عرفوا مقام الرضا :
مقام الرضا : هو سرور العبد من الحق تعالى شأنه وأرادته ومقدراته , ورفع الكراهيه وتحمل المراره , وهو من مقامات الوصول بالاضافه الى كونه صفه وخلق , وهذا المقام ياتي بعد مقام التوكل .
وعند اهل السلوك مقام الرضا : هو التلذذ بالبلوى , واخراج النفس من رضاها الى رضا الحق تعالى .
ان الامام الرضا - عليه السلام - مثال الله في هذه الصفه , والرضا عن الله عز وجل انما يمر في البدايه بالرضا عن الامام - عليه السلام - ومعرفته , وكذلك الاستلهام من حياته المباركه لمعرفة كيف وصل الى هذا المقام , فنطبق نحن ذلك لنحصل على المقام وأن لم يكن بالمستوى الذي وصل اليه الامام - عليه السلام - وكذلك التوسل به وزيارته لاستلام الفيض منه في ذلك والتقرب الى الله عز وجل به .
الامام - عليه السلام - في لوح نفسه مقامات متعدده , وهي عين تلك المقامات الالهيه , ولكن الاظهر من تلك المقامات كان مقام الرضا , وهذا المقام هو مقام عين رضا الله عز وجل .
ان وصول الامام الرضا - عليه السلام - الى هذا المقام , ولم تكن العله الا بالرضا بالقضاء , فلان الامام - عليه السلام - رضى بالله وعن الله عز وجل وصل الى هذا المقام , ومن المعروف ان الامام - عليه السلام - قد رضى الله عنه في البدايه بامتثاله لاوامره تعالى , كيف لا والامام - عليه السلام - المظهر الاكمل لارادة الله عز وجل , ومن المعلوم ان الرضا بالقضاء له مراتب وقد وصل الامام - عليه السلام الى اعلى هذه المراتب , بل أنه - عليه السلام - ترقى في المراتب حتى صار عينآ للرضا .
ان شدة تفاني الامام - عليه السلام - وفنائه بالرضا بقضاء الله عز وجل بحيث لم تبق أثنينيه بينه - عليه السلام - وبين الصفه , وصارت الصفه عين الموصوف فصارت ذات الامام - عليه السلام - بالاضافه الى كونها ولويه ( ولايه ) صارت رضويه , وتسامى في الانتقال من حالة الماده الى حالة التجرد مباشره من دون المرور باي حاله أخرى ,
فهو - عليه السلام - انتقل من عالم أبتلاءات الدنيا بعد الرضا به وطوى عالم الملكوت وصولآ الى عالم العقل والتجرد مباشره بهذه الصفه , فهو - عليه السلام - وأن كان موجودآ مجردآ من عالم الانوار والعقل ولكنه حينما نزل الى عالم الناسوت أبى الا ان يتسامى ويرجع الى عالمه فيكون سيد العالمين برضاه , فرقى وتسامى حتى وصل الى اللامكان , وهذا يدلنا على اهمية هذه الصفه وأي مقام يمكن أن يحرز بهذه الملكه العاليه .
أن لله تعالى رضا وللامام - عليه السلام - رضا ايضآ , وعلى هذا فهما رضاءا , ولكن رضا الامام - عليه السلام - فان في رضا الله عز وجل , والفناء هو آخر مراحل السالكين في منازلهم الانتقاليه وخاصه اذا كان الفناء فناء في رضا الله عز وجل , وهذا يعني أنه ليس في البين الا اله ورضا الله تعالى , فيكون رضا الله هو رضا الامام - عليه السلام - ورضا الامام - عليه السلام - هو رضا الله عز وجل .
فلا تغفل في تحصيل رضا الامام - عليه السلام -
والحمد لله رب العالمين