عيد الميلاد في العراق والشرق الأوسط يتحدى إرهاب داعش
بغداد/المسلة: يحتفل المسيحيون الخميس بعيد الميلاد في انحاء العالم لكنها بالنسبة لاقدم مسيحيي الشرق الأوسط في العراق تأتي في ظروف صعبة لنحو 150 الف مسيحي عراقي اضطروا الى النزوح من منازلهم بعد هجمات تنظيم داعش الارهابي الذي استهدف المسيحيين والاقليات الاخرى.وقال بطريرك الكلدان الكاثوليك في العراق لويس رافائيل الاول ساكو لوكالة فرانس برس انهم "ما زالوا يعيشون في وضع مأساوي ولا توجد اي حلول سريعة لهم".وبحسب البطريرك فانه "خاصة في عيد الميلاد ورأس السنة الميلادية، هم بحاجة الى اشارات تؤكد لهم انهم ليسوا وحدهم وغير منسيين".وحسب أرقام الأمم المتحدة فإن أكثر من مليونيي شخص هربوا من تنظيم "داعش". وفي شهر أغسطس الماضي طوق رجال "داعش" مدينة قرقوش المسيحية التي يبلغ عدد سكانها نحو 60 ألف شخص، بالإضافة إلى قرى مسيحية قريبة منها. واستطاع مقاتلو البيشمركه والمقاتلون المسيحيون في وقف تقدم تنظيم "داعش" في قرية تلكيف شمالي الموصل والتي تبعد بنحو 20 كيلومترا عن ألقوش.وفي قرية القوش ذات الغالبية المسيحية في شمال العراق يحتفل مسيحيون عراقيون بأعياد الميلاد في هذه الأوقات الصعبة. والقوش هي قرية صغيرة تابعة إداريا لمحافظة نينوى وعاصمتها الموصل وتسكنها اغلبية مسيحية. وفي دير القرية، والذي يقع بالقرب من جبال دهوك يتم التحضير بنشاط لطقوس ليلة عيد الميلاد. المؤمنون يشعلون الشموع ويعلقون المناديل الحمراء والبيضاء في الغرف، كما يحضرون المبخرة الخاصة بالدير. أما التماثيل الصغيرة للسيد المسيح ولمريم العذراء فما زالت محفوظة في الصناديق، بعد أن قام رجال الدير بإخفائها قبل وصول قوات تنظيم "داعش" إلى المنطقة.وفي مدينة بيت لحم جنوب الضفة الغربية المحتلة مكان ولادة يسوع المسيح يطغى العنف الذي يسود في الشرق الاوسط على جو الاحتفالات.ورافق كشافة فلسطينيون يقرعون الطبول ويعزفون على القرب موكب المونسنيور فؤاد طوال، اعلي سلطة كاثوليكية في الاراضي المقدسة حتى كنيسة المهد التي ولد فيها المسيح والتي وضعت في ساحتها شجرة ضخمة مزينة بالاضواء الحمراء والسوداء والفضية، بينما وقف رجل يرتدي لباس بابا نويل لتوزيع الحلوى.وبعد عدة امتار وضعت صور لمسؤول ملف الاستيطان في السلطة الفلسطينية زياد ابو عين الذي قتل في مواجهات مع الجيش الاسرائيلي في العاشر من كانون الأول الماضي، مما يذكر بالتوتر السائد في الاراضي الفلسطينية المحتلة.وادى التوتر بحسب خبراء السياحة في بيت لحم الى هروب السياح الاجانب هذا العام.وكانت اسرائيل شنت هذا الصيف للمرة الثالثة في ست سنوات حربا مدمرة على قطاع غزة مما ادى الى مقتل 2200 فلسطيني اغلبهم من المدنيين.و شنت اسرائيل غارة جديدة على القطاع اسفرت عن مقتل ناشط في حركة حماس بعد ان اطلق قناصة فلسطينيون النار على دورية للجيش الاسرائيلي.