرع بعد موته، وقد أدى هذا إلى أن الغالبية العظمى من عمليات زراعة الأعضاء في دول مثل إيران من متبرعين أحياء حتى لا تكون هناك أية إساءة الى المشاعر الدينية.
المسيحيين والكاثوليك أيضا يجيزون هذا الأمر ولكن الدين اليهودي يأخذ موقفا مثيرا للاهتمام حول هذه القضية خاصة فيما يتعلق بالتبرع بالقلب، حيث أن هذا الأخير يجب أن يؤخذ من المتبرع و هو مازال يدق و لم يتوقف بعد أي بعد موت المريض دماغيا فقط، و لكن في الإعتقاد اليهودي لا يعتبر الشخص ميتا إلا إذا توقف قلبه و بالتالي يصبح الحصول على قلب سليم مستحيلا.
حقل جديد
زرع الأعضاء هو الحقل الذي لم يتوقف عن النمو بسرعة ولكن يبدو أنه لا يزال في المراحل الأولى، فقد تم إجراء أول عملية ناجحة لزرع الأعضاء في أوائل الخمسينات، و كانت الكلية هي أول عضو تمت زراعته، و رغم نجاح العملية إلا أن المريض مات بعد وقت قصير، و استمرت هذه المشكلة إلى أن اكتشف جراح يدعى بيتر مدور أن السبب هو النظام المناعي للمريض، و في نفس الوقت تقريبا، ظهر رجل في حاجة إلى كلية جديدة و تبرع له شقيقه التوأم بإحدى كليتيه، و رغم أن الطب لم يتوصل بعد إلى إنتاج عقاقير قامعة لمناعة إلا أن العملية نجحت و استقبل جسم المريض الكلية الجديدة دون مشاكل، و قد فاز بيتر مدور بجائزة نوبل على جهوده.
متوسط العمر المتوقع
كثير من الناس الذين خضعوا لعملية زرع عضو يعيشون لمدة عشر سنوات أو نحو ذلك، ويعتقد العلماء أن هذا الأمر مرتبط بمشكلة رفض الجسم للعضو، حيث أن الجسم يستمر في مقاومة العضو الدخيل، و المريض مرغم على تناول قامعات المناعة مع ما يصاحب ذلك من مخاطر، و بفضل التقدم الذي عرفته زراعة الأعضاء فإن المرضى يعيشون أطول من أي وقت مضى حيث يقوم لأطباء بمراقبة المرضى وتتبع حالتهم الصحية، و يميل أولئك الذين أجريت لهم عمليات زرع الكلى وكذلك زرع الكبد إلى العيش لمدة أطول ممن خضعوا لعملية زرع القلب ولكن الأرقام آخذة في التحسن.
إنتهاكات في قوائم الإنتظار
قائمة إنتظار العضو الجديد هي أحيانا مسألة حياة أو موت ،وهناك الكثير من الناس ينتظرون، وتعطى الأولوية للأشخاص الأكثر مرضا، مما يدفع الكثيرين إلى الشعور باليأس و اللجوء إلى طرق أخرى للحصول على العضو سواءً لأنفسهم أو لأحبائهم من المرضى، و في حين أن هناك العديد من الأطباء والممرضين الذين لن ينتهكوا المبادئ الأخلاقية لأي سبب من الأسباب، هناك دائما بعض الفاسدين في أي مهنة، ففي ألمانيا إندلعت فضيحة كبرى في عام 2013 بعد أن تبين أن العديد من مراكز التبرع، والأطباء المعنيين، كانوا يستعملون طرقا ملتوية لنقل بعض المرضى إلى أعلى القائمة، و قد كشف التحقيق أكثر من 100 حالة مما أسموه “التلاعب الواضح” والعديد غيرها من الانتهاكات الأخلاقية الأكثر دهاءً، ففي بعض الحالات وجد المحققون أن الدم قد تم تلويثه عمدا مع البول من أجل تزييف الظروف الطبية، وكل هذا طبعا تم مقابل مبالغ مالية ضخمة، و كباقي دول العالم كانت ألمانيا تعاني من نقص المتبرعين بالأعضاء و جاءت هذه الفضيحة لتفاقم المشكلة حيث انخفض عدد المتبرعين بعدها بشكل كبير في البلاد.
التبادل المزدوج
عند التعامل مع عمليات زرع، يلجأ الأطباء في كثير من الأحيان إلى لعبة مجنونة للحصول على الأجهزة المناسبة، ويمكن أن يتحول ذلك إلى عمل معقد عندما يكون لديك شخص يريد التبرع بكليته لصديق أو قريب، لكنها ليست مطابقة، فعندما يحدث ذلك، فإن المستشفى تحاول تحديد موقع الأشخاص الآخرين الذين هم في نفس المأزق، ومحاولة العثور على تطابق بين إثنين من المرضى، و من تم يتم تبادل المانحين بين المرضى، ولكن المشكلة أن العمليات لا تنفذ في وقت واحد مما يخلق نوعا من عدم الثقة بين الأشخاص في المجموعة، ونظام التبادل المزدوج هو وسيلة مفيدة وطوعية تماما للمساعدة في إيجاد الجهات المانحة المناسبة وتنفيذ العديد من عمليات الزرع المنقذة للحياة.
الطباعة الثلاثية يمكن أن تحدث ثورة في زراعة الأعضاء
ظهور الطابعات ثلاثية الأبعاد غير طريقة إبتداع الأشياء و مع تقدم هذه الطابعات سيكون في مقدورنا يوما أن نصنع أي شيء تقريبا في منازلنا بتوفر الخامات المناسبة، و ليس مستغرباً أن يحاول الأطباء أيضا استغلال هذه التقنية المتطورة و البحث عن أفضل الطرق لاستخدامها في عالم الطب، حيث يأمل الأطباء في نهاية المطاف أن يتمكنوا في يوم من الأيام من استخدام هذا النوع من الطابعات لطباعة أعضاء بشرية تعمل بكامل طاقتها.
و عندما يأتي هذا اليوم فإن هذا يعني نهاية عقاقير قمع المناعة لأن خلايا المريض نفسه هي التي ستستخدم في صنع العضو، و في بحث مشترك من قبل جامعة سيدني وجامعة هارفارد، تمكن الباحثون من شق طريقهم، وكانت المشكلة أنهم لا يستطيعون معرفة كيفية جعل الأوعية الدموية تتشكل بشكل صحيح، و لكنهم تمكنوا من استخدام الطابعة لخلق الشعيرات الدموية الصغيرة و يقول الدكتور لويس بيرتاسوني – و هو الرجل المسؤول عن المشروع – أن هذا لا يعني أنهم نجحوا فعلا في البدء بالفعل في صنع أعضاء بشكل كامل، و لكنه يأمل تحقيق ذلك في المستقبل، وقال أنه يعتقد أن هذا الأمر قد يستغرق عدة عقود.