وكان عدد الحجاج الاجانب قليلا في شوارع المدينة الفلسطينية التي زينت بمناسبة الميلاد. وبدأت مجموعات قليلة من السياح بالتدفق الى ساحة المهد.وسيراس المونسنيور فؤاد طوال قداس منتصف الليل في كنيسة سانت كاترين المجاورة لكنيسة المهد، بحضور الرئيس الفلسطيني محمود عباس.وقال عباس مساء بمناسبة الميلاد ان "جل ما نريده من أعياد الميلاد هو العدالة". واضاف "في الوقت الذي يتحدث فيه المجتمع الدولي عن استئناف عملية السلام تذكرنا اعياد الميلاد بوجه عام والوضع في بيت لحم بشكل خاص ان كلمة السلام لا يمكن ان تبقى فارغة على الدوام".واكد عباس انه "ان أي مبادرة لتحقيق السلام ستفشل ما لم يتم تحقيق العدالة للفلسطينيين".كما اكد طوال في رسالته لعيد الميلاد التي نشرت الاسبوع الماضي ادانته للحرب الاسرائيلية المدمرة على قطاع غزة واعرب عن قلقه من ظاهرة الشبان الاوروبيين الذين يقاتلون في تنظيم داعش الارهابي. واوضح طوال "الى جانب المأساة اللاانسانية التي تغطي الشرق الأوسط بالدماء وتمزقه الى اشلاء، يفاجئنا عدد الشباب الاوروبيين الذين يتبنون الأيديولوجيات الراديكالية، ويتوجهون إلى جبهة القتال في سوريا والعراق".وفي روما سيترأس البابا فرنسيس قداس منتصف الليل في كاتدرائية القديس بطرس في الفاتيكان.وكان البابا فرنسيس اعرب الثلاثاء عن قلقه البالغ على وضع المسيحيين في الشرق الاوسط في رسالة وجهها اليهم داعيا الى الحوار مع الاديان الاخرى على الرغم من الصعوبات.واكد البابا موقفه قائلا ان "الوضع المأساوي الذي يعيشه أخوتنا المسيحيون في العراق بالاضافة إلى الايزيديين والمنتمين إلى الجماعات العرقية والدينية الأخرى، يتطلب اتخاذ موقف واضح وشجاع من قبل جميع المسؤولين الدينيين كي يشجبوا - بالإجماع وبشكل لا لُبس فيه - جرائم من هذا النوع وينددوا بالتذرع بالدين لتبريرها".وفي تلميح واضح الى تنظيم الدولة الاسلامية، تحدث البابا عن "احدى المنظمات الإرهابية الناشئة حديثا والتي تبعث على القلق حجمها يفوق أي تصور، وتمارس شتى أنواع الانتهاكات وممارسات لا تليق بالإنسان، وتضرب بشكل خاص بعضا منكم الذين طردتم بطريقة وحشيّة من أراضيكم حيث يوجد المسيحيّون منذ عصر الرسل".وتلقى البابا فرنسيس برقية تهنئة بعيد الميلاد من الرئيس الايراني حسن روحاني الذي دعا الى التعاون "لنشر السلام والامن والخير في العالم".وفي فرنسا يجرى الاحتفال بعيد الميلاد وسط اجراءات امنية مشددة بعد ثلاثة حوادث احدها على صلة بالتطرف الاسلامي اوقعت قتيلا و25 جريح.اما في كوبا فتجرى الاحتفالات بعيد الميلاد التي حظرها النظام لفترة طويلة، في اجواء من البهجة والفرح مع هدية ثمينة : التقارب مع الولايات المتحدة.في المقابل لن تنظم احتفالات عامة في سيراليون بسبب وباء ايبولا. وقال الرئيس ارنست باي كوروما "على المسيحيين الذين سيتوجهون الى الكنيسة لحضور قداس منتصف الليل العودة بعد ذلك الى منازلهم والاحتفال مع اسرهم